وئام وهاب بين “هرمين” على قمة جبل في وطن تمزقه ألسن من رصاص

رئيس "التوحيد" لمحمد أبو ذياب: نصارع لحياة إنساننا الجديد الخارج من نفق الظلام

أثناء تأدية نشيد "حزب التوحيد العربي" رئيسه وئام وهاب إلى يمينه زعيم "حزب التيار العربي" شاكر البرجاوي
0

وقف وئام وهاب أمام الخَلْقِ باعتزاز وثقة بالنفس وكأنه أراد أن يقول كيف تُبنى قواعد المجد.

في جبل لبنان تولدت زعامات حكمت ورحلت لكنها لم تندثر، بقيت للتاريخ ذكرى يشمخ بها الحاضر حتى ويكأنً المستقبل ينادي الآن ويحك إن نسيتني.

إمتلأ المكان عن مساحته بالمدعوين و”الرفاق” لبّوا النداء تحية وأنشدوا النشيد ورفعوا الأكف قسماً يمينا.

يندر أن يحظى قائد سياسي بهذا المقام العالي بين “هرمين” يتربعان على قمة جبل في وطن تمزقه أيدٍ امتهنت حرفة “اطلاق الكلام” بألسن من رصاص.

أتوا من الأقضية ليكونوا في حضرة وئام وهاب، رئيس “حزب التوحيد العربي” الذي توجه إلى “الفدائي” محمد أبو ذياب في ثلاثيته السنوية قائلاً:

“عهدي أن ابقى لك ولهم كما تعاهدنا نعطي نقاوم نصارع لحياة إنساننا الجديد الخارج من نفق الظلام والعبودية لرحاب الحرية والعدالة والأمان”.

مقدمة الحضور

“تعالى يا محمد، تعالى فالروح تاقت إليك، والقلب اشتاق لعينيك، والعقل يطاردني للبحث عنك في كل مكان وزمان،

تعالى فقد طال زمن اللقاء، كل شيء يناديني ويشدني للإقامة فوق حاجبيك، فمازلت السند وأنت الغائب فوق جراحي النازفة،

تعالى، فالمواعيد تطيب حول مواقد الشتاء والطرقات المبللة تنتظر عاشقها الذي سكن فوق حناياها وضلوعها،

تعالى يا حبيبي فكل الأشياء تسألني عنك، وتبحث فوق التلال ومجرى النهر علها تجدك وتستلقي فوق ساعديك،

تعالى أنت عازف الألحان الجميلة وأنت المبشّر بقدوم الفصول، وأنت مواسم الحصاد على بيادر الحياة الحرة الكريمة،

تعالى فالزمن بات يحتاج لأمثالك، معطاءً، ودوداً، وفياً لكل مَن طرق بابك واستغاث بعطفك وحنانك

لقد إتّكأت على كتفيك لأعوام عديدة، تفهم بلا كلام، وتلبي بدون طلب، فكنت توأم الروح والعقل والوجدان، بل كنت وبقيت ومازلت الأمين المؤتمن على المسيرة التي آمنت بها وبذلت دمك في سبيل بقائها وعزتها ووجودها.

الإكليل عند ضريح محمد أبو ذياب

يا أبا طلال، صعب عليّ مخاطبتك، فالهمس والمناجاة فيما بيننا مستمر على مدى الأيام والشهور، أفتقدك أيها الحبيب، لكنني اليوم أراك في سواعد محبيك المرتفعة بقسم الولاء للعهد الذي أقسمنا على تحقيقه وانتصاره، هم القوم الذين تواعدوا على بذل المستحيل، وهم خلية النحل في سكون القفير الذي يضج بلوحة الصراع والتقدم والنجاح”.

حزب التوحيد العربي

هو، وهّاب، لم يقل، يوماً، كلمته ليمشي، بل ذهب كلامه للحقيقة صدقاً اثبتته الأيام: “أي عروبة لا تمر في سوريا هي ليست عروبة”، قال الوزير السابق وأضاف ليُسمع من به عداء: “لديكم عامان حضّروا أنفسكم لاستعادة علاقاتكم مع سوريا والاستفادة من تلك العلاقة، إذهبوا باتجاه الاستفادة من عملية الإعمار في سوريا وقرروا ماذا تريدون”.

وفي رسمه للطريق أن”يسبق لبنان الجميع في العودة الى سوريا” لفتهم: “سوف تشهدون في الأشهر المقبلة تطورات كثيرة على هذا الصعيد”.

صحيح ما قاله هذا القيادي الصريح الذي أرسل الإشارات، في السبت الأول من الشهر الأخير لعام تقترب نهايته مع حلول اليوم الرابع من كانون اول/ ديسمبر 2021، لكل مدرك: “لا قيمة للانتخابات طالما نحن في وطن لا يستطيع معالجة قضايا الناس”، لا بل تابع: “الأولوية القصوى هي لخطة نهوض اقتصادية ومالية ومعيشية، وإلا فالانتخابات لا قيمة لها على الرغم من الاهتمام الدولي بها، لأن كل دولة تعتقد بأن هذه الإنتخابات هي فرصة مناسبة لها لتحقيق مكاسب معيّنة على الساحة اللبنانية”.

وذهب أكثراً الى الإلتزام بالهدوء في “معالجة ملف الكهرباء” وبدعوته الحكومة للتفاوض “مع صندوق النقد الدولي وليس الاستسلام لشروطه لأن للاستسلام شروطه، ويجب أن يكون الحد الأدنى في لبنان للأجور 10 ملايين ليرة على سعر صرف الدولار اليوم” و”لا يمكن إعطاء الموظف مليون ليرة وفاتورة الكهرباء مليونان ليرة بسبب طلب صندوق النقد الدولي مضاعفة فاتورة الكهرباء عشرات المرات”.

ومضى: “لا يمكن تحميل الأحزاب مسؤولية ما حصل في السياسة”، فالسياسة بالنسبة لنا هي لعبة شرف وليس كما ينظر إليها البعض، الأحزاب بالنسبة لنا هي مكان للشرفاء والمضحين، فهناك أناس دخلت الى الأحزاب ضحت واستشهدت وقاتلت، وهناك أحزاب لم يعد لها وفاء لناسها والعكس هناك أحزاب تحفظ ناسها”.

وسألهم عن: “أي ثورة تتحدثون؟ نحن الثورة ونحن صنعنا الثورة ومحمد أبو ذياب كان أول شهيد لمحاربة الفساد، ولم يكن خلافي مع سعد الحريري على قطعة أرض عندما أراد الحريري مهاجمة الجاهلية، خلافي مع الحريري على صفقة بحدود 6 أو 7 مليارات الدولارات قام بها هو وغيره على النفايات والكهرباء وكل القطاعات، خلافي مع الحريري كان على قضية تهم كل واحد منكم، لكنهم لم يعرفوا أن للثورة توقيتا”.

واستطرد: “هناك توقيت للثورة عندما تأتي في وقت خطأ لا تنجح، لذلك تم تفتيت الثورة وتقسيمها وعسى أن لا يصلوا الى أكثر من ذلك في الفترة المقبلة لأنهم ماسكين الناس في مصالحها ومازالوا أقوى من قوى التغيير، لذلك نحن نؤمن بانتخابات نتحالف بها مع قوى التغيير الحقيقية، ويدنا ممدودة لكل الناس المؤمنين بالتغيير أمثالنا، نحن مع ثورة حقيقية ويجب أن نثبت في الاستحقاقات القادمة بأنه نحن بدأنا بالثورة منذ 30 عاما وحتما ثورتنا ستربح”.

منصور شعبان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.