حكام لبنان “الأخيار أبرياء”.. والناس يبحثون عن متهم؟!

وزير الخارجية والمغتربين الأسبق عدنان منصور
0

مشكلة لبنان مع طبقته السياسية، أن لا أحداً يريد أن يعترف بأخطائه ولو بحدها الأدنى، ولا يريد أن يعترف أنه جزء لا يتجزأ من منظومة حكم فاسدة سببت الكوارث للبنانيبن في تجويعهم وسرقة رزقهم ومالهم وإفقارهم، وإحباطهم والقضاء على مستقبلهم.

كل واحد يعتبر نفسه منزهاً عن تهم الٱخرين، وكأن هذه التهم تعني غيره ولا تعنيه. فيضيع الناس وهم يبحثون عن المتهم الحقيقي وأي متهم!! ليصبح الشعب في نهاية الأمر هو المتهم ويصبح أفراد المنظومة الأخيار الفضلاء الكرام الذين لا تشوبهم شائبة، ولا تطالهم شائعة او تهمة ثابتة.

هل سمعنا مرة واحدة مسؤولاً او زعيماً ما أعترف بأخطائه، أو بتقصيره، أو بفشله، أو بصفقاته أو سمسراته، أو بفضائحه كما يفعل المسؤولون في الدول التي تحترم نفسها؟!

دائماً مفهوم الأنا هو السائد في بلد تعيس كلبنان. كل مسؤول فيه يطل على رعيته وأنصاره وعلى الناس جميعاً كقديس حمل في داخله أسمى نفس بشرية، فيها كل صفات الخير والزهد والتعفف عن الثروة والجاه ، والمنصب والمال الحرام.

متى تحل الشجاعة في مسؤول ما في لبنان، ليطل على الناس بكل جرأة، وبكل ضمير حي ليعترف بأخطائه، قبل أن يخطئ الٱخرون، وأن يعترف بفشل سياساته قبل أن يندد بفشل الآخرين؟!

إنها أزمة ضمير، وسلوك، وأخلاق سياسة عفنة، لم تعد تنطلي على المواطن أياً كانت الحجج، وأياً كانت براعة التمثيل والخطاب.

أوقفوا منصات التهم والتهم المتبادلة، فكلنا  متهمون، وإن تفاوتت نسبة التهم بين المسؤولين في بلد يحتضر أمام عيونهم جميعاً دون أن يرف لها جفن!

عدنان منصور

لبنان/ وزير الخارجية والمغتربين الأسبق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.