الوزير بو حبيب: سورية لن تطلب النازحين.. وأهلاً وسهلاً بوزير خارجيتها في لبنان للبحث بقضيتهم

لولا الكويت لما استطعنا أن نزيل سوء التفاهم مع بعض دول الخليج.. ولن يكون هناك أي حقل غاز مشترك بيننا وإسرائيل ولا اتفاق سلام معهم

وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب يتحدث إلى منصور شعبان
0

أسف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب لما حصل من “سوء تفاهم بالماضي مع بعض بلدان الخليج”، مؤكداً ان “العلاقات تحسنت إلى حد بعيد معها بفضل المبادرة الكويتية وأخص بالذكر جهود وزير الخارجية الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح”، مضيفاً: “طبعاً هناك بعض المشكلات وكلنا نسعى لحلها ونحن لدينا في الخليج ما يزيد عن نصف مليون لبناني تقريباً ومن المهم أن تكون العلاقة ممتازة مع قيادة دولة الكويت التي لولاها لما استطعنا أن نزيل سوء التفاهم الذي حصل مع بعض دول الخليج وبالأخص المملكة العربية السعودية التي لديها سفير لنا ولدينا سفير لها”.

وقال بو حبيب لصحيفة “الأنباء” الكويتية إن لبنان: “لا يتعرض للضغوط في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية جنوباً”، موضحاً: “قد نتعرض لها عندما نكون اصبحنا في آخر المفاوضات ولم نصل إلى هنا، وما زال الوسيط الأميركي يأخذ منا اقتراحات إلى الإسرائيليين وبالعكس، لم نصل بعد الى “شي لازم تعملو هيك” لكن هناك الكثير من التقارب في وجهات النظر لأن العالم بحاجة الى استخراج الغاز من “كاريش وحاضرين”، فالحرب الأوكرانية جعلت أوروبا تقلل من اعتمادها على روسيا وهي تبحث عن غاز جديد في منطقة قريبة اليها، وهذا الأمر يسرّع في المفاوضات، ونحن متفائلون كثيراً، في النصف الأول من ايلول (سبتمبر) قد نتوصل إلى اتفاق”.

بالنسبة لدقة ما يقال عن استثمار إسرائيل بثلاثة مليارات دولار في حقل “كاريش” لفت بو حبيب: “هذا سمعناه من الأميركيين انفسهم أن الإسرائيليين قد صرفوا في “كاريش” من “2,5 إلى 3 مليارات دولار” واكتشفوا هناك الغاز، والآن حان وقت الاستخراج وهذا ما قاله لنا الأميركيون”.

وعما يقال عن ضغط إيراني ليكون فيه مصلحة لهم بحصول أي تقدم في المفاوضات أكد بو حبيب: “أبداً، بتاتا. زار لبنان وزير خارجية إيران مرتين ولم يبحث هذا الأمر معي أو مع اي مسؤول التقاه.. ولا مرة قال لي “بتعملو أو ما بتعملو، أبداً بالمرة” حتى السفير الإيراني ولا مرة قالها لنا وهم عيّنوا سفيراً جديداً (مجتبى أماني) حتى “حزب الله” الذي لديه علاقة قوية مع إيران يقول “هيدي المفاوضات شغلتكم مش شغلتنا انتو شو بتتفقو عليه نحن لا رح نأيدكم ولا رح نكون ضدكم”. أبداً، ليس هناك أي تدخل إيراني في هذا الشأن قطعيا”.

حول توقع حصول اتفاق سلام مع إسرائيل بعد انتهاء مفاوضات الترسيم والتنقيب قال بو حبيب: “أبداً أبدا. هذه مفاوضات غير مباشرة. هناك وسيط أميركي ولن نوقّع على ورقة مشتركة “كل واحد يمضي على ورقة لوحده” مع كفالة الوسيط الأميركي برعاية الأمم المتحدة التي نخبرها دائماً بما يحصل. لن يكون هناك أي حقل غاز مشترك بيننا وبينهم ولن يكون هناك أي اتفاق سلام”.

عن النازحين السوريين قال: “بلادهم لن تطلبهم. هل تطلب الدول من مواطنيها العودة اليها حين يرفدون الاقتصاد بالعملة الصعبة؟ هؤلاء يرسلون اموالاً إلى بلدهم الأم. وهذا ما يفعله النازحون السوريون في الاردن وتركيا ولبنان. هؤلاء اللاجئون السوريون لا يتركون أهلهم لوحدهم في سورية هم ايضاً يرسلون الأموال اليهم. لذلك وجودهم في الخارج يساعد النظام. ثروة الغاز والبترول تسيطر عليها تركيا واميركا في الشرق وإدلب يقال انها ارض خصبة هي ايضاً مع الأتراك وبعض الجماعات المسلحة.

هذا من جهة أما من جهة الأوروبيين فنحن على تباين مع بعضهم. أعتقد، بشكل خاص، انهم يخافون من أننا إذا أعدناهم الى سوريا سيذهبوا إلى بلادهم (أوروبا) فهم مستعدون لمساعدتهم على ان يبقوا في لبنان، ونحن رافضون لهذا الأمر وقد بحثته مع الأوروبيين في مؤتمر بروكسيل السادس لدعم النازحين. قلنا لهم نحن لا نريد مالاً، نحن نريد أن تدفعوا لهم في سورية معززين مكرمين، فهؤلاء ليسوا لاجئين سياسيين هم لاجئون اقتصاديون، كانوا لاجئين امنيين أثناء الحرب، معظم الأراضي السورية اليوم لا حرب فيها، والمناطق التي تحت سيطرة النظام فيها حوالي 17 مليوناً، يهمنا أن يساعدوهم ليعودوا إلى بلادهم لا ان يبقوا في لبنان وهذا اختلافنا مع بعض الأوروبيين”.

وأشار إلى أن الأوروبيين الذين يتفقون مع لبنان بشأن النازحين السوريين هم الشرقيون والشماليون.

ولدى سؤال الوزير بو حبيب عما يمنع الذهاب إلى دمشق لبحث قضية النازحين أجاب: “كما يقولون تستطيع أن تهاتفني أو اهاتفك والزيارات كذلك. نحن كنا في ايلول (سبتمبر) الماضي وزارة جديدة. من دون شك ارسل اليّ وزير خارجية سورية فيصل المقداد ” مكتوب حلو” لكن كان بمقدوره أن يزورنا كما زارنا وزيرا خارجيتي الأردن وقبرص. نحن نرحب بزيارته إلى لبنان في اي وقت، وفي هذا الأمر هناك بروتوكولات “أهلا وسهلا فيه في اي وقت” للبحث بأمر اللاجئين وغير ذلك من القضايا العالقة. هم وضعوا تسهيلات كثير لعودتهم لكنهم لن يعودوا لانهم يتلقون مساعدات مالية من منظمات دولية بالاضافة الى انهم يعملون في لبنان. النازحون مصدر عملة صعبة لسوريا.

الأوروبيون يشددون على ان عودة اللاجئين مرتبطة بتغيير ما في سوريا. نحن نقول لهم انتم المسؤولون عنهم. النظام السوري لن يتصرف في القضية انتم تطعمونهم وتعطونهم المال لكي يبقوا في لبنان”.

بالنسبة لموقف لبنان من الحرب في أوكرانيا كرر ما كان اعلنه من قبل: “نحن ضد أي استعمال للقوة لحل القضايا بين دولتين لأننا إذا مشينا في هذا المبدأ نكون نحنا الخاسرين في لبنان، لذلك أدنّا التدخل، وأنا من اقترح في مجلس وزراء الخارجية العرب عدم تسييس المنظمات الدولية. نحن لا نمشي بطرد روسيا ابداً، نحن لدينا موقف مبدئي ضد استعمال القوة ونحن مع الحوار حتى لو طال، والدمار الذي يحصل في أوكرانيا شاهد على صحة موقفنا”.

أما بشأن أزمة تايوان قال بو حبيب: “استقبلت السفير الصيني وقلت له نحن مع “الصين واحدة” بكل أطرافها ولسنا مع منطق القوة ولن نغ ّير هذا المبدأ الذي اتخذناه منذ 1971، وأعتقد أن السفير كان مرتاحا”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.