دعا العلّامة السيد علي فضل الله “إلى تكريم المرأة عمليا وتشريعا وقانونا، بدل الاستغراق في الجانب الفولكلوري الذي نشهده كل عام”، مؤكدا “على الدور الكبير الذي تقوم به المرأة اللبنانية وعلى معاناتها الكبرى، وخصوصا في هذه المرحلة الصعبة والخطيرة التي تدفع فيها الأثمان مضاعفة من جهدها وتعبها ومرضها”.
وقال، في تصريح له، لمناسبة يوم المرأة العالمي: “لا نزال نشهد صخبا متزايدا واهتماما متصاعدا على المستوى الإعلامي والخطابي بيوم المرأة العالمي، حيث تعطى المرأة الكثير من الكلمات والبيانات وهو أمر تستحقه، ونحن لسنا ضد الجانب الاحتفالي الذي يعطيها حقها ويشير إلى دورها الكبير على مختلف المستويات التربوية والعلمية والاجتماعية وغيرها، ولكننا نؤكد على أن يتحول هذا الاحترام الذي نعيشه في الاحتفالات وفي الكلمات التي تلقى هنا وهناك من الجانب الرسمي أو الديني أو الاجتماعي، وما تمتلئ به صفحات التواصل الاجتماعي وغيرها إلى احترام فعلي وتقدير عملي للمرأة لكي تحصل على حقوقها، التي لا يكفي أن تصوغها الكلمات”.
أضاف: “إن التكريم الفعلي للمرأة هو في أن تنال ما تستحقه على المستوى التشريعي والقانوني والعملي، في ان تأخذ دورها إلى جانب الرجل وأن تكون محل تقدير على عطاءاتها الكبرى، وأن نمنع عنها كل أنواع الاعتداء سواء فيما يتصل بدورها في المجتمع أو العدوان المباشر الذي ينتهك إنسانيتها ويحاول النيل من حقها ومن مكانتها في البناء الإنساني، لتكون القاعدة هي التي ركزها النبي: “ما أكرمهن إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم”.
وتابع: “إن ما تعانيه المرأة في مجتمعاتنا لا يتحمل مسؤوليته الدين في رحابته وتشريعاته الصافية، وفي ما أراده لها أن تكون قلب الأسرة وقلب المجتمع وقلب الحياة، وهي لا تحتاج لنحدثها عن المشاعر، فهي بذاتها عالم من المشاعر والأحاسيس الصافية، وقد دعا الدين لتكريمها ومعاشرتها بالمعروف.. ولكن التقاليد من جهة والفهم الخاطئ للدين من جهة ثانية والضغط الذي يمارس في الكثير من التشريعات ومشاكل مجتمعاتنا المتفاقمة، جعل المرأة تدفع الأثمان مضاعفة عن كل الآخرين”.
ولفت: “ينبغي أن نشعر جميعا بالخجل أمام أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا في العالم العربي والإسلامي بعامة وفي لبنان على وجه الخصوص، في الجهد الكبير الذي تحملته المرأة اللبنانية طوال العقود الماضية في مواجهة الحرب الداخلية والاحتلال الإسرائيلي وصولا إلى هذه الأيام التي تكابد فيها آلام الفقر والمرض والجوع بما قد لا تعيشه إلا القليلات على مستوى العالم. وعلى السلطة في لبنان أن تنصف المرأة اللبنانية ليس على مستوى المناصب أو الكوتا النسائية في المجلس النيابي وعلى المستوى الاجتماعي والأسري وغيره فحسب، بل في أن تحفظ لهذه المرأة إنسانيتها وتصون حقوقها وتقدر عطاءاتها التي تفوق كل التصور في بعض الحالات”.