وجه رجل الأعمال اللبناني جهاد ياسين برقية مستعجلة إلى الرئيسين الأميركي والروسي جو بايدن وفلاديمير بوتين خاطب فيها بوتين مباشرة، سائلاً ايّاه: ما سبب إثارة هيستيريا الحرب وما الهدف من ذلك؟.
ويقول: أجد في هذا السؤال ما يلزم الجواب عليه لديَّ بوضوح وشفافية من حيث أنني معني به وهو أننا أمام امتحان مع الله سبحانه وتعالى في فصوله الأخيرة كونكم بلغتم، بلغة أهل المعرفة والعلم، أعلى القمة، والعاقبة والنهاية للمتّقين، إذا نجحتم سوف تفوزون بالجنة عرضها كعرض السماوات والأرض وأنّ الأرض لا يرثها إلا العباد الصالحين، وكما يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
“وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت\ فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا”.
وهنا، يلفت ياسين إلى مسألة مهمة وهي الرئيس ترمب يثق بوزير الخارجية أنتوني بلينكن الذي كانت علاقته مضطربة دوماً مع الرئيس السابق دونالد ترمب قبل أن يلتحق بركب الفريق الديمقراطي؛ الأمر يستحق التوقف عنده لأنه يشكل مكسباً كبيراً لبايدن أن بلينكن الفرنكوفوني هو كبير وزرائه على الساحة العالمية.
ويرى ياسين في ما آلت اليه الأمور على الساحتين الداخلية والأوكرانية أن الرئيس السابق دونالد ترمب والحزب الجمهوري هما المحرك ولهما البصمات فيها.
وكان ترمب أصدر بياناً انتقد فيه رئيس الوزراء الكندي جستن ترودو بشأن الاجراءات والقيود التي فرضت بسبب انتشار فيروس “كورونا” ووصفه بأنه “مجنون ويساري متطرف” وأعرب عن دعمه لاحتجاجات سائقي الشاحنات في كندا، إلا أن هؤلاء المحتجين أغلقوا بشاحناتهم جسر “أمباسادور” الذي يعتبر أهم جسر حيوي يربط بين كندا والولايات المتحدة الأميركية وهو يوفر لهم الدعم من خلال المنصات الالكترونية بما يفوق عشرة ملايين دولار ما أثار حفيظة إدارة البريد الإلكتروني لتخطي المبلغ المسموح به، علماً ان السلطات الكندية خففت، جزئياً، من الاجراءات الوقائية ضد تأثير انتشار “كورونا” داخل أراضيها ولم يؤثر ذلك إيجاباً بالنسبة للاحتجاجات.
ترمب وحزبه الجمهوري يبدوان غير محرجين بالتضحية بالنفوذ الأميركي في أوروبا حتى ولو أدى الأمر إلى إحداث اضطرابات في أميركا لمصلحتهما سياسياً وانتخابياً واقتصادياً وشخصانياً لتعزيز النفوذ الجمهوري.
ويبرر ياسين ذلك بأنه يعود إلى الانجازات التي حققها بايدن ونائبه السيدة كامالا هاريس بخطة الإنقاذ الاقتصادية “الجريئة”، وهذا ما أثار ريبة ترمب والحزب الجمهوري خاصة بعد إحكام فريق DNC برئاسة رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية جيم هاريسون المرشح لعضوية الكونغرس عن ولاية نورث كارولاينا الطوق حول الجمهوريين، تنظيمياً ولوجستياً، في انتخابات التجديد النصفي لعام 2022 المقررة خلال نوفمبر المقبل.
وفي الأسبوع الماضي صوّت الجمهوريون في مؤتمرهم لتصنيف الأحداث التي شهدها مبنى الكابيتول بتاريخ 6 يناير 2021 على أنها “خطاب سياسي مشروع” وهو ما يعتبر إقراراً وتفويضاً لإثارة الفتن والتحريض والنعرات العنصرية والطائفية في البلاد.
والأدهى من ذلك نية ترمب التي باتت معروفة وهي العفو عن مرتكبي أحداث الكابيتول في حال انتخابه رئيساً في العام 2024.
فقد تم تمرير 34 قانوناً السنة الماضية لجعل التصويت أكثر صعوبة، وتم تمرير أكثرها تقييداً في فلوريدا وجورجيا وتكساس – الولايات التي يسيطر عليها الجمهوريون في مجلس النواب ومجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون.
منصور شعبان