إستقبل، اليوم الأربعاء 14/04/2021، وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبة وكيل وزارة الخارجية الاميركية دايفيد هيل.
وعلى أثر انتهاء اللقاء غادر هيل مكتب وهبة صامتا في حين أكد وهبة أن “لبنان ما زال في دائرة اهتمام الولايات المتحدة”، وقال خلال لقاء مع عدد من الصحافيين: “لقد استمعنا إلى مقاربة الإدارة الأميركية للملفات الدولية والإقليمية ومدى اختلافها بين إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب وإدارة الرئيس الحالي جو بايدن التي تبدو أقرب إلى مفهومنا لإيجاد حل لمنطقة الشرق الأوسط، إذ أن إدارة بايدن تعود بالنسبة للقضية الفلسطينية إلى حل الدولتين والتي كان تمسك بها العرب في قمة بيروت ولم يعد هناك كلام عن صفقة القرن والحلول المفروضة فرضا، وعادت الولايات المتحدة لتؤدي دورها في المنظمات الدولية. كما عادت إلى تمويل وكالة الأونروا وطاولة المفاوضات في جنيف بهدف العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران وتفعيله، الأمر الذي يدل على أن الإدارة الأميركية الحالية لديها قراءة مختلفة عن إدارة ترامب”.
ونفى “أن يكون هيل حمل إليه أثناء لقائهما أي رسالة سياسية”، وقال: “إن مقابلته مع فخامة الرئيس غدا ورئيسي مجلس النواب والحكومة تعطي صورة لما يمكن أن يقوله عند الرؤساء، والمقاربة أن لبنان لا يزال من اهتمامات الولايات المتحدة ولا يزال الاستقرار فيه من أهدافها. ورحب المسؤول الأميركي الرفيع بدعم الجيش اللبناني الذي شددت أنا عليه، وكان مرحبا إذ قال نعتبر الجيش اللبناني جيشا صديقا ولنا ثقة بكفاءاته وانجازاته. كما شدد على استمرار التعاون بين الجيش واليونيفيل توفيرا للاستقرار في الجنوب وتنفيذ القرار 1701، وضرورة تأليف حكومة لبنانية لإنعاش الاقتصاد اللبناني ووضع البرنامج الاقتصادي على سكة التعافي”.
وعن التفاوض مع العدو الإسرائيلي على ترسيم الحدود البحرية، قال وهبة: “إن هيل سيتحدث في هذا الموضوع مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة لان موضوع المفاوضات مع العدو الاسرائيلي وضع في عهدة رئيس الجمهورية، حين ترك الرئيس بري الإطار بين يدي فخامته. وأكدت له أن أكثر شخص يمكن أن يعطيه تصورا حول ما آلت اليه المفاوضات هو الرئيس عون”.
وعن دور وزارة الخارجية في المفاوضات، قال: “نحن منذ الأساس لا نشارك في التفاوض مع العدو الإسرائيلي لان لا مقاربة بيننا لا سياسية ولا ديبلوماسية، وهيل يعتقد أن الأفضل العودة إلى المفاوضات من حيث توقفت اليوم، ولم يسم أي خطوط”.
وردا على سؤال حول ما إذا كان سوق لخط هوف، قال وهبه: “إنه حل وسطي اقترحته الإدارة الأميركية في عام 2012 ولم نقبل به. وقلنا آنذاك إن خطنا 23. واليوم، خبراء الجيش يقولون بوجوب اعتماد الخط 29”.
وردا على سؤال عما إذا كان الموقف الصادر عن رئاسة الجمهورية هو هدية لهيل قبل وصوله لتهدئة الأميركيين، قال: “لا أتصور فخامة الرئيس يقدم هدايا من مصالح الوطن لأي كان، بل على العكس تماما. لا شخصه ولا موقعه الدستوري يسمحان له بذلك، وهذا أمر أؤكده”.
وردا على سؤال آخر، نفى وهبه “وجود أي دفع أميركي لأوروبا من أجل فرض عقوبات”، وقال: “تحدثنا عن تفسير الولايات المتحدة الأميركية لعقوبات قانون قيصر المفروض على الجمهورية العربية السورية. ووفي هذا السياق، قال هيل: نفهم أن لا عقوبات مفروضة على لبنان بالنسبة إلى قانون قيصر وأن المواد الغذائية والصناعية التي تعبر الأراضي السورية لا تخضع للعقوبات”.
كما نفى وهبه أن “تكون الولايات المتحدة هي من عرقلت اتفاق استيراد النفط الخام من العراق”، لافتا إلى أن “الحكومة العراقية قدمت إلى لبنان هذا الدعم وسيتحدد موعد جديد، وهذا أمر يعود إلى السلطات العراقية”، معتبرا أن “تأجيل الموعد لا يعني أنه أبطل أو ألغي”.
وعن دور وزارة الخارجية بالنسبة إلى مشكلة الحدود الشمالية مع سوريا، قال: “في عام 2011، رسم لبنان حدوده البحرية بقرار ذاتي منه، وأودعها في الأمم المتحدة. أما سوريا فلم تفعل. وعندما بدأ لبنان بتلزيم البلوكات، سجلت سوريا اعتراضها على الحدود اللبنانية – السورية البحرية، مشيرة إلى أنه لم يحصل تفاوض لترسيم الحدود بين البلدين، وذلك في عام 2014. أما في عام 2017، فأبلغونا بذلك، وأكدنا لهم أن حدودنا التي رسمناها أودعناها في الأمم المتحدة، إلا أننا جاهزون للتفاوض مع السلطات السورية من دولة إلى دولة بحكم العلاقة الأخوية والجيرة والصداقة، ويتم ترسيم الحدود وفق القانون الدولي”.