إستقبل، مساء اليوم الإثنين 19/04/2021، أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب في قصر البحر.
وحضر اللقاء عن الجانب القطري رئيس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ خالد بن عبد العزيز آل ثاني، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الديوان الأميري الشيخ سعود بن عبد الحمن آل ثاني ومساعد مدير الشوون العربية.
ورافق الرئيس دياب القائم بأعمال السفارة اللبنانية لدى العاصمة القطرية السيدة فرح بري ومستشاره رئيس خضر طالب.
بعد ذلك زار الرئيس دياب السفارة اللبنانية حيث كانت السفيرة فرح باستقباله متقدمة العاملين على وقع النشيدين الوطنيين اللبناني والقطري.
وبعدما رحبت بري به ألقى دياب كلمة قال فحواها:
“جئنا إلى هنا، إلى دولة قطر الشقيقة، ونحن نعلم مسبقا أن قلبها مفتوح ورحب، وأن دوحتها تتسع لكل المحبين، وأن المسؤولين هنا، وعلى رأسهم سمو الأمير، يحملون محبة خاصة للبنان واللبنانيين.
إن وطننا يعبر نفقا مظلما، واللبنانيون يعانون من العتمة، عتمة لا تقتصر على الكهرباء، وإنما أيضا في لقمة العيش وفي ظروفهم الاجتماعية وفي مختلف يومياتهم.
لقد بلغ لبنان حافة الانهيار الشامل، وللأسف، فإن تعقيدات ما زالت تحول دون تشكيل حكومة بعد نحو تسعة أشهر على استقالة حكومتنا، بينما تتعمق مآسي اللبنانيين، وهي لا تساهم، للأسف، في الدفع نحو تشكيل حكومة تبدأ بتطبيق ورشة الإصلاح انطلاقا من الخطة التي وضعتها حكومتنا، وتستأنف المفاوضات التي كنا بدأناها مع صندوق النقد الدولي، بهدف استعادة الثقة الاقتصادية والمالية بالبلد بعد الانهيار الذي وصلنا إليه بفعل عقود من الحروب والإهدار والفساد، والسياسات التي شجعت الاقتصاد الريعي على حساب الاقتصاد المنتج.
لقد وقفت دولة قطر الشقيقة دائما إلى جانب لبنان.
يحفظ اللبنانيون للاخوة القطريين أنهم أعادوا إعمار المدن والقرى والمنازل بعد العدوان الإسرائيلي الغاشم والمدمر على لبنان في العام 2006.
ولا ينسى اللبنانيون رعاية قطر الكريمة لتفاهم اللبنانيين في اتفاق الدوحة، الذي أنهى أزمة وطنية في العام 2008.
ويحفظ اللبنانيون أيضا للاخوة القطريين أنهم كانوا في طليعة الدول التي هبت فعليا لمساعدة لبنان، بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت في العام الماضي، والذي دمر المرفأ وأحياء كثيرة من العاصمة اللبنانية.
ولا ينسى اللبنانيون ان الأشقاء في قطر مستمرون في الوقوف إلى جانب لبنان، من دون ضجيج، وهم يمدون يد المساعدة إلى اللبنانيين بطرق مختلفة، ومن دون تمييز بينهم، ولا استثمار في معاناتهم، ولا توظيف بحسابات سياسية.
اليوم، جئنا إلى الشقيقة قطر، نطرق بابها، كما سنطرق أبواب دول عربية شقيقة أخرى لم تتخل عن لبنان، وننتظر أن تفتح أبوابها لنا، كما فعلت الشقيقة قطر.
وانا أوجه نداء إلى كل الإخوة العرب، وأقول لهم إن لبنان في خطر شديد، ولم يعد يمكنه الانتظار، فلقد استنفدنا ما لدينا من إمكانات، وأصبح لبنان من دون حبل أمان.
ونحن نتوقع منكم أن تكونوا إلى جانب هذا البلد الذي لم يبخل يوما في تقديم التضحيات الجسام من أجل القضايا العربية، وأن تكونوا شبكة الأمان لحماية أشقائكم اللبنانيين.
إن لبنان يتوق إلى استعادة التضامن العربي لا الوقوف على خطوط تماس الخصومة والفراق بين العرب ودفع فواتيرهما. فلا استقرار ولا استقلال للعرب مجتمعين ومنفردين إلا بإعادة الاعتبار للتضامن العربي.
ونحن في لبنان، لا مكان لنا إلا كجسر للتواصل بين العرب، فالتضامن العربي يحمي وحدتنا وعروبتنا.
ولهذا، يؤلمنا، كما يؤلمكم، حال عروبتنا، ونتطلع معكم لأن تنجلي الأيام العجاف، ولدي إيمان بأن الغيمة السوداء ستنجلي، وستستعيد العروبة الصافية أيامها.
من قطر الشقيقة العزيزة
بإسمي، وبإسم كل اللبنانيين، أتوجه بالشكر إلى سمو الأمير لأقول له إن اللبنانيين يحفظون في قلوبهم من يقف إلى جانبهم في زمن الشدائد، شكرا من القلب.
الله يحميكم ويحمي قطر
الله يحمي لبنان واللبنانيين”.