أفضت الانتخابات النيابية في لبنان الى نتائج ترسم صورة جديدة للمشهد السياسي، ولا أحد يعرف تماماً ماذا تحمل الأيام المقبلة من مفاجآت.
هناك أسماء توقع الكثيرون دخول حامليها مجلس النواب، وآخرون لم يفكروا حتى أن يتجاوز مرشحون حجم الصور المعلقة على الجدران أو ظهرت عبر يافطات أنيقة الشكل فقيرة العبارات والمعنى.
كل من تابع الحملات الانتخابية استخف وقال فلان سينجح وفلان لن يذوق طعم الفوز، فإذا بالنتائج تكذّب، ويا للعجب، كل توقع ايجابي.. نال النيابة من لا يستحقها من اشخاص لا يتمتعون بأدنى مستوى ثقافي ولا يفقهون لغة التشريع.
الدكتور فارس سعيد من هؤلاء الناس الذين طبعوا الحياة الاجتماعية والسياسية بخدمات لا تعد ولا تحصى كما العديد من المرشحين الذين ثبت، باليقين القاطع، أن الناس يجهلون، تماماً، كيف عليهم أن ينتخبوا، بل راحوا إلى حيث المطلوب منهم، أسمعوه كلاماً جميلاً واقترعوا لغيره، وهكذا حصل مع آخرين في غير مكان.
قد يختلف الكثيرون معي بمقالي هذا. هذا حق ديمقراطي؛ لكن للأخلاق دورها أيضا.. قد تختلف التوجهات السياسية فيما بينها بحسب الانتماءات إلا أن في الخدمات لا اختلافات ولا خلافات.
فارس سعيد لم يميّز بين أبناء منطقته في جبيل وله فيها ما يرفع الرأس، لا كاره له، على الرغم من موقفه الواضح تجاه محور المقاومة، وهو، في أمر طبيعي، يواجه خصوماً يريدون قطع الطريق عليه كي لا يصل إلى الندوة النيابية، هم يتطلعون لإفشاله ضمن اللعبة الديمقراطية فيما الرجل الطبيب يسعى لمساعدة الناس للتخلص من اوجاعهم من دون تمييز ولو انه يختلف مع بعضهم سياسيا.
ما هكذا يكافأ الدكتور فارس سعيد.
لين ضاهر