قال العلّامة السيد علي فضل الله: نريد من الحكومة أن تأخذ في قراراتها وخياراتها مصالح اللبنانيين وأن لا يكون البلد رهينة لأحد، رغم وعينا أن الطريق لتحقيق ذلك لن يكون سهلاً ومعبداً، نظراً إلى حجم هذه المشاكل وتراكمها، وللتعقيدات التي ستواجه أي حلول لها، وللتجاذبات بين القوى السياسية سواء من داخل الحكومة أو خارجها، والتي ستزداد مع اقتراب الانتخابات حيث سيسعى من يتمثل داخل الحكومة للاستفادة منها لتحقيق مكاسب انتخابية أو لعرقلة ما يؤثر سلباً على هذا الصعيد، وسيعمل من هو خارجها على تفشيلها ليثبت موقعه وإثبات صحة قراره بعدم المشاركة أو مواجهتها..
لكننا نعيد التأكيد أن هذه الحكومة قادرة على الإنجازات إن هي قررت أن تعمل كفريق واحد متجانس متكافل ومتعاون، وأبعدت نفسها عن المناكفات والصراعات السياسية والحسابات الانتخابية والمصالح الفئوية، وقررت أن تضع نصب أعينها مصلحة هذا البلد ورفع كاهل المعاناة اليومية عن إنسانه والإذلال الذي يتعرض له، وأخذت بالشعار الذي طرحته أنها حكومة إنقاذ..
وعند ذلك لن يخذلها الناس وسيقفون معها ي مسيرة الإنقاذ هذه، بل إنهم سيتحملون قراراتها القاسية…
أضاف في خطبة الجمعة: في هذا الوقت، ستكون الحكومة أمام امتحان سيكون التعبير عن مدى جديتها وهو يتمثل بملف التعيينات في العديد من مواقع الدولة ومرافقها.. وهنا ندعو الحكومة إلى أن تقدم أنموذجاً بديلاً عما اعتدنا عليه في التعيينات التي غالباً ما كانت تأتي بمن هو أقرب إلى هذا الموقع السياسي أو ذاك، أو لهذه الجهة السياسية أو تلك، بأن يكون الأساس في ذلك الكفاءة أولاً وآخراً.. حتى لو بقي الاعتبار الطائفي أو السياسي حاضراً.. ليكون ذلك مدخلاً للتغيير المنشود الذي نتطلع إليه..
وتابع: في هذا الوقت، يستمر المصرف المركزي ومن خلال تعاميمه بسرقة أموال المودعين، تحت عنوان عدم قدرته على إرجاعها إليهم مستغلاً حاجة اللبنانيين إلى سيولة نقدية بين أيديهم..
إننا ندعو الحكومة اللبنانية ومعها المجلس النيابي إلى اتخاذ كل الإجراءات التشريعية والتنفيذية التي توقف هذا النهب، ونقف في ذلك مع جمعية المودعين في ضغوطهم المسؤولة لإعادة الإيداعات إلى أصحابها وفي أقرب وقت..
وفي مجال آخر، وعلى صعيد الاعتداءات الصهيونية، فإننا ننوه بتصدي المقاومة للاعتداءات المستمرة على السيادة اللبنانية عبر الطائرات المسيرة، وتنفيذ وعدها بإسقاط أي طائرة تخترق المجال الجوي اللبناني، والتي نرى أنها ستجعل هذا العدو يعيد النظر بحساباته في اختراق السيادة اللبنانية من الجو وفي مدى قوة هذا البلد..
ونبقى على الصعيد العربي، حيث نشهد أجواء إيجابية نأمل إن هي استمرت وتوسعت أن تساهم في تعزيز العلاقات العربية والإسلامية على كل الصعد وتزيل التوترات التي عبثت باقتصادات بلدانها وسياساتها وأمنها، ومن هنا فإننا نرحب سواء بعودة الحرارة إلى العلاقات بين الأردن وسوريا أو الحوار الذي يجري بين الجمهورية الإسلامية في إيران والمملكة العربية السعودية، أو بما جرى بين العراق ومحيطه..
ونبقى على الصعيد الفلسطيني، لنحيي هذا الشعب الذي يستمر في تصديه البطولي للعدو الصهيوني ويقدم لأجل ذلك التضحيات الجسام..
إننا نؤكد على الشعوب العربية والإسلامية أن تُبقي هذه القضية حاضرة في الأذهان وندعوها إلى الوقوف في وجه كل سعي لإدخال العدو الصهيوني من باب التطبيع إلى قلب العالم العربي والإسلامي، والتي آخرها، ما جرى في أربيل وفي البحرين، ونقدر كل الأصوات الرافضة لذلك والمنددة بهذه الخطوة