عندما يجوب مسؤول ما دولاً للإطلاع على مواقفها وطلب دعمها، ومساعدتها ووساطتها، لتسهيل مهمته، في الوقت الذي يسود في لبنان فجور وعناد المسؤولين ولا مبالاتهم، والتراشق فيما بينهم على منصات التصريحات،
وعندما يثبت هؤلاء انهم غير جديرين بحكم بلد، وأنهم أضحوا اضحوكة العالم كله، يتندر بهم، وبفسادهم وانعدام أخلاقهم ووطنيتهم، وفقدانهم الحد الأدنى من الشعور الإنساني… عندها نقول بصوت عال: هل في لبنان رجال؟! وأي إنجاز يتوقعه اللبنانيون، اذا كان المسؤولون فيه ينتظرون إشارة الخارج ومباركته وبصماته؟!
إذا كان هؤلاء لا يستطيعون ان يمتلكوا قرارهم السيادي المستقل، فكيف يمكن لهم، بعد ذلك، أن يديروا دولة وحكومة ومؤسسات ويتبجحون في ابداء حرصهم على السيادة والاستقلال وحماية الوطن؟!
من يحرص على السيادة والاستقلال عليه أن يصون، اولاً، حرية قراره، وقرار بلده “المستقل”، لا أن يستجدي المواقف والدعم والحلول من الخارج، ويقف على أبوابه ذليلا…
الرجل السياسي الفاشل، الذي لا يستطيع تلبية مطالب شعبه، والحفاظ على كرامته وكرامة وطنه، أشرف له أن يتنحى ويبتعد نهائياً عن الحياة السياسية بدلاً من ان يبقى في المستنقع الذي أوجد نفسه فيه، لا يعرف كيف يخرج منه، فيغرق ويغرق معه البلد كله.
لبنان/ د. عدنان منصور
وزير الخارجية والمغتربين الأسبق