القدس، مدينة الخلود، حديث الخلود، عبارات وكلمات مغمسة بدماء الشهداء، اجيال وراء اجيال حملت على اعناقها شرف الامانة، كم يبدو الليل طويلا وحالك الظلام امام الصبر، وحدها مشاعل التضحية والنضال، والكفاح، والمقاومة ودماء الشهداء والجرحى وعنفوان الاسرى وكبرياء الشعب العربي المقاوم تجعل الطريق مضيئاً بأمل الانتصار، انتصار الحق بقوة الارادة والصمود والعقيدة والايمان بعدالة القضية، عدالة يعمدها شعبنا العربي الفلسطيني بالدماء الطاهرة، القدس، مسجدها، وكنيستها، وكل مقدساتها وارضها الطهور قطعة حية من تاريخ الحضارة العربية والاسلامية، القدس، مسؤولية العرب والمسلمين، العرب الأحرار والشرفاء، وعليهم جميعا تحمل هذه المسؤولية واتخاذ الاجراءات العملية المطلوبة للرد على ممارسات العدو الصهيوني والشريك الأمريكي والدائرين في فلك هذا العدو.
تواجه القدس مشاريع تصفية القضية الفلسطينية لصالح العدو الصهيوني الغاصب فيما يسمى بصفقة القرن والرد العملي وبالدم على مقولة الصهاينة المزورة بأن القدس هي عاصمة كيانهم الغاصب وتعزيز اجراءات التهويد التي نفذتها وتنفذها حكومات العدو الصهيوني في المدينة المقدسة على حساب المواطنين العرب الفلسطينيين والمقدسات الاسلامية والمسيحية.
بالتأكيد، فإننا جميعا، نرفض نهج الاستسلام والاذعان لسياسات العدو الصهيوني، والعدو الامريكي، ونحذر من مخاطر استمرار الرهان على التنسيق معهما وصولا الى حلول، لا يمكن ان تكون لصالح شعبنا وامتنا، بل يجب ان يكون رهاننا بكل اخلاص وجدية على شعبنا الفلسطيني المقاوم والموحد وعلى المقاومة فلسطينية كانت ام سورية ام لبنانية ام إيرانية واحرار اليمن والعراق هذه المقاومة التي تواجه العدو الصهيوني والوجود الأمريكي في المنطقة.
نؤكد مرة اخرى على خيار المقاومة وبكل اشكالها لمواجهة العدو الصهيوني وشريكه العدو الامريكي لان هذا الخيار وحده كفيل بحماية القدس والمقدسات وتحرير الارض، كل الارض من العدو الغاصب. وهدنا نحن نشاهد الشعب العربي الفلسطيني بعامة والمقادسة بخاصة وهم يواجهون العدو باللحم الحي لا ترهبهم بنادق العدو وخيوله المجنونة.
مثلما نشاهد انظمة عربية بعينها تهرول نحو التطبيع مع العدو الصهيوني والاستمرار في اقامة العلاقات الضارة معه فالتاريخ لا يرحم، وعليه فإننا نطالب السلطة الفلسطينية الغاء الاعتراف بحق الصهاينة في الوجود في فلسطين، والخروج من اتفاقية اوسلو الساقطة اصلا، مثلما نطالب الاردن ومصر بإغلاق سفارات العدو الصهيوني والتوجه نحو الخروج من وادي عربة، وكامب ديفيد.
كما نعود لنؤكد ايضا على ان المقاومة ليست من اجل القدس وفلسطين فحسب بل لحماية الامة العربية من اخطار الصهيونية ومشروعها الاستعماري الاحلالي الاستيطاني الذي يستهدف كل الامة. لنا ثقة تامة بشعبنا العربي الفلسطيني، الذي ناضل وكافح وقدم الشهداء، لم يرضخ للاحتلال الصهيوني، لم يتخاذل، لم يستسلم، بل كان، ولا يزال، يقاوم العدو المحتل ببسالة نادرة.
ثم نؤكد على ان العدوان الأمريكي الصهيوني ضد المقاومة في لبنان وضد سورية العربية وضد العراق ومصر وجمهورية ايران الإسلامية وكل قطر عربي، هذا العدوان الذي قادته الولايات المتحدة الامريكية وشاركت فيه تركيا اردوغان والكيان الصهيوني وادواتهم العصابات الارهابية جاء لإضعاف المقاومين العرب الاحرار وتصفية القضية الفلسطينية لصالح العدو الصهيوني.
النصر معقود للمناضلين المقاومين بأجسادهم وارواحهم.
نعم انها القدس، انها فلسطين.
الامين العام لحزب البعث العربي التقدمي
الأردن
فؤاد دبور