كشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن انه خلال الاسابيع الماضية خلال التجهيز للانتخابات كانت تشكيلات “حزب الله” الجهادية تقوم بمناورات صامتة، متوعدًا العدو الاسرائيلي من أنَّ أيّ خطأ يقدم عليه سيكون الرد عليه سريعًا ومباشرة ولن يسمعوا بالاحتفاظ بحق الرد في الزمان المناسب والمكان المناسب.
وأكَّد أنَّ “الانتخابات في لبنان لن تشغلنا من الرد على أي عدوان اسرائيلي” وقال: “ان شاء الله سنصلي في القدس انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا جدا جدا”.
وأكد أنَّ الهم الأول للإمام الخميني (قدس سره) كان كيف تبقى القدس في دائرة الوعي والذاكرة والوجدان والأمل بإمكانية الانتصار والعمل لصنع هذا الانتصار، موضحًا أنَّ تضحيات الشعب الفلسطيني يحب أن يُخاطب بها الضمير الانساني وضمير كل مسلم وكلّ حر في هذا العالم.
وخلال مهرجان “القدس هي المحور” بمناسبة يوم القدس العالمي في مجمع سيد الشهداء – الضاحية الجنوبية لبيروت، أشار السيد نصر الله إلى أنَّ مناسبة يوم القدس العالمي للإضاءة على الصبر والاستعداد العالي للتضحية والصمود الاسطوري والعمليات المذهلة التي ينفذّها الفلسطينيون.
واعتبر “من خلال احياءات اليوم والأحداث خلال هذا العام والأعوام السابقة نؤكد أنّ الرهان على الوقت لينسى الفلسطيني أرضه والعرب والمسلمون تلك الأرض المباركة السليبة والمقدسات قد سقط”، مبيّنًا أنَّ العدو عمل على مسار التيئيس منذ عام 1948 من خلال المجازر الصهيونية بحق شعوب المنطقة.
وأشار إلى أنَّه من ضمن مسار التيئيس وحمل الأمة على الاحساس باليأس الهزائم العربية المتلاحقة من النكبة الى النكسة وما بعدها وخروج بعض الدول ودخولها بالصلح مع “إسرائيل” (مصر والأردن) ومسار التطبيع.
وأضاف: “مسار التيئيس هدفه منذ اليوم الأول القول للشعب الفلسطيني أنّ الكل خذلوك وليس عليك سوى أن تقبل بالفتات، وهذا الرهان سقط ويسقط في كلّ يوم نشهد فيه تظاهرة في فلسطين وفي كلّ يوم ينفّذ فيه شاب أو شابة فلسطينية عملية داخل الأراضي المحتلة”.
وأوضح أنَّ كل القبضات التي تُرفع في فلسطين وفي المحور تؤكد أنّه بعد عشرات السنين أن الشعب الفلسطيني لم ييأس بل هو اليوم أكثر يقينًا بالنصر، مشددًا على أنَّ كلّ الرصاصات والبنادق ودماء الشهداء تقول للعالم أن مسار التيئيس قد سقط.
الأمين العام لحزب الله أضاف: “رغم كلّ الحروب المفروضة وجماعات الارهاب “الفلتانة” والظروف المعيشية الصعبة لن يستطيعوا أن يأخذوا من الدول والشعوب والقوى المقاومة كلمة والتزامًا ولن يستطيعوا أن يروا في وجوهها ضعفًا أو هوانًا”.
وبيَّن أنَّ مسار الانهاك يحصل في أكثر من بلد في منطقتنا لكنه لم يحقق هدفه رغم الحصار والعقوبات والحروب المفروضة وجماعات الإرهاب، مؤكدًا أنَّه “لو خرجت إيران اليوم وقالت لأميركا أنها ستقبل بمسار التطبيع هل كانت لتعاني مثل هذا الحصار وهذه المؤامرات؟ طبعًا لا”.
واعتبر السيد نصر الله أنَّ ما قاله السيد الخامنئي اليوم يؤكد الالتزام الجاد والقطعي بدعم فلسطين وحركات المقاومة في المنطقة، لافتًا إلى أنَّ الصمود هو الذي يبقي البيئة الحاضنة لاستمرار المقاومة لتحرير القدس.
وشدَّد على أنَّه “لن ننسى ولن نيأس ولن نسقط أمام الضغوط”، مشيرًا إلى أنَّ هذه المسارات سقطت بسبب العمل المتواصل منذ ما قبل 1948 إلى اليوم، مؤكدًا أنَّ “مسألة فلسطين هي جزء من ديننا وإيماننا وكرامتنا ونحن أمة لا يمكن أن تتخلى عن إيمانها وعقيدتها وكرامتها”.
وتابع : “يأتي في رأس الأسباب التي منعت النسيان ومنعت اليأس وأسقطت الإنهاك المقاومة العسكرية المسلحة سواء في إطار المقاومة أو في إطار حروب حصلت، وعندما نتحدّث عن العمل والفعل نقول أن سقوط مسارات النسيان والتيئيس والإنهاك شارك فيه كل من هو في مجال المقاومة بالكلمة والفن والرسم والفتوى وغير ذلك”.
ولفت إلى أنَّه “يأتي يوم القدس ونحن في موقع استراتيجي متقدم جدًا، حيث تطوّرت مسارات من جهتنا يخشاها العدو ويعمل على تفكيكها ونحن في المقابل يجب أن نعمل على تثبيتها”، مؤكدًا أنَّ المسار الأول هو مسار العمليات الجهادية في داخل 48 وفي داخل الضفة وخصوصًا في الأسابيع الماضية الأخيرة وبالأخص العمليات المنفردة التي شكّلت تطورًا نوعيًا جدًا وأكثر ما يخشاها العدو وتهزّ الكيان.
كما أشار السيد نصر الله إلى أنَّه برّر المسؤولون في الكيان فشلهم بأنّ شخصًا فلسطينيًا لوحده عندما يأخذ القرار ويخطط ويستطلع ويؤمن السلاح بأنّ هذا الأمر لا يمكن أن تكتشفه الأجهزة الأمنية، مبينًا أنَّ العميات المنفردة الأخيرة أدّت إلى كشف عجز الكيان والأمن الضعيف لديه وهزّت بقوة ثقة الاسرائيليين بجيشهم وحكومتهم.
وأضاف: “هذه العمليات تعزز القلق الوجودي لدى الكيان ودفعت بكيان العدو إلى الانكفاء والاختباء خلف الجدر والأسوار”، وسأل “الكيان الذي يختبئ خلف المزيد من الجدر والأسوار فماذا يمكن أن يكون مستقلبه؟”.
وشدَّد السيد نصر الله إلى أنَّ تحرير فلسطين قد لا يحتاج إلى جيوش عظيمة فهي تحتاج إلى المجاهدين الفلسطينيين الذين يسلبون الاسرائيليين أمنهم وعلى مدى سنوات يجمعون حقائبهم ويرحلون.
وأوضح أنَّ العمليات المنفردة حصلت في أماكن جغرافية متعددة ونفّذها فلسطينيون في مناطق مختلفة وهذا يحمل رسالة قوية جدًا، معتبرًا أنَّ أهم انجاز من هذه العمليات أنّها اسقطت معادلة الجمع بين الاحتلال والأمن التي يقوم عليها الكيان.
ورأى الأمين العام لحزب الله أنَّ مسار الدعم في كافة المجالات يجب أن يستمر، مؤكدًا أنَّ مسار ترابط الساحات الفلسطينية من أهم المسارات ومعركة سيف القدس ثبتت هذا الترابط والاسرائيلي علم جيدًا أنه لن يستطيع أن يتمادى كثيرًا.
وحول المسار الثالث، بيّن أنّ “من أهم المسارات اليوم أيضاً والذي تطوّر بشكل كبير هو ترابط ساحات محور المقاومة”.
وأعاد السيد نصر الله تأكيد المعادلة الاقليمية حول القدس، داعيًا دول المنطقة إلى توجيه رسالة بأن زوال القدس والمقدسات يعني زوال “اسرائيل”، مبينًا أنَّ هذه المسارات الثلاثة يجب تدعيمها وتمثل الأمل بالنسبة لنا.
وأكَّد أنَّه يجب مواجهة مسار التطبيع وكل من يطبع مع العدو يجب أن يُدان وأن يُتخذ منه الموقف المناسب، ومن أبشع وأوقح النفاق الذي يُقال في هذه الأيام عندما تقف دول خليجية وتقول أن العلاقات مع اسرائيل هي لخدمة الشعب الفلسطيني، معتبرًا أنَّ أكبر رد على اللقاء التطبيعي الخياني في النقب هي العمليات في فلسطين.
وكشف السيد نصر الله أنّه “بعد أن قام الصهاينة بالاعتداء على إيران انطلاقًا من اربيل وقامت ايران بقصف مقر الموساد في اربيل بالصواريخ التي كانت اصاباتها دقيقة، وجّهت ايران رسالة علنية وأضيف رسالة أخرى بأنّ ايران أبلغت دول المنطقة التي أقامت علاقات مع اسرائيل مفادها أن أيّ اعتداء عليها انطلاقًا من هذه الدول سترد على القاعدة الاسرائيلية في هذه الدول”.
وشدَّد على أنَّ موقف إيران الميداني والعسكري يتطوّر إلى حد أنها قد تقدم في حال استمرار العدوان على الوجودات الإيرانية في المنطقة على ضرب اسرائيل مباشرة، لافتًا إلى أنَّ الهزيمة الأميركية في افغانستان أقلقت الكيان الاسرائيلي والحرب والروسية الاوكرانية ايضا تقلق الكيان.