“الارثوذكسي اللبناني” يستنكر التجييش ضد روسيا: لا نقبل أن تكون المسيحية فقط مارونية

المجلس الارثوذكسي اللبناني
0

إستنكر المجلس الارثوذكسي اللبناني “كل التصريحات التي صدرت عن وزارة الخارجية وما جاء فيها من اتهامات بما يتعلق بالدولة الروسية وكاننا نأخذ طرفا ضدها”، لافتا الى أنه “علينا الاخذ بعين الاعتبار أن لبنان بلد محايد وبعيد عن كل الصراعات الخارجية والاقليمية، وهكذا فعلت باقي الدول ومنها الدول العربية”.

وسأل: “لما هذه اللهجة التصعيدية الإعلامية؟ التي تقوم بها الوسائل الاعلامية اللبنانية والتجييش ضد روسيا دون التأكد من صدق وصحة المعلومات اولا، وهذا ما يأخذ البلد في اتجاه ونصبح معرضين للمساءلة، ونحن نصلي كل يوم من أجل إنهاء هذه الحرب بين الاخوة ليعود الوضع والحياة الطبيعية، ونحن الى جانب الشعبين الروسي والاوكراني لانهما يدفعان الثمن لهذه الفتنة الداخلية”.

وفي بيان صادر عنه بعد اجتماعه الشهري: “داخليا لم يعد الوضع مقبولا ونرفع الصوت عاليا ونستنكر ما يحصل بحق طائفة الروم الارثوذكس في لبنان وكأننا تابع ونقطة على السطر، في لقائنا الاخير مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كنا قد أوضحنا له بإن طائفة الروم الارثوذكس المنفتحة على كل الطوائف هي دائما تقف خلف مقام رئاسة الجمهورية وليس بالشخص لأننا نعتبر بان مقام الرئاسة يمثل كل اللبنانيين اولا والمسيحيين خصوصا ولم نقصد المارونية السياسية بل كل المسيحيين ولا نقبل بأن تكون المسيحية فقط هي مارونية”.

وتابع: “لا بد ان نتوقف ونرد على ما جاء على لسان رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع عبر التويتر حيث قال: (لا يمكنني إلا ان اتذكر شارل مالك الذي رفع رأس لبنان عاليا بعكس فلاسفة الحكم الحاليين، وعلى الرغم  من أن شارل مالك كان ارثوذكسيا لكنه كان مارونيا على الصعيد السياسي).

وجاء الرد من رئيس المجلس الارثوذكسي حيث شكر جعجع على هذا الكلام بحق الفيلسوف البروفسور شارل مالك وأوضح له بأن مالك كان لبنانيا في السياسية والهوية وأرثوذكسيا في العقيدة وليس مارونيا طبعا، ونعرف جيدا جعجع كم هو مهتم بطائفة الروم الأرثوذكس من ترشيحه لنوابه، فإن نظرته والتي تعبر عن نظرة القادة الموارنة بشكل عام للأرثوذكس، هي أن كل أرثوذكسي يجب ان يكون مارونيا في السياسة أي موافقا على طروحات وطموحات هؤلاء القادة وليس له رأي سياسي خارج خيارات تلك الأحزاب المارونية. وهذا التفكير يكشف ما هو أساسا معروف للجميع ويشرح طريقة اختيار هؤلاء القادة لمرشحيهم في الانتخابات وتشكيل الحكومات. لا سيما ان كلام جعجع ورد خلال إعلانه مرشح حزب القوات عن أحد المقاعد النيابية الأرثوذكسية. وهنا نطرح السؤال على هؤلاء المرشحين وخاصة في بيروت الأولى والكورة وغيرها، هل يعتبرون انفسهم أرثوذكس او موارنة كما قال الدكتور جعجع؟”.

وقال: “نريد ان نذكركم حين أقام المجلس الارثوذكسي اللبناني مؤتمره تحت عنوان “الارثوذكس في لبنان الى أين” وقبل الاستحقاق الانتخابي من أجل تحديد الواقع والمسار لان طائفة الروم الارثوذكس ليست وليدة اليوم ومن اوائل شعوب الارض. وأصدر المؤتمر توصيات رفعناها الى الرئيس العماد ميشال عون والى البطريرك يوحنا العاشر وجاء فيها:

– لبنان وطن نهائي لكل اللبنانيين مع التمسك بالثوابت الوطنية والانتماء على ان تكون الهوية لبنانية وليست طائفية.

– السعي الى تأسيس دولة مدنية عصرية حديثة من خلال نظام مدني جامع يضمن الشراكة الوطنية من خلال العيش المشترك وقبول الآخر والمواطنية الحقيقية والمساواة والعدالة للجميع تحت سقف القانون.

– استقلالية القضاء مع فصل السلطات والتركيز على صحة التشريع ومراقبة أعمال السلطة التنفيذية من خلال المؤسسات والادارات العامة والرسمية والشفافية ومعيار الكفاءة والاختصاص.

– حماية المال العام وخفض حجم الانفاق في القطاع العام وتأمين العمل بنظام اللامركزية الادارية الموسعة ووقف الهدر العام والصفقات والمحسوبيات والكوتا.

– مجانية التعليم والثقافة ورفع مستوى الاداء التعليمي في المدارس الرسمية مع مجانية الخدمات الطبية والاجتماعية وضمان الشيخوخة.

– المحافظة على صحة التمثيل الحقيقي لكل مكونات المجتمع اللبناني وليس على اساس العددية وخارج الاحزاب والتيارات والاصطفافات السياسية من أجل العمل والاداء الصحيح لمصلحة الوطن والمواطن.

– حصرية حمل السلاح فقط بيد المؤسسة العسكرية للجيش اللبناني الحامي الوحيد للوطن والارض والشعب وكل الأجهزة الامنية التابعة له.

ما يزال التمثيل الارثوذكسي تابع والاحزاب والتيارات غير الارثوذكسية يتقاسموننا ويحسبوننا من ضمن طوائفهم وحصصهم وتحت كنفهم ولا يحق لنا بأن يكون لنا كيان خاص، لذا نطرح الصوت عاليا اليوم ووجودنا من وجود الوطن وجزء أساسي من كيانه ونظامه ولا يحق لكم استغلالنا فإن وجودنا في المجلس النيابي ومجلس الوزراء تحسبونه من حصتكم ونخضع لسياستكم . لذا نرفض اليوم اي تدخل للرؤساء والزعماء الاقطاعيين وحتى رجال الدين ورؤساء الكنيسة، كفى فنحن لدينا كيان ووجود ولدينا شخصيات وفاعليات من أبناء الطائفة المستقلين والمثقفين وأصحاب الاختصاص والسيرة الحسنة والأهم لديهم انتماء وحس وطني مشرف”.

ودعا المجلس كل الفعاليات والشخصيات الارثوذكسية المستقلة غير الحزبية الى “توافق في ما بيننا على إقامة طاولة حوار مستديرة للتفاهم حول الامور المهمة والتي تتعلق بطائفة الروم الارثوذكس للحفاظ على دورها الوطني كطائفة رابعة وبحسب الدستور والعرف الوطني، وهذا ما قد طالبنا به فيه سابقا ونعود ونكرر اليوم لا أحد يعطيك ما هو لك اذا عليك الحصول عليه من خلال إنشاء لوبي أرثوذكسي جامع لمصلحة الوطن اولا وابنائنا ثانيا”.

وانتقد عمل المجلس النيابي والحكومة تجاه الوضع المعيشي المزري، لافتا الى ان “الدعم للبنان كان كبيرا جدا وتبين لنا أنهم سرقوا كل هذه الاموال للحفاظ على دورهم وسلطتهم من خلال أحزابهم وتياراتهم التي تسيطر على زمام الدولة والمؤسسات بعد انتهاء الحرب الاهلية والذين هم ايضا سببها. والاصعب أن الشعب لم يتعلم  بعد من الماضي والسبب هو انقسامات اللبنانيين وانتماءاتهم وانتسابهم الى الاحزاب الطائفية لكي يصبحوا درعا لهذه المنظومة، وهذا ما يعزز قدرتها وبقاءها المسيطرة على كل شي”، مضيفا “يريدون تمرير الموازنة والحصول على المال من IMF وبعدها تتبخر الاموال ونعود الى النغمة نفسها، طارت الاموال ودخلت في حساباتهم الخاصة، بالاضافة الى سرقة المواطنين عبر فرض الضرائب عليهم وارتفاع للفواتير من محروقات وكهرباء ومياه واتصالات هاتفية”.

واختتم المجلس: “لقد أخطأت الحكومة بعدم وضعها أي خطة أو استراتيجية اقتصادية ومالية لايقاف ارتفاع سعر صرف الدولار”، داعيا الى “خطة لمحاربة تجار المال وشركات الصرافة وعلى رأسهم البنك المركزي وأصحاب المصارف” وسأل: “أين هم المستشارون الاختصاصيون والاقتصاديون والماليون الذين تدفعون لهم اموالا ورواتب شهرية، وأين أصبحت ورقة عمل الحكومة التي على أساسها حصلتم على ثقة المجلس النيابي؟”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.