رئس البطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الراعي، خلال زيارته مصر، مساء اليوم الأحد 20/03/2022، الذبيحة الالهية في كنيسة مار مارون لمناسبة مرور خمسين سنة على بناء كابيلا القديسة ريتا للآباء المريميين بمصر الجديدة.
عاون البطريرك في القداس راعي الابرشية المطران جورج شيحان، الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية الاباتي بيار نجم، رئيس الرسالة في مصر الاب نبيل رفول، بالاضافة الى لفيف من الاباء، ومشاركة السفير البابوي في مصر المونسنيور نيكولا تيفنان ورؤساء الكنائس في القاهرة والسفير اللبناني علي الحلبي وحشد من المؤمنين.
في مستهل القداس ألقى الأباتي نجم كلمة ترحيب اعتبر فيها أن “الرهبانية المارونية المريمية التي تفتخر بالبطريرك الراعي ابنا وسليلاً كانت من اوائل الرهبانيات التي انطلقت لخدمة الموارنة في الرسالات وقد حضرت الى مصر عام 1745، وهي تعاهد الرب امام غبطته باكمال المسيرة بالامانة والبذل بصلوات امنا مريم شفيعة الرهبانية من اجل خلاص النفوس”.
وبعد تلاوة الانجيل المقدس ألقى الراعي عظة بعنوان: “ايمانك احياك… يكفي ان تؤمن فتحيا ابنتك”، قال فيها: “للمرأة التي جاءت خلسة من وراء يسوع، لتلمس طرف ردائه، ايماناً بأنها ستشفى من نزيف دمها الذي كانت تعاني منه منذ اثنتي عشرة سنة وقد انفقت كل اموالها من دون جدوى، قال يسوع: ” إيمانك خلصك، اذهبي بسلام”. وليئيرس الذي جاء يلتمس بإيمان من يسوع شفاء ابنته الصبية البالغة اثنتي عشرة سنة والمشرفة على الموت، وقد علم قبيل وصوله انها ماتت، قال له يسوع: “لا تخف، يكفي أن تؤمن فتحيا ابنتكَ”. هكذا بقوة هذا الإيمان، أقامها الرب يسوع من الموت”.
وقال: “القديسة ريتا، شفيعة الكابيلا التي نحتفل بمرور خمسين سنة على بنائها، هي مثال كل أم امتحنتها مصاعب الحياة. عاشت حياة صعبة مع زوجها الذي افتعل مشاكل عدة في محيطه حتى قتل. وكان ولداها يسعيان للاخذ بالثأر. فكانت تقول لهما لا يحق لكما ان ترتكبا خطيئة القتل التي ينهي عنها الله. واذ ظلا مصممين على الأخذ بالثأر، طلبت من الله ان يموتا قبل ارتكاب هذه الخطيئة العظيمة. فمرضا الواحد تلو الآخر وفارقا الحياة. لكن الألم اعتصر قلب الأم. فكانت الأم الأرملة بموت زوجها، والأم الثكلى بموت ابنيها. لكنها صمدت وثبتت على صخرة الإيمان. وفتحت قلبها على سماع صوت الله الذي دعاها للترهب. فتقدست في حياتها الرهبانية، وطبع الله جبينها بجرح سر الفداء وأضحت في التقوى الشعبية شفيعة الامور المستعصية. إن سرها كان ايمانها، مثل المرأة النازفة ويئيرس”.
أضاف: “الإيمان لغتنا مع الله، ومفتاح ما نلتمس منه. انه يقرأ إيماننا كما هو في قلوبنا. المرأة النازفة لم تطلب شفاءها بالكلام بل بالفعل الناطق والمعبر عن ايمانها. يئيرس التمس شفاء ابنته لا قيامتها من الموت. وعندما قال له يسوع “لا تخف، يكفي ان تؤمن فتحيا ابنتك”، آمن وترك يسوع يواصل طريقه الى بيته. فكانت المعجزة. نحن نلتمس مثل هذا الإيمان الصامد بالرجاء على الرغم من كل ما يعاكسه. القديس بولس يدعونا الى “الرجاء ضد كل رجاء”. فقيمة الايمان هو الثبات فيه خلال المحن”.
وقال: “أسعدت وتشرفت صباح اليوم (أمس) مع سفيرنا في القاهرة بزيارة فخامة رئيس الجمهورية المصرية عبد الفتاح السيسي فشكرته باسم اللبنانيين على المساعدات المتنوعة والسخية التي ارسلها الى شعبنا ومؤسساتنا، بعد تفجير مرفأ بيروت، وعلى الإفساح في المجال امام اللبنانيين للعمل وإنشاء شركات في مصر العزيزة، وعلى فتح الأسواق المصرية للتفاح اللبناني، وعلى وساطته الدائمة لصالح لبنان، وبخاصة لعودة العلاقات الطبيعية مع المملكة العربية السعودية وبلدان الخليج، ولمسنا لديه اهتماماً خاصاً بالقضية اللبنانية وبضرورة إجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في مواعيدها الدستورية”، آملا أن “تكون فرصة للتغيير. وتحدثنا عن إمكانيات الحلول للأزمة السياسية في لبنان التي هي في أساس الأزمات الاقتصادية والأمنية والمصرفية والمالية والاجتماعية. وأود أن أتوجه معكم بالتحية الى فخامته شاكرين له محبته للبنان وشعبه”.
تابع: “كما لمسنا من ناحية أخرى، كم ان الشعب المصري محب للبنان، ومتألم للحالة التي وصل إليها، ويرغب من صميم القلب خروجه منها. وإني أحيي اللبنانيين الآتين حديثا الى مصر بهدف تحقيق ذواتهم، وهم يخلصون، مثل الذين سبقوهم، لمصر المضيافة، ولسلطاتها ولشعبها ويقدمون مساهمتهم في انمائها وتقدمها في كل القطاعات من خلال ما حباهم الله من فكر نير وخلاق”.
البطريرك الراعي زار، ظهر اليوم، دير راهبات قلب يسوع المصريات في القاهرة حيث كان في استقباله بطريرك الاسكندرية للاقباط الكاثوليك ابراهيم اسحق ورئيسة الدير الام ماري ناديا سعيد وجمهور الراهبات.