دعا بابا الفاتيكان البابا فرنسيس رجال الدين إلى المساعدة في إبعاد العالم عن “حافة الهاوية” والتأكيد على معارضة السباق الجديد لإعادة التسلح الذي قال إنه يعيد رسم مناطق نفوذ تعود لحقبة الحرب الباردة.
وتحدث البابا فرنسيس في اليوم الكامل الأول من زيارته للبحرين، في ختام منتدى حول الحوار بين الشرق والغرب برعاية ملك البلاد، التي تسمح للمسيحيين – على خلاف السعودية – بإقامة شعائرهم علنا في الكنائس.
وتأتي زيارة البابا للمملكة في إطار سياسته لتحسين العلاقات مع العالم الإسلامي بعد زيارته التاريخية لأبوظبي عام 2019 التي كانت الأولى لأي بابا إلى شبه الجزيرة العربية. كما زار نحو عشر دول ذات أغلبية مسلمة منذ اختياره لترأس الكنيسة الكاثوليكية عام 2013.
وركزت كلمة البابا فرنسيس، الذي يعاني من ألم في الركبة يجعله يستخدم كرسيا متحركا وعكازا، على دور الأديان في تعزيز السلام ونزع السلاح ودعم العدالة الاجتماعية.
وقال “بعد حربين عالميتين مروعتين، وحرب باردة ظل العالم فيها حابسا أنفاسه لعشرات السنين، تحدث صراعات كارثية في كل مناطق العالم، ووسط اتهامات وتهديدات وتنديدات، ما زلنا نجد أنفسنا على حافة هاوية ولا نريد أن نسقط”.
وفي إشارة على ما يبدو إلى أوكرانيا، ندد فرنسيس بموقف “ينجرف فيه عدد قليل من الحكام إلى صراع لا هوادة فيه من أجل مصالح حزبية، وإحياء خطاب عفا عليه الزمن، وإعادة رسم مناطق نفوذ وتكتلات متعارضة”.
وقال البابا فرنسيس الذي يؤيد حظرا شاملا للأسلحة النووية والذي كثيراً ما يندد بتجارة الأسلحة حول العالم، إن الزعماء الدينيين لا يمكن أن يدعموا الحروب، في إشارة واضحة إلى رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل الذي يقدم دعما حماسيا لغزو روسيا لأوكرانيا وسبق أن انتقده بابا الفاتيكان ضمنيا.
وألقى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة كلمة بحضور البابا فرنسيس دعا فيها للتوافق على وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا “وبدء مفاوضات جادة لخير البشرية جمعاء”.
وكرر البابا نفس الدعوة وكذلك فعل الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الذي وقع في 2019 وثيقة الأخوة الإنسانية، وهي بيان مهم حول دور الأديان في السعي للسلام.
وندد البابا بتمويل الإرهاب دون أن يذكر دولة بعينها.
وبعد ظهر يوم الجمعة، ألقى البابا كلمة أمام مجلس حكماء المسلمين في باحة مسجد القصر الملكي حيث أشاد بالزعماء المسلمين الذين “يرون في التطرف خطرا ينخر في الدين الصحيح” ودعا لمزيد من الحوار بين الإسلام والأديان الأخرى.
وقال “ينبغي أن نضع مستقبلا من الأخوة فوق ماض من الخصومات للتغلب على التحامل وسوء الفهم التاريخيين باسم الواحد الذي هو مصدر السلام.”
وتلا صبي آية من القرآن بينما قرأت فتاة فقرة من العهد القديم.