كتب منصور شعبان
في إحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين تكمن الذكرى والعبرة التي زرعها حفيد رسول الله محمد (ص) في قلوب الناس والمؤمنين، وما الحشود الهائلة على مدى العراق ولبنان وكل مكان إلّا وأوحت بما هو آت بقوة التّوق إلى خلاص أمة جعلها تعالى “وسطاً لتكونوا شهداء على الناس” وأرقاها كي تكون عظيمة كما يريدها.
مشهد يستحق التوقف عنده والنظر فيه بإمعان، قبل الانتقال إلى الانصات لكلمة “السيد”.
وفي البقاع هبّ الناس، اليوم السبت 17/09/2022، في مسيرة حاشدة من دوار الجبلي باتجاه مقام السيدة خولة، بمشاركة عشرات الآلاف من المُحبّين والمواسين لآل البيت، لتمتلئ الساحات أمام المقام بالزوار.
ومشى الزوّار من البقاع الشمالي والغربي والشرقي والأوسط، بالوصول تباعاً إلى مقام السيدة خولة في بعلبك، من ساعات الفجر، فيما انطلقت المواكب المنظّمة متتالية ورُفعت على امتداد خطّ المسير الرايات والشعارات الحسينية، وصدحت اللطميات عبر مكبّرات الصوت.
وانتشر، على الطريق الدولية بين البقاع الشمالي ورياق، ما يزيد عن 300 مضافة قدمت الطعام والشراب للزوار، في حين جهزت الساحة المقابلة للمقام بحوالى 20 ألف كرسي، فيما أعدت قيادة منطقة البقاع في “حزب الله” فريقاً يناهز الـ5400 شاب وشابة لتنظيم وإدارة المسيرة.
وأكد المسؤول الاعلامي في “حزب الله” في البقاع أحمد ريا في حديث لتلفزيون “المنار” أن “المسيرة تسير كما رسمت الهيئة التنظيمية لإحياء الأربعينية، والحضور فاق توقعاتنا”.
وقال مسؤول الرعاية الصحية في “حزب الله” بلال قطايا إن “الفرق الطبية وسيارات الاسعاف انتشرت على طول طريق المسيرة لتأمين الحاجات الصحية للزوار”.
وبعدما اكتمل المشهد باستقرار الحاضرين في أمكنتهم ألقى الأمين العام لـ“حزب الله” السيد حسن نصر الله كلمة استمع اليها كل من بلغته إذ قال: “المؤمن لا يمكن ان ييأس بل ينظر بعين الله الى كل الايام والسنين والقرون الاتية ولا يمكن ان ينتهي الامل بانه ينطلق من الثقة بالله وبوعده”.
ومن وحي ذكرى المظلومية، تحدث نصر الله عن ذكرى مجزرتي صبرا وشاتيلا: “ان العدو الاسرائيلي كان يشارك فيها والمنفذين الاساسيين كانوا من الجهات اللبنانية المعروفة التي كانت متعاونة مع العدو في اجتياح 1982. تلك المجزرة بلغ عدد شهدائها 1900 شهيد لبناني”، مشيراً الى انها “مجزرة ليس فقط في حق الفلسطينيين بل في حق اللبنانيين ايضا” وأضاف: “قد تكون مجزرة صبرا وشاتيلا اكبر وابشع وافظع مجزرة في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي”.
وتابع: “هذا بعض من لبنانكم، هذا بعض مما اقترفته ايديكم، هذه صورتكم الحقيقية. أصحاب ثقافة الموت هم الذين ارتكبوا مجازر صبرا وشاتيلا وأصحاب ثقافة الحياة هم الذين حرروا الجنوب، هم الذين دخلوا الى الشريط الحدودي ولم ينتقموا من احد”.
وعن مجزرة ايلول 1993 قال: “الشعب الفلسطيني وكثيرون ممن صنعوا اتفاقية اوسلو وصلوا الى قناعة ان المقاومة هي السبيل الوحيد للحصول على الحقوق”.
ولفت: “سوريا تتحمل وتتعرض للمخاطر الداخلية والخارجية والعدوان الصهيوني بسبب موقفها والتزامها القضية الفلسطينية والمقاومة، فما نحتاجه اليوم في منطقتنا ان تتوحد كل قوى المقاومة. فمحور المقاومة يشكل الامل الوحيد لاستعادة النفط والغاز والاراضي لا بالتوسل بل من موقع الكرامة والعزة ومن خلال السواعد المتراصة”.
بالنسبة لترسيم الحدود البحرية: “اننا امام فرصة ذهبية وتاريخية لاستخراج الغاز والنفط لمعالجة ازمته، والمهم ان لا يحصل الاستخراج من حقل كاريش قبل حصول لبنان على مطالبه المحقة وفق خط 23. الخط الاحمر لدينا هو بدء الاستخراج للنفط والغاز من كاريش. عيننا على كاريش وصواريخنا كذلك. والاسرائيلي لديه من المعطيات الكافية على جدية موقف المقاومة. واذا فرضت المواجهة لا مفر منها على الاطلاق”.
السيد نصر الله تناول قرار مجلس الأمن في ما يخص “اليونيفيل”: “هو علامة من علامات ترهل الدولة اللبنانية، وهو موضوع خطير وتداعياته اخطر وهذا فخ نصبه العدو للبنان. ولم نستطع ان نعرف من هو المسؤول وفي كل الاحوال من فعل ذلك هو إما جاهل او متآمر، لانه يشكل خطراً داهماً على منطقة جنوب البقاع”.
حول قضية الحكومة، أمل في تشكليها في وقت قريب و”اليوم لدينا امال كبيرة في هذا المجال، منعا للدخول في نوع من انواع الفوضى”.
وأكد في مسألة الرئاسة: “اهمية حصولها في موعدها الدستوري، هناك دعوات للاتفاق حول رئيس وندعو الى التوافق على اسم بعيدا من الفيتوات”.
بموضوع المصارف: “لا تكفي المعالجة الامنية. ما يجري يجب ان يدفع المسؤولين الى تشكيل خلية طوارىء في الدولة وممثلين عن المودعين لايجاد حلول حقيقية لهذه المسألة”.
أما عن الفيول الايراني، فلفت الى أن “وفداً سيتوجه الى هناك لمعالجة هذا الموضوع والحصول على مساعدة لزيادة ساعات التغذية. ومبدأ المساعدة هو وعد حقيقي وخلال ايام قليلة سيتضح افق هذا الملف”.
