الراعي: تدشين كاتدرائيّةِ “سيدة العرب” في المنامة يدل على تقدّمِ الحوار بين المسيحية والإسلام

البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي
0

قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي: “نرفض رفضاً قاطعاً تعطيل إنعقاد مجلس الوزراء خلافاً للدستور، بقوّة النفوذ ونيّة التعطيل السافر، لأهداف غير وطنيّة ومشبوهة، وضدّ مصلحة الدولة والشعب”.

وشدد، خلال عظة قداس الأحد في بكركي، أمس الأحد، على أنه “لا يمكن أن تسير البلاد من دون سلطة إجرائيّة تقرّر وتصلح وتجري الإصلاحات وتنفّذ القرارات الدوليّة، وتراقب عمل الوزراء، وتمارس كامل صلاحيّاتها الدستوريّة. ولا يمكن القبول بحكومة تعطل نفسها بنفسها”.

وسأل: “هل في نيّة المعطلين اختبار تجريبي لما ستكون عليه ردود الفعل في حال قرّروا لاحقاً تعطيل الإنتخابات النيابيّة فالرئاسيّة؟ وكيف يستقيم حكم من دون قضاء مستقلّ عن ال​سياسة​ والطائفيّة والمذهبيّة، علمًا أنّ “العدالة أساس الملك؟”.

وأضاف “ما يزيد من قلق اللبنانيّن أنّ الدولة تحاولُ التضحيةَ بودائعِهم لمصلحتِها ومصلحةِ المصارف. وفي هذا الإطار، نُحذّر المشرِّعين من مَغبّةِ وضعِ صيغةٍ للكابِيتال كونترول تودي بما بقي للناس من أموالٍ تحت ستارِ توزيع الخسائر. فهل ذَنب المواطنين أنّهم وضعوا أموالَهم في المصارفِ لكي تجعلوهم شركاءَ في الخسائر؟ لقد أذلّيتم الشعبَ كفاية، وسَرقتم جَنى عمِره كفايةً، وأفْقرتمُوه كفاية. فارحَموه لكي يرحَمَكم الله. تفعلون ذلك والشعب لا يملك القدرة للذهاب إلى طبيب. وإذا استطاع ووصف له دواء فلا يجده”.

عن قرار وزير العمل مصطفى بيرم، حول عمل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، اعتبر الراعي أنه “بما أن قرار وزير العمل يتعارض مع مجموعة قوانين وبخاصة القوانين التي تنظم المهن الحرة، يعتبر رجال القانون وجوب تقديم دعوى امام مجلس شورى الدولة وطلب ابطال هذا القرار. ونحن بقدر ما نحترم الذات الإنسانيّة ونشعر مع النازحين واللاجئين، نلفِتُ النظرَ إلى أنَّ مسؤوليّةَ الاعتناء بهؤلاءِ الإخوة تعود إلى الأممِ المتّحدةِ من خلال منظمة “الأونروا” للفِلسطينيّين، وإلى المفوضيّةِ العليا لشؤونِ النازحين السوريين. إنّ لبنان عاجزٌ عن تلبيةِ حقوق نحو مليونَي لاجئٍ ونازح”.

ونوّه الراعي بتدشين كاتدرائيّةِ “سيدة العرب” في المنامة، عاصمةِ مملكةِ البحرين الشقيقة”، معتبراً ان “هذا الحدثُ السعيد يدل على تقدّمِ الحوار بين الأديان، وخصوصًا بين المسيحيّةِ والإسلام، ويُبرزُ نهجَ الانفتاحِ الذي يَسلُكه ملكُ البحرين في إطارِ الانفتاحِ الخليجيّ عمومًا. وحبّذا لو أنَّ اللبنانيّين الّذين أُنشئ وطنُهم نموذجًا لتعايشِ الأديان أنْ يُحييوا هذه الرسالةَ العظيمة عوض طعنِها كلَّ يوم. ففيما تولدُ الصيغةُ اللبنانيّةُ في العالم لا يجوز أن تسقطَ في أرضها الأم، لبنان”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.