العدو الصهيوني.. المقاومة المقاومة خيار النصر والتحرير

فؤاد دبور
0

اثبت خيار المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني انه الحل وخيار التحرير، تحرير الارض والمقدسات، ومع اشتداد المقاومة الفلسطينية في ارض فلسطين العربية في القدس والضفة والقطاع وفي كل ارجاء فلسطين العربية من اقصى الشمال الى الجنوب من الشرق الى الغرب انها توجع العدو الصهيوني، تربكه، تجعله يتخبط في قراراته العسكرية منها والامنية والسياسية.

مثلما اثبت شعبنا العربي الفلسطيني انه شعب مقاوم قادر ومقتدر على انزال اشد الضربات المؤثرة والمؤلمة لهذا العدو الغادر المجرم القاتل عدو قام اساسا على الارهاب والقتل وارتكاب المجزرة تلو الاخرى ولن تكون مجزرة جنين بالأمس القريب اخر المجازر كما انها لم تكن حتى مثل العديد من المجازر التي ارتكبها هذا العدو بحق الفلسطينيين والعرب في سورية، لبنان، مصر، الاردن والعديد من اقطار الوطن العربي. حيث ان هذا الارهاب والاجرام والقتل والاعتقال والاسر وارتكاب كل انواع الشر الاسود يتجذر في العقيدة الصهيونية وشكلت جميعها طريق الصهاينة والمستعمرين والمستوطنين المستوردين من انحاء العالم ضد شعبنا العربي في فلسطين والاقطار العربية الاخرى المجاورة منها وغير المجاورة.

وطالما تصدى شعبنا العربي لهؤلاء الاشرار، فلسطينيا، لبنانيا، سوريا، مصريا، اردنيا، وفي كل اقطار الوطن العربي حتى الشعب العربي في دول طبعت انظمتها مع كيان العدو الصهيوني. فالمقاومة، المقاومة، هي الحل، وطريق التحرير والنصر وحتى تكون المقاومة بمستوى المواجهة مع هذا العدو لا بد من:

1- نشر ثقافة المقاومة واعتمادها طريقاً معبداً استراتيجيا وهذا يتطلب بناء مجتمعات مقاومة، حتى تتمكن المقاومة من انجاز مهامها وتقوم بدورها المطلوب منها بشكل تام وكامل في مواجهة أعداء أقوى عتادا وعدة وعليه فإننا نؤكد على تحقيق المجتمع المقاوم عبر الأخذ بأسباب القوة السياسية والعسكرية والمادية والبشرية ورفع لمستوى ثقافة المقاومة ومشاركة الشعب في المقاومة وهذا يتطلب حل مشكلاته الاجتماعية والمعيشية والتعليمية والصحية والتأكيد على التنمية في المجالات كافة ليكون محصنا وقادرا على العطاء والنجاح في مهمات المقاومة.

2- ويتطلب أيضا تحصين المقاومة بقوة الإيمان بالقضية التي يناضل المقاومون من اجلها، وبعدالتها مما يعطيها القدرة على تحقيق الانتصار، كما يتوجب توفير الدعم والإمكانات والاهتمام في تحصين كل مقاوم لمنع اختراق العدو لجسد المقاومة وإفشاله في إرباكها وتضليلها. وهذا المطلوب لدعم الشعب العربي الفلسطيني الذي قاوم ويقاوم ويواجه الصهاينة المعتدين في قطاع غزة والأرض الفلسطينية المحتلة عام 1948 وكذلك في الضفة الغربية بعيداً عن التنسيق الأمني بين العدو والسلطة الفلسطينية الذي يجب ان يتوقف وبشكل نهائي.

3- كما يتطلب من كل الجماهير الشعبية العربية مواجهة ومقاومة ثقافة التطبيع مع العدو الصهيوني.

4- ولا بد للمقاومة من رؤية سياسية سليمة تحدد مواقفها السياسية من الوضع الدولي والإقليمي والعربي ولا بد للمقاومة من خطة إستراتيجية تحدد الأهداف التي يمكن بلوغها في فترة تاريخية محددة. وتحدد الوسائل والتحالفات التي تخدم بلوغ هذه الأهداف، مثلما تحدد النهج الذي ينبغي إتباعه للوصول إلى تحقيق غاياتها الإستراتيجية ويجب ان لا تكون المقاومة مجرد رد فعل مؤقت على الأحداث الجارية بل ثابت من الثوابت الوطنية والقومية في مواجهة التحديات ومخططات الأعداء. خاصة وان طريق المقاومة الشعبية قد اثبت قدرته على انجاز تحرير الأرض والإنسان في العديد من دول العالم المناضلة من اجل التحرير والتحرر، مثلما أكدت المقاومة نجاحها في الوطن العربي عبر انتصاراتها التي حققتها في مواجهة المشروع الصهيوني والمخططات الأمريكية.

ان من أهم عناصر نجاح المقاومة التفاف جموع الشعب حولها داعما وحاميا وحارسا لها باعتبارها الطريق المؤدي إلى الدفاع عن امن الأرض والشعب.

أي ان للبعد الثقافي المقاوم أهمية مضاعفة في وضعنا العربي الراهن الذي يحتاج فعلا للمقاومة مثلما يحتاج لمواجهة الهجوم الشرس الذي يشنه أعداء الأمة على المقاومة بهدف تشويهها وإلصاق تهمة الإرهاب بها لإفشالها عبر ابعاد الحاضنة الجماهيرية السياج الحقيقي الحامي لها كما تقوم أجهزة الإعلام المعادية أيضا بتشويه رموز المقاومة وقادتها مثلما تقوم أجهزة المخابرات والاستخبارات باستهدافهم عبر عمليات الاعتقال والاغتيال. وتأتي هذه الحملة الشرسة على المقاومة وثقافتها لأنها تشكل النقيض لثقافة الاستسلام والرضوخ لسياسات واملاءات أعداء الأمة لأنها تقوم أساسا على رفض الاحتلال والاستعمار ومقاومته مثلما تقاوم كل أشكال الظلم والتسلط والاستبداد.

نعود للتأكيد على إستراتيجية طريق المقاومة وخاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الصهيوني حيث تأتي المقاومة كأولوية لتحرير الأرض العربية المحتلة في فلسطين وسورية ولبنان مما يوجب علينا دعم المقاومة الفلسطينية بكل أشكال الدعم المادي والمعنوي والسياسي، كما يتوجب علينا دعم المقاومة في لبنان التي تناضل وتقاتل الصهاينة والمحتلين مثلما تقاتل المعتدين الإرهابيين على سورية العربية ولبنان وتواجه المشاريع والمخططات الأمريكية وأدوات تنفيذها في لبنان من تكفيريين وتابعين للسياسات الأمريكية.

فالمقاومة طريق استراتيجي للشعوب المقهورة والمحتلة وطريق لتحقيق النصر. وبها تم تحقيق انتصار المقاومة في فلسطين العربية ولبنان وغيرهما من اقطار الوطن العربي.

الامين العام لحزب البعث العربي التقدمي

فؤاد دبور

الأردن

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.