ردت جين اومالي ديلون، مديرة الحملة الانتخابية للمرشح الديمقراطي في سباق الرئاسة الأميركية جو بايدن على خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب وما قاله حول عمليات فرز الأصوات.
وقالت ديلون في بيان: “تصريحات ترمب، الليلة، حول محاولة وقف عد الأصوات على النحو الواجب مشينة وغير مسبوقة وغير صحيحة. مشينة لأنها محاولة عارية لانتزاع الحقوق الديمقراطية للمواطنين الأميركيين”.
وتابعت: “غير مسبوقة لأنه لم يسبق لرئيس أميركي محاولة انتزاع حقوق الأميركيين وأصواتهم في الانتخابات العامة.. وغير صحيحة لأن ذلك لن يحدث وعملية فرز وحصر الأصوات ستستمر”.
وأشارت: “نكرر ما قاله نائب الرئيس (جو بايدن)، الليلة: دونالد ترمب لا يقرر نتائج هذه الانتخابات، جو بايدن لا يقرر نتائج هذه الانتخابات، الشعب الأميركي هو من يقرر نتيجة هذه الانتخابات والعملية الديمقراطية يجب وستستمر حتى النهاية”.
كلام ديلون عقبت به على إعلان ترمب انتصاره في الانتخابات أمام منافسه بايدن، على الرغم من عدم اكتمال عمليات الفرز في عدد من الولايات الأميركية.
ووفاقاً لآخر أرقام “المجمع الانتخابي” لكل مرشح، فقد أظهرت تقدم بايدن على ترمب.
وهاجم ترامب عملية فرز الأصوات وحصرها، حيث قال في كلمة من البيت الأبيض، اليوم الأربعاء: “الملايين والملايين من الناس صوتوا لنا.. مجموعة صغيرة حزينة من الناس يحاولون حرمان الناس..”.
وتابع: “كنا مستعدين لاحتفال كبير كنا نفوز بكل شيء وفجأة تم إلغاؤه”، زاعماً وقوع عمليات احتيال بلا أساس بقوله: “هذه عملية احتيال على الشعب الأميركي، هذا احراج لدولتنا.. بصراحة لقد فزنا في هذه الانتخابات”.
وعليه يمكن البناء لتبيان مدى تأثير نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركي على الكتير من القضايا العالمية وأهمها أزمة الشرق الأوسط، اي القضية الفلسطينية وتفاعلاتها المستمرة، إضافة الى الملف المعقد الذي يؤرق العلاقة بين واشنطن وموسكو منذ مطلع القرن العشرين وتليه العلاقة الغير مستقرة بين العاصمتين الأميركية والصينية، ناهيك عن الارتجاج الذي يصيب العلاقات المهتزة، دوماً، بين دول القارة الأميركية، الشمالية واللاتينية – الجنوبية.
هنا يبرز عنصر آخر يتعلق بمدى متانة العلاقة التحالفية بين الولايات المتحدة وأوروبا تبعاً لطبيعة الملفات وكيفية التعاطي بها، ذلك لأن الدول الأوروبية لديها مصالح مع العالمين العربي وأفريقيا الأمر الذي يجعل من التطلعات الأميركية محوراً يتوقف عنده الحوار بين دول اوروبا ذاتها.. يجب عدم نسيان أن بريطانيا وفرنسا استعمرتا العديد من الدول وتعرفان مخاطر ذلك وما زالتا تضعان عدداً من الشعوب تحت هيمنتهما.
هذه الإحاطة لا بد منها لمعرفة أهمية الانتخابات الرئاسية الأميركية عالمياً.
ويأتي الملف النووي الإيراني في مقدمة الملفات، خصوصاً إذا ما تم الحديث في هذا الأمر وأهميته تكمن في أن إنجازه تحقق في عهد الحزب الديمقراطي وهو ما يعتبر قمة التفاهم الذي صب في مصلحة الجمهورية الإسلامية في إيران.
غير أن ما لا يصب في مصلحة الحزب الديمقراطي عربياً هو اندلاع الأحداث في الشرق الأوسط ما ضرب مصداقية الولايات المتحدة، وما يتم، إعادة بلورة خارطة سياسية جديدة لعلاقات الولايات المتحدة مع الشرق الأوسط.
وهذا ما يؤكد عليه السيد جهاد ياسين، المطلع على الملف السياسي الأميركي بتفصيلاته الدقيقة، ويقول، في هذا السياق، إن من الخطأ توقع أي تغيير جذري في ستراتيجية البيت الأبيض، فالأمر لا يتعلق بتغير الوجوه كي تكون هناك سياسة جديدة.. لا بل هناك ستراتيجية سياسية أميركية تتبعها الإدارات المتعاقبة.
ويضيف ياسين الذي يتمتع بعلاقة مباشرة وحسنة مع الحزب الديمقراطي وقيادته المتمثلة بجو بادن وكمالا هاريس ومديرة حملتهما جين اومالي ديلون، إضافة الى باراك اوباما ومادلين اولبرايت… شارحاً ان ذلك لا يعني التمسك بما يمكن ان يؤثر على مكانة واشنطن التي هزها الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب وساهمت في بعض الأخطاء إدارة الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما، والأمل، الآن، أن يتخذ الفائز بالرئاسة جو بايدن ونائبه السيناتور السيدة كامالا هاريس خطوات تعيد تصويب الأمور بتصحيح الأخطاء السابقة عبر حوار مباشر مع أخصام الإدارة الأميركية في سبيل تحسين النظرة الى واشنطن.
ويوضح السيد جهاد ياسين، وهو رجل أعمال يتعاطى تجارة الأقمشة، علاقته ببايدن وهاريس وقيادة الحزب الديمقراطي أنها لم تنطلق بتشجيع او دعم من احد بل ينفرد بشخصه إحساساً بأهمية ان المرء يجب ان يكون مستقلاً في حركته لبناء علاقات ناجحة على مستوى العالم وأن يكون على مسافة واحدة من الجميع لوقف الحروب بالحد من النزاعات.
ورداً على سؤال يتعلق بما إذا كان على علاقة بموسكو أجاب بأنه يتمتع بعلاقة تؤهله للتواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يقول ياسين: “وجهت اليه رسالة منذ أشهر على ان اتلقى جواباً منه لما طرحته فيها من افكار حول الأهداف وهي تتعلق بالسلام والأمن الشامل المتوازن عالميا”.
بيروت/ لبنان – منصور شعبان