إنها القدس العربية! العصية دائما على الغزاة الصهاينة، تنتفض وتثور مجددا في وجه القتلة المحتلين أمام العالم كله، تذكر القوى الغربية الحاضنة للعدو الاسرائيلي منذ قرن من الزمن، بشعاراتها المزيفة التي ترددها باستمرار، وتمليها علينا، لتطالبنا باستمرار، إحترام مبادئ الحرية، والديمقراطية، وحقوق الإنسان!
جرائم مستمرة ضد الانسانية يرتكبها الصهاينة بحق الفلسطينيين، ضاربين عرض الحائط القرارات الدولية، ولا أحد في الغرب له الشجاعة، ويجرؤ على إدانة اسرائيل، أو على اتخاذ اجراءات ضدها، مثل ما يفعله تعسفا بحق دول وأفراد وهيئات، كروسيا وإيران وسوريا وكوبا، وفنزويلا، وكوريا الشمالية، والعراق، واليمن، ولبنان وغيره.
الصمت الغربي حيال جرائم العدو الاسرائيلي، لا سيما صمت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، ليذكرنا بصمت القبور، وبالمعايير المزدوجة التي تتصف بها سياساتهما، واللذان لم يخرجا يوما عن انحبازهما الأعمى، ودعمهما المطلق للعدو، والوقوف الى جانبه، في الوقت الذي يتجاهلان بالكامل حقوق الشعوب العربية، وبالذات حقوق الشعب الفلسطيني، لتقتصر ردود فعلهما، على الأسف، والقلق، والدعوة إلى التهدئة وضبط النفس، دون النظر مباشرة الى حقيقة ما يجري منذ عقود، والى ما تمارسه سلطات الإحتلال الإسرائيلي من تطهير عرقي، وممارسات تعسفية قمعية لدولة الإحتلال الصهيوني، وما تمارسه بحق الفلسطينيين من استبداد، وترتكبه من جرائم ضد الانسانية.
إنه نفاق وميوعة الغرب، وكراهيته وتواطؤه، وحقده وسياساته الظالمة، المنحازة ضد هذه الأمة وشعوبها. سياسات تبقى هي هي، لم تتغير ولم تتبدل، لا تزال على حالها حتى اليوم.
على ابواب زعماء الغرب، تسقط حقوق العرب والفلسطينيين، وفي داخل مجالسهم الحكومية ترتفع أصواتهم المدافعة والمؤيدة للكيان الغاصب، متجاهلين بالكامل الشعارات البراقة التي يرفعونها في وجه العرب، وتختفي على ابواب القدس وكل فلسطين.
حقوق الفلسطينيين، وتحرير المدينة المقدسة، لن تتم الا بالمقاومة ولا شيئ غيرها، وعلى ايدي الشعب الفلسطيني.. فمن القدس يبدأ تحرير فلسطين، ومن فلسطين يبدأ تحرير الأمة من العملاء والخونة، وبائعي قضاياها.
لا خوف على القدس، ولا على فلسطين مهما طال عمر المحتل. فالارض التي تنبت مقاومين ابطالا، تعيش فلسطين في ذاكرتهم ووجدانهم، وتجري في نفوسهم مجرى الدم في العروق، ويقدمون دماءهم فداء لتحرير وطنهم من النازيين الجدد، لا قلق عليهم، ولا على فلسطين، طال عمر الباغي أم قصر.
إنه شعب جسور، أصبح أمثولة حية لشعوب العالم كله، مقاوم، صلب، متجذر بارضه، مؤمن ايمانا قاطعا أنه سيستعيد القدس وكل فلسطين، وان لناظره قريب.
فتحية وسلاما الى المقدسيين الابطال، الذين كشفوا امام العالم كله، الحقيقة البشعة وزيف الدولة العنصرية، المشبعة بالكراهية والحقد، والإستبداد، والقتل، وأثبتوا لدول وشعوب العالم كله ، انهم يستحقون الحياة، وجديرون بها، ومصممون على إستعادة كامل ارضهم وحقوقهم في القدس وكل فلسطين، طالما بقي مقاوم فلسطيني واحد على أرضه، ومهما طال الزمن.
سيأتي اليوم الذي سيصفي المقاومون الأحرار حسابه مع الغزاة الطغاة، إنه مجرد وقت، لكنه بكل تأكيد سيحين، ولا مفر للقتلة الصهاينة منه!!
د.عدنان منصور