توجه رجل الأعمال اللبناني جهاد ياسين الى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شاكراً له مشاركته اياه في طرح مسألة مواجهة القضايا المستجدة داخل فرنسا وسبل معالجتها، مخاطباً:
“سيد ايمانويل ماكرون شكرا لكم على اشراكي عبر تطبيق “تويتر” في خطابكم المقتضب، وجاءت الكلمات موجهة الى الشعب الفرنسي ولي شخصياً، بالإفتراض، وفحوى الحديث كان عن كيفية مواجهة القضايا المفروضة والمستجدة وما هي السبل لنصمد وعن المدة الزمنية ولسنوات مقبلة وصعبة.
سيد ايمانويل سأكون صريحا وشفافا. علينا مواجهة الازمات ومعالجتها بالتصويب نحو الاسباب وليست النتائج او ردات الفعل، والازمة هي بالأساس عالمية ولا تتعلق بالداخل الفرنسي فحسب، الدول والامم بالعموم غارقة في المشكلات، تارة اقتصادية وتارة اعمال عسكرية، وملفات لقضايا متراكمة. وتتفاقم المعضلات يوما بعد يوم وذروة المواجهات اصبحت قريبة جداً وتكاد تنفجر فجأة وتلقائياً نووياً واقتصادياً وان زلزال وانهيار البورصات العالمية اقرب مما نتصور وهذا السلاح تلمح اليه روسيا والصين بشكل دائم. لذا فإن الأخطار تداهم اوروبا والصين والشرق الاوسط والولايات المتحدة الاميركية.
سيد ماكرون كلنا يعرف ان العالم يقترب من حافة الانفجار النووي والاقتصادي وهذه كوريا الشمالية اعلنتها دولة نووية، ولا تكتفي ان تراهن على اتفاق الملف النووي الايراني، لأن الوقت الضائع والمراوغة والإنتظار وافتعال العراقيل ليس لصالح اي طرف وإن حصلت الحروب المباشرة الدمار والخسائر بالأرواح سيطال الجميع ولن يستثنى اي احد ومن الصعب مما يعني أن فقدان السيطرة على معالجتها.
سيد ايمانويل ماكرون.. ما زالت الفرص سانحة الآن وتستطيع انت شخصياً ان تلعب دوراًوفاعلاً ومهما في هذا الظرف العصيب. في بداية الازمة مع روسيا حاولتم التفاوض لدرء الحروب والمواجهة. تستطيع الآن ومن دون اي تأخير اعادة الكرّة مجدداً وان تحاول التفاوض والتحاور وان تبدأ مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واني اراه ليس صعباً وهو ايجابيا والرئيس الاوكراني فولوديمير زيلنسكي كذلك وان تقرب المسافات بين القطبين ولانهما روسي واميركي والرئيس التركي رجب طيب اردوغان هو فاعل ومهم وتستطيع التعاون معه ولكن لا تبحث في قضية واحدة وتحديداً عن محطة زابوروجيا النووية وكما اسلفت ان المشكلة عالمية وليست جانبية، وعلى هذا المبدأ والاساس يكون تحرككم ملف واحد فقط وعنوانه كبير تحمله بحوزتكم عليه ان يكون مضمونه يختص بإعادة هيكلة النظام العالمي وصياغته من جديد يرضي جميع الاطراف.
وفي هذا السياق متابعة ملف الشرق الاوسط بالتواصل والاتصالات المباشرة عن قرب ولو بجولات مكوكية كما نعرفكم ضروري قبل انفلات الامور . هناك مسألة مهمة ومفيدة اريد تسليط الاضواء عليها . استراتيجية الرئيس الروسي انه يريد تعدد الاقطاب ولا للقطب الواحد ولا للعملة الواحدة ولا للإقتصاد الواحد.
سيد ايمانويل ماكرون ارسلت اليكم في وقت سابق كتابا يتعلق بهذه الاستراتيجية وبعد التعمق بدراسة هذه القضية وجدت ان هذا هو الحل والركيزة الاساس لإنهاء هذه النزاعات.
لي رجاء سيد ايمانويل ان تتعمق بإيجابيات وحيثيات هذه الطروحات وان لا تأخذ الموضوع بإنحياز او الحياد ولأن الموقف بحاجة ويتطلب قرارات جريئة وجديدة وان تكون فاصلة نحو تغيير وتحول جذري وان يسود السلام والامن والاستقرار العالمي الشامل والمتوازن حتى تضع الحرب اوزارها. ولا تعتبر سعيكم في التحاور إنكسار بل هو نبل من قبلكم وتفهم لما يحصل ونحن معكم بهذا المسعى… مع خالص تقديري واحترامي”.