حالة من الرعب والهلع عاشها اللبنانيون، فجر اليوم الاثنين 06/02/2023، عندما استيقظوا، عند الساعة 3,17 على هزة أرضية في البحر قبالة الساحل اللبناني، بقوة 4,8 درجات على مقياس ريختر، وامتد الى سورية وتركيا، تاركاً دماراً هائلا.
وأفاد المركز الوطني للجيوفيزياء في بحنّس، التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية، وتبعد عن الشاطئ اللبناني حوالى 160 كلم، شرقاً بالاتجاه التركي، وشعر بها سكان لبنان خصوصاً في المناطق الساحلية الشمالية، ولم تسجل أية إصابات أو سقوط ضحايا.
هذه الهزة عادت بذاكرة اللبنانيين إلى سنة 1956 عندما تعرض قضاء الشوف في جبل لبنان لزلزال مدمر، تركز في بلدة شحيم (إقليم الخروب) وكان عبارة عن هزتين أرضيتين، الأولى بقوة 4,8 بمقياس ريختر، تلتها بـ15 دقيقة هزة ثانية بقوة 5,1 على مقياس ريختر، وتسبب بمقتل 136 شخصاً وتدمير 6000 بيت بشكل كامل، و17,000 بيت بشكل جزئي.
وما حصل بتاريخ 6 فبراير يفصل بينه وبين مثيله في 1956 شهر ونيّف إذ حدث يوم 16 مارس من ذلك العام.
وفي ظل طقس عاصف ومثلج، وسط سرعة رياح فاقت الـ110 كيلومتر في الساعة، خرج المواطنون إلى العراء، وأنقذتهم العناية الإلهية من الاصابات السقوط ضحايا، وقال الأمين العام للصليب الأحمر جورج كتانة: “لم ننقل أي إصابات بجروح نتيجة الهزات الارتدادية، وتعاملنا مع حالات أصيبت بنوبات قلبية وهلع”.
وفي الشمال عمد عدد من المواطنين في طرابلس والمحيط، بعد حصول الهزة الارضية، الى إطلاق النار في الهواء لإيقاظ المواطنين خوفاً من تكرار الهزات والانتشار في الشوارع.
وبثت مآذن المساجد آيات قرآنية وأدعية، وجالت مسيرات في شوارع التبانة والمناطق الشعبية، شارك فيها عدد من المواطنين بعد خروجهم من منازلهم الى الشارع خوفاً، على الرغم من المطر والهواء العاصف وشدة البرد.
في زغرتا، خرج الأهالي من منازلهم الى الطرقات والفسحات العامة في الشوارع ولا سيما على الاوتوسترادين الدائريين وسهل الجديدة، وبات كثيرون من العائلات ليلتهم في السيارات إلى أن تيقّنوا أنّ الهزّات الارتدادية أضحت خفيفة.
من جهته، نفى وزير الداخلية اللبناني بسام المولوي في تصريح صحفي، صحة الأخبار المتداولة عن سقوط مبان في الشمال أو في بيروت، لافتا إلى أنه تم تسجيل سقوط حائط في برج حمود وبعض الأضرار المحدودة في موقع آخر.
وفي الجنوب، لم تسجل التقارير “اي أضرار في صيدا جراء الهزة الأرضية، ولكنها احدثت شقوقا في بعض المنازل في صيدا القديمة ومنطقة الفوار بل ان “الهزة ادت الى حدوث تشققات في الطريق عند دوار جنبلاط في صور”.
وأكّد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام المولوي أنه “لا خسائر بشرية في لبنان”.
وفي تصريحٍ له قبيل انطلاق جلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي، اليوم، أشار المولوي إلى أنّ الأضرار التي حصلت جرّاء الهزة محصورة، وقال: “لقد حصل انهيارٌ لحائط في منطقة النبعة – برج حمود، كما شهدنا على ظهور تشققات ضمن مبنى بمنطقة البوابة الفوقا في مدينة صيدا. كذلك، شهدنا على حريقين أحدهما في بحمدون”.