ما يجري على الساحة اللبنانية من أحداث دامية، ومن فعل ورد الفعل، والأخذ بالثأر من هنا وهناك، وأياً كانت الدوافع والأسباب والحجج، يشير الى أن جهات تعمد الى دفع البلد الى محرقة طائفية تأكل الأخضر واليابس.
المطلوب من كل مواطن أن يتنبه من الإنزلاق الطائفي البغيض، لاستحضار أوجاع ومٱسي خلفيات الماضي، التي يريد البعض فتح جراحها، وتأجيجها من جديد.
إن الأوطان لا تبنى على الأحقاد والكراهية، والجهل، لذلك على كل منا التصدي لأي صائد في الماء العكر، ولأي مشبوه يريد اشعال الفتنة، من هنا وهناك، بالقول او الفعل، أو إطلاق الشتائم لتنال من مقامات دينية دون وجه حق. إحذروا الذين يحضرون للفتنة ويتلطون بجهات لا علاقة لهم بها من قريب او بعيد.
إنهم الطوابير السرطانية الخطيرة التي تتغلغل داخل مجتمعنا اللبناني ،وفي كل الأوساط، والتي تتحضر لإشعال البلد وتدميره، ليس الوقت لتبادل الإتهامات، وتقاذف المسؤوليات، إنما هو وقت العمل من قبل المرجعيات الروحية، التي عليها على الفور أن تقف وقفتها لوضع حدا لهذه الفتنة، دون ان تخوض بالشكليات، وتلامس العموميات، وتدافع بغريزتها الطائفية عن هذا او ذاك ،وإنما برفعها الغطاء واليد عن كل من يعبث بالقانون، ويرتكب الجرائم، وتردع كل من يثير النعرات الطائفية والمذهبية ويتطاول على الحرمات!
رجال الدين، كل رجال الدين مسؤولون أمام الله، وأمام شعبهم لاجتثاث جذور الفتنة قبل أن تستفحل، اليوم قبل الغد، وقبل فوات الأوان.!
د.عدنان منصور
لبنان/ وزير الخارجية والمغتربين الأسبق