ما هكذا يعامل الشقيق عند النكبات، والاهوال. ولا هكذا تعامل سوريا بالتحديد، بالجحود، وعدم الوفاء، والتخلي عن الشعور الانساني الأخوي تجاهها.
عار على الانتهازيين، والمنافقين، الجاحدين، ناكري من كانوا يوما لهم أولياء نعمة مالهم، وجاههم، ونفوذهم، ومناصبهم!
عار على من يتوجه للصديق انتهازا وتشاوفا لتقديم المساعدة “الانسانية”، ويعمد على ترك الشقيق ينزف امام العالم كله، وهو الذي أحوج ما يكون الى المساعدة!
ألهذا الحد وصلت الوقاحة والانحطاط الاخلاقي، وعدم الوفاء، ونكران الجميل، لمن ٱزر لبنان واللبنانيين وقت المحن؟!
أيريدون ان يقدموا اوراق اعتمادهم للولايات المتحدة التي تفرض العقوبات على سوريا، ليثبتوا لها إنهم الاصدقاء الاوفياء النجباء، والاحرص منها على تطبيق قانون قيصر والإلتزام به، حتى عند حدوث الكوارث الطبيعية وما تتركه من مٱسي انسانية!
لا يهم البعض سوريا ولا شعبها، وإن اجتاحتها الحروب والكوارث. فحساباتهم ومصالحهم الشخصية،غير حساباتها واهتماماتهاالوطنية والانسانية. انهم دائما المراوغون، الوصوليون، الانتهازيون، المنافقون، تجار السياسة، والبشر،
والمبادئ، عديمو الضمير والأخلاق والحس الانساني.
عذرا منك سوريا! قلوب اللبنانيين معك ومع شعبك الصامد العظيم في هذه الظروف العصببة. فلا تأخذيه بجريرة الماكرين، الجاحدين، عديمي الوفاء، والشعور الأخوي والإنساني. فهذه غريزة عرفها الجد القديم قابيل ! وكم من قابيل موجود على ساحتنا!
د. عدنان منصور
لبنان/ وزير الخارجية والمغتربين الأسبق