شهدت المناطق اللبنانية، جبلاً وساحلاً، ليلة جليدية قاسية بسبب اشتداد العاصفة وسيطرة الكتل القطبية الاكثر برودة، ما ادى الى تساقط الثلوج بشكل متواصل، فعزلت القرى وقطعت الطرق بدءا من 500 متر، فيما لامست حبات البرد البحر وفاضت مجاري الانهر بسبب غزارة الامطار واجتاحت السيول الاراضي الزراعية، وذلك بحسب ما افاد مندوبو “الوكالة الوطنية للاعلام”.
ففي النبطية، تساقطت الثلوج بدءً من 500 متراً على كفرتبنيت ويحمر وارنون وقلعة الشقيف ودير الزهراني وعلى تلال ومرتفعات إقليم التفاح لا سيما عربصاليم وجباع وجرجوع وعين بوسوار ومليتا وجبل صافي والريحان وعرمتى ومليخ واللويزة وبقيت الطرق سالكة بحذر تخوفاً من الانزلاقات وحوادث السير، فيما انقطعت طريق الريحان – القطراني بسبب الجليد.
وتفجرت الينابيع في أعالي إقليم التفاح وتدفقت في نهر الزهراني الذي ارتفع منسوب المياه فيه كما ارتفع منسوب المياه في نهر الليطاني عند الخردلي ونزولا الى طيرفلسية والزرارية، ولف الضباب الكثيف المرتفعات ووجهت نداءات للسائقين بالقيادة بتأن تخوفا من حوادث السير، وانخفضت درجات الحرارة الى ما دون الصفر وتعطلت الدراسة في عدد من المدارس بسبب الصقيع والطقس المثلج والعاصف.
وفي عكار، تساقطت الثلوج على ارتفاع 350 مترا وما فوق، وقطعت الطرق ابتداء من 450 مترا بخاصة في مناطق اكروم والقبيات وعكار العتيقة وقرى منطقة جرد القيطع ابتداء من بلدة بزال وصولا حتى بلدة فنيدق، التي بلغت سماكة الثلج فيها اكثر من 60 سنتمترا.
وليلا تشكلت طبقة الجليد في مختلف المناطق بفعل تدني درجات الحرارة الى ما دون الصفر، وتقوم جرافات وزارة الاشغال العامة على اعادة فتح هذه الطرق لا سيما تلك التي تربط عكار في البقاع عن طريق بيت جعفر والهرمل.
وافاد رئيس مركز جرف الثلوج في جرد القيطع خالد ديب ان “العمل جار منذ الصباح على اعادة فتح الطرق في هذه المنطقة بالتعاون مع اتحاد البلديات وبلدية فنيدق ابتداء من بلدة بزال، والطريق باتت سالكة للسيارات المجهزة حتى بلدة فنيدق”، وتمنى على السائقين “عدم سلوك هذه الطرق الا للضرورات القصوى لعدم اعاقة عمل الجرافات”، ولفت الى أن “كل الطرق الجبلية على ارتفاع 800 متر وما فوق مقطوعة بسبب تراكم الثلوج وهي: طريق فنيدق القموعة القبيات، وكذلك طريق مشمش البويدرات مرجحين الهرمل حيث بلغت سماكة الثلوج في بعض الاماكن اكثر من 3 امتار”، محذراً السائقين مع استمرار فعالية المنخفض الجوي “من سلوك الطرق الجبلية ليلا ومع ساعات الصباح الاولى بسبب تكون الجليد”.
كذلك، فاضت مجاري الأنهر بالمياه بسبب غزارة الأمطار المستمرة منذ بدء العاصفة، ودخلت السيول الأراضي الزراعية بخاصة عند الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير.
وتسببت العاصفة الثلجية فجرا بانقطاع طرق الشوف بدءا من ارتفاع 800 متر، ما ادى الى عزل القرى عن بعضها، لا سيما من الشريط الممتد من دير القمر وبيت الدين وصولا الى عين زحلتا ومجد المعوش والباروك ومرستي وجباع، في حين تراوحت سماكة الثلج على الطريق بين معاصر الشوف – الارز – كفريا بين 20 و 50 سنتمترا.
وسيطر الهدوء على العاصفة في فترتي الصباح وقبل الظهر، مما سمح للسيارات المجهزة بالتنقل النسبي، في ظل تعطل المدارس والجامعات والمؤسسات عن العمل.
كما غطت الثلوج مختلف بلدات وقرى الضنية، جبلا ووسطا، وتدنى مستوى تساقطها حتى ال 400 متر، فيما لامست حبات البرد ساحل البحر، وبلغت سماكة الثلوج في المناطق التي ترتفع عن 500 متر نحو 10 سنتمترات، وتجاوزت المتر على ارتفاع 1200 متر.
وتسببت الثلوج المتراكمة في قطع معظم الطرق الجبلية ابتداء من 700 متر، إلا أمام السيارات المجهزة وسيارات الدفع الرباعي، ما دفع ورش إتحاد بلديات الضنية والبلديات ووزارة الأشغال والدفاع المدني والأهالي إلى إعادة فتحها تدريجا، وسط انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة حيث وصل الى 3 درجات تحت الصفر في المناطق الوسطى.
إلى ذلك، لا يزال التيار الكهربائي مقطوعا عن الضنية لليوم الخامس على التوالي، بسبب أعطال طرأت على الشبكة ولم تستطع الفرق الفنية في مؤسسة كهرباء لبنان أن تقوم بإصلاحها بسبب سوء الأحوال الجوية.
من جهة ثانية، أدى الطقس العاصف إلى تعطل الإنترنت في قلم نفوس بلدة سير الكائن في مبنى قائمقامية قضاء المنية – الضنية، وهو أحد قلمي نفوس موجودين في المنطقة، بعدما قطعت الثلوج الطريق المؤدية إلى محطة الإرسال التي تغذي القلم، ما تعذر لاحقا عن إصلاحها وتسبب ذلك بتوقف الأعمال.
في القرى الحدودية الجنوبية في رميش وعيتا الشعب وعين ابل وياطر في قضاءي صور وبنت حبيل تساقطت الثلج بكثافة وغطت التلال والساحات والاراضي الزراعية بعد تدني الحرارة دون الصفر.
من جهة ثانية، توجه فريق كبير من الناشطين البيئين ضم رئيس جمعية 33north جيلبير مخيبر واهالي الرعاة من بلدة مشمش ومتطوعين من جمعية درب عكار لايصال المساعدات (حليب وادوية) التي امنتها مصلحة الزراعة في عكار بالتعاون مع جمعية مدى، الى الرعاة العالقين اعالي بلدة مشمش منذ بدء العاصفة، مع قطعان الماعز خاصتهم والتي كان نفق منها حتى يوم امس نحو 60 رأساً بسبب الصقيع وقلة الاعلاف.
وقد تسببت شدة العاصفة إلى سقوط الثلوج على مختلف قرى قضاء الكورة الجبلية منها والساحلية (التي نادرا ماتشهد هذه الظاهرة)، ما أدى إلى موجة صقيع قوية واقفال معظم مدارس القضاء.
وفي جزين، تعمل منذ الصباح جرافات تابعة للدفاع المدني واتحاد البلديات على فتح الطرق الرئيسية المقطوعة بسبب تراكم الثلوج، في حين تقوم بلدية جزين بفتح الطرق الفرعية لتسهيل تنقل المواطنين.
وفي مرجعيون، تسببت شدة العاصفة الثلجية بموجة صقيع قوية واقفال معظم المدارس في القضاء. وخرج البعض من أطفال وشبان وشابات للهو بعدما غطت الثلوج سطوح المنازل والقرميد والطرق، في حين ان الاهالي يفكرون بكيفية تأمين المازوت للتدفئة بعدما أثقل كاهلهم الارتفاع الجنوني لاسعار هذه المادة من المحروقات التي لا يمكنهم الاستغناء عنها تجنبا لقساوة الطقس العاصف.
إلى قضاء بنت جبيل، وصلت العاصفة الثلجية منهكة فترامت على الحقول والطرق خفيفة ما لبثت أن ذابت مع شروق الشمس، ولم تسجل أي أضرار في الطبيعة ولكن الكثير من المدارس أقفلت احتياطيا بينما عانى بعض الناس ممن نفد الحطب والمازوت من الصقيع وباتوا يتدبرون بالاغطية.
وفي عاليه والمتن الاعلى، غطت الثلوج معظم القرى والبلدات التي يزيد ارتفاعها عن 800 متر مترافقة مع رياح شديدة البرودة. وأقفلت الطرق الداخلية حيث لا تستطيع البلديات في أوضاعها الحالية العمل على جرف الثلوج وفتحها. أما الطرق الرئيسية في المتن الاعلى فهي سالكة نتيجة جهود النائب هادي ابو الحسن ومتابعته مع وزارة الأشغال العامة، حيث تعمل جرافات الوزارة على فتحها خاصة في القرى التي يزيد ارتفاعها عن الألف وثلاثمائة متر.
ولا تزال المدارس مقفلة بسبب العواصف الثلجية المتلاحقة، في ظل انقطاع الكهرباء لساعات وتوقف المولدات في بعض القرى بسبب غلاء مادة المازوت وصعوبة شرائها”.