كان من الممكن للرئيس الأميركي جو بايدن تحاشي إصدار الأمر لطائراته الحربية بتنفيذ الغارة على المنطقة المحاذية للحدود السورية مع العراق لا لسبب إلا لأن نجاحه في الانتخابات الرئاسية أعطى انطباعاً متفائلاً بمرحلة جديدة من المفاوضات مع طهران بشأن الملف النووي وفي مسار القضية الفلسطينية والعلاقات مع دول الشرق الأوسط وروسيا.
واضح، تماماً، انزعاج موسكو من الغارة وكذلك دمشق التي دانتها بغضب كما طهران التي سارع وزير خارجيتها محمد جواد ظريف إلى الاتصال بنظيره السوري فيصل المقداد حيث قيّما الوضع الطارئ والبناء عليه..
بايدن لطالما تحدث عن اعتماده الدبلوماسية كأسلوب تعتمده إدارته، دولياً، غير أن الغارة هذه طرحت علامة استفهام حول المقصد الدقيق منها، ذلك انه هو الذي صارح العالم باعتماده نهجاً مختلفاً عمّا سلف في أكثر من ملف.
طبعاً، يحاول بايدن استعادة الثقة الدولية بالبيت الأبيض وبالأخص استمالة إيران من خلال إعادة البحث في ملفها النووي مقابل اشتراط طهران رفع العقوبات التي فرضتها واشنطن عليها.
بايدن الذي بدأ ولايته بقرار جيد هو إنهاء حرب اليمن ثم أتبعه، خليجياً، بنشر تقرير الكشف عن حقيقة مقتل الصحافي السعودي جمال الخاشقجي، تركت غارته سؤالاً كبيراً حول ما إذا كانت هذه “دبلوماسية عسكرية” لديه في “التفاوض السياسي النووي” مع إيران؟
منصور شعبان