غرد العلّامة السيد علي فضل الله في عيد البشارة، عبر “توتير”، كاتباً:
ليكن عيد البشارة هذا العام مناسبة لتجسيد كل القيم الإنسانية والأخلاقية التي يحملها هذا العيد يما يطهر نفوسنا من كل ألوان الحقد والأنانية والكراهية والطمع ونرتقي خصوصا في علاقاتنا ومواقفنا السياسية إلى قيم المحبة والتسامح والسلام التي عاشتها السيدة مريم (ع) لإنقاذ وطننا من انهيار بات يهدد وجوده وإنسانه.
من جهة أخرى قال السيد فضل الله إن من حق اللبنانيين أن يشعروا بالفجيعة أمام خفة المسؤولين واستهتارهم بآلام المواطنين وحذر من دخول البلد في دوامة من الفتن والفوضى الاجتماعية.
وأضاف، في درس التفسير القرآني الأسبوعي: لقد تبيّن للبنانيين بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على التكليف أن آخر ما تفكر فيه الطبقة السياسية هو وضع الناس حتى لو وصل البلد إلى حدود المجاعة الكبرى والانهيار الكامل، وأن التمترس خلف العناوين الطائفية هو للحفاظ على النفوذ الذاتي أو الحزبي حتى لو أدى الأمر إلى سقوط آخر مقومات البلد..
ولذلك، فمن حق اللبنانيين أن يشعروا بالفجيعة أمام المشهد الذي ظهر أمامهم بالأمس، وحيال هذه الطريقة التي يتصرف بها المسؤولون بخفة واستهتار بآلام المواطنين وبغلبة لغة الانفعالات والتوتر والتصعيد في التعاطي مع بعضهم البعض بعيداً عن منطق الدولة والمسؤولية الوطنية، مما يؤكد أننا أمام مستقبل قاتم وأن فشل الإدارة السياسية للبلد مرشح للتمديد من دون أن تظهر مؤشرات أننا مقبلون على وضع أفضل أو على تغيير في الأسلوب والعقلية..
وأبدى العلّامة فضل الله الخشية: من ان يقود المسار الأخير الذي سارت فيه الأمور البلد نحو تصعيد سياسي وطائفي، بعد أن اتخذ الصراع الرئاسي عنوان الحفاظ على الصلاحيات ومكانة هذه الطائفة أو تلك في السلطة، ما يغذي العصبيات والتطرف، في وقت أخذت تتصاعد المخاوف من فوضى اجتماعية تنقل البلاد من التجاوزات الفردية في عمليات العنف والسرقة والتعرض للناس والاعتداء على الأملاك الخاصة والعامة إلى التجاوزات الجماعية، وأن يقود هذا الارتفاع الجنوني للدولار والأسعار الناس إلى خيارات خطيرة وصعبة وإلى تفلّت للأمور على مسارها بعد شعور الأكثرية الساحقة من الناس باليأس وغياب الأمل وانسداد كل الطرق وسقوط الثقة الكاملة بالمسؤولين، ما يتيح للكثيرين ممن يصطادون في الماء العكر استغلال هذه الظروف لإحداث قلاقل أمنية طالما حذر منها وزير الداخلية..
إننا أمام هذا الوضع وخطورة ما قد نصل إليه نؤكد على ضرورة احتواء هذه الأوضاع المتوترة والقابلة للانفجار، وندعو كل المسؤولين والقيادات المخلصة إلى عدم اليأس في البحث عن المخارج الإيجابية، وأن تعيد القيادات المعنية حساباتها بأن يقوم كل منها على الاعتراف بهواجس الطرف الآخر، والعودة إلى الحوار البعيد عن الانفعالات والعصبيات وأوهام الغلبة، وتقديم التنازلات لمصلحة إعادة بناء الدولة، وحماية الوطن من خطر الانهيار وحفظ الكيان من الانفجار..
وخلص: في ظل هذه الأجواء نشدد على أهمية المبادرات، والعمل لأوسع عملية تكافل اجتماعي وتعاون داخل المجتمع لإدارة المرحلة بأفضل ما يمكن والتخفيف عن الناس من خلال الجمعيات الأهلية والمبادرات الفردية والجماعية بما يمكننا من تجاوز هذه المرحلة الصعبة والمعقدة على مختلف المستويات..