قال رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، في تصريح، اليوم الإثنين 28/11/2022: “إن المعادلات التي تحكم الوضع اللبناني لا توحي بتاتا بأن انتخاب رئيس للجمهورية يضع حدا لما يعاني منه اللبنانيون من أزمات متشابكة تتناول كل وجوه حياتهم ومستقبلهم”، مشيراً الى “ان الانتخاب قد يكون مدخلا لتسوية علاقات القوى السياسية المرتبطة بالسلطة ومنافعهم وحساباتهم وتعايشهم. كما أنه يضع قواعد جديدة لعلاقات الخارج بالداخل والتوازنات وتمكين الولايات المتحدة الأميركية من التحكم بالاقليم والمحيط عبر المنصة اللبنانية مستفيدة من وضع ”دولة رخوة” تحتاج في أي من الحلول التي تبحث عنها إلى ”الخارج الأميركي”.
أضاف: “ان الحوار الداخلي بين الفرقاء السياسيين غير ممكن حاليا، والحوار الخارجي لا تستعجل عليه واشنطن وتعطي الدور لباريس لتقطيع الوقت دون جدوى. وأما الحوار في الكواليس فهو يتم من جهات مختلفة بغاية ترتيب مكانها ودورها في العملية الانتخابية على قاعدة أن الجميع يدرك بأن الفاعل الاستراتيجي في الانتخابات الرئاسية هو واشنطن التي تحتاج إلى أخذ موافقة الفاعل المحلي وهو حزب الله على الرئيس المرتجى. لكن موافقة حزب الله مرهونة بضمانات تعطى له تتناول سلاحه وعدم الطعن به. وحقيقة الأمر أن مثل هذه ”الضمانات” لا يعطيها الرئيس أيا كان. لأنه لا يستطيع ضمانها بحكم الإستعصاءات الطوائفية. والوحيد القادر على إعطائها هو الأميركي. من هنا الأخذ والرد في موضوع الرئاسة ينتظر معادلة مشابهة لاتفاق ترسيم الحدود البحرية والغازية”.
ولاحظ انه: “وإلى أن يتم انتخاب رئيس جديد في أفق زمني غير بعيد، فإن حزب الله يرفع من ”وتيرة اللبننة” ويقترب أكثر فأكثر من ثوابت البناء الفكري للإمام السيد موسى الصدر حول بناء الدولة العادلة والقادرة ومعادلة لبناء وطن نهائي لجميع اللبنانيين ومن كون المقاومة الاسلامية هي ”مقاومة وطنية” ومن أن حل الأزمات اللبنانية وحدها الدولة الجامعة قادرة عليه”.
ورجح محفوظ استبعاد: “واشنطن معادلة الرئيس القوي. وهي تبقي مرشحها قيد التداول في الكواليس وتحاول تسويقه. وهو مرشح لا يقتصر على اسم واحد. وهي لا تمانع إذا أجمع الفرقاء السياسيون على مرشح معيّن. لكن تجد أن هذا الإجماع مستحيل بحكم الإعتراضات المتبادلة حتى ضمن الفريق الواحد، فلو أن “حزب الله” نجح في كسب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إلى تأييد المرشح سليمان فرنجية لكان هذا رئيسا.. ولذا فإن الرئيس المتوقع هو من نمط جهاد أزعور وزياد بارود ووديع الخازن وناجي البستاني. وهذا مرهون بلحظة الحوار التي سيدعو إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري عندما تنضج الظروف”.