أبلغ زعيم الأقلية في مجلس النواب كيفن مكارثي زملائه الجمهوريين، يوم الإثنين 11/01/2021، أن الرئيس المنتهية ولايته ترمب قبل اللوم عن استيلاء حشود من مؤيديه على مبنى الكابيتول يوم الأربعاء الماضي.
وقال مصدر مطلع على المكالمة لصحيفة “واشنطن إكزامينر”: “أخبر ترمب مكارثي أنه يتحمل المسؤولية” عن الحصار.
والسيناتور مكارثي، الجمهوري من ولاية كاليفورنيا، كان من بين كبار مؤيدي الرئيس ويتحدث إليه بانتظام عبر الهاتف.
ولم يعترف ترمب علنًا بأي مسؤولية عن الهجوم الذي استمر لساعات، وأسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة العشرات وإلحاق أضرار جسيمة في جميع أنحاء مبنى الكابيتول.
بدأ الحصار بعد أن خاطب ترمب مئات المحتجين بالقرب من مبنى الكابيتول لإرسال رسالة إلى المشرعين بأنه يعتقد أن الانتخابات قد حُسمت بطريقة احتيالية صالح تلديمقراطي جو بايدن وأن عليهم إعلانه هو المنتصر خلال عملية التصديق التي أجريت في ذلك اليوم.
وفي الإطار ذاته، حذر مكتب التحقيقات الاتحادي من تخطيط جماعات لتنظيم احتجاجات مسلحة محتملة في العاصمة الأميركية واشنطن وفي عواصم الولايات الخمسين في الفترة التي تسبق تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن يوم 20 يناير (كانون الثاني)، وفاقاً لما نقلته وكالة “رويترز”.
وفي مواجهة تهديدات بالعنف من أنصار ترمب، جرى تكليف الحرس الوطني بإرسال قوات قوامها 15 ألفاً إلى واشنطن ومُنع السائحون من زيارة نُصُب واشنطن.
وقالت اللجنة التي تخطط لحفل تنصيب بايدن الإثنين إن عنوان حفل 20 يناير سيكون “أميركا متحدة” حتى في وقت تكافح البلاد تداعيات اقتحام أنصار ترمب مبنى الكابيتول يوم الأربعاء الماضي.
وأضافت، في بيان، إن موضوع الحفل “يعكس بداية رحلة وطنية جديدة تعيد الروح إلى أميركا”، مرددة تعهد حملة بايدن بعلاج الانقسامات في البلاد.
وتسري تحذيرات مكتب التحقيقات الاتحادي بدءاً من 16 يناير، وعلى الأقل حتى الـ 20 منه لعواصم الولايات وللأيام الثلاثة التي تسبق التنصيب في العاصمة واشنطن، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام أميركية.
وقال الجنرال دانيال هوكانسون قائد الحرس الوطني الأميركي للصحافيين إن من المتوقع نشر قوات قوامها نحو عشرة آلاف في واشنطن بحلول يوم السبت لتعزيز الأمن وتأمين النقل والإمداد والاتصالات.
وأضاف أنه يمكن زيادة العدد إلى 15 ألفاً إذا طلبت السلطات المحلية. وطلب مشرع واحد على الأقل من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن تفعل المزيد.
وقال السناتور كريس ميرفي الذي أوضح أنه بعث برسالة إلى اللقائم بأعمال وزير الدفاع، الإثنين، إن من غير الواضح إن كان الحرس الوطني كافياً لحماية عاصمة البلاد، وقد تكون هناك حاجة أيضاً إلى قوات الخدمة الفعلية.
ولاحقاً، قال البيت الأبيض إن ترمب وافق الإثنين على إعلان الطوارئ بالنسبة إلى واشنطن العاصمة من الآن وحتى الرابع والعشرين من يناير بعد ساعات من تحذير السلطات من تهديدات أمنية خلال أسبوع تنصيب بايدن الأسبوع المقبل.
وأعلن ترمب الأسبوع الماضي إنه لن يحضر حفل التنصيب وهو قرار أيّده الرئيس المنتخب.
توبيخ جمهوري لترمب
قال عضو جمهوري في مجلس النواب الأميركي إنه سينضم غلى غيره من النواب اليوم الثلاثاء لطرح قرار يوبخ ترمب بشأن هجوم أنصاره على مبنى الكابيتول.
وكتب النائب الجمهوري توم ريد في مقال في صحيفة “نيويورك تايمز” إنه سيعمل أيضاً لإيجاد سبيل يتيح للكونغرس منع ترمب من السعي إلى تولي أي منصب اتحادي في المستقبل.
وكتب ريد قائلاً “أعتزم الانضمام إلى زملائي في مجلس النواب في طرح قرار توبيخ يوم الثلاثاء لضمان تحقق المحاسبة من دون تأخير على أحداث السادس من يناير”.
وفي وقت سابق، قالت هيئة المتنزهات الوطنية الأميركية إنها أغلقت نُصب واشنطن لوجود تهديدات مستمرة من جماعات شاركت في أحداث الشغب في بمبنى الكونغرس الأميركي الأسبوع الماضي بتعطيل تنصيب الرئيس المنتخب.
وسيبدأ جهاز الخدمة السرية في الولايات المتحدة، يوم الأربعاء، في تنفيذ ترتيباته الأمنية الخاصة بحفل التنصيب الرئاسي، أي قبل نحو أسبوع مما كان مقرراً أصلاً.
وفي بيان نُشر الإثنين قال تشاد وولف القائم بأعمال وزير الداخلية “في ضوء أحداث الأسبوع الماضي وتطورات الوضع الأمني قبل (حفل) التنصيب” صدرت أوامر لجهاز الخدمة السرية ببدء عملياته الأمنية يوم 13 يناير بدلاً من 19 يناير.
وأضاف إن الوكالات الاتحادية وتلك الخاصة بالولايات “ستواصل تنسيق خططها وتحديد الموارد لهذا الحدث المهم”.
وولف يقدم استقالته
ولاحقاً، قدّم وزير الأمن الداخلي الأميركي بالوكالة استقالته، الإثنين، بحسب ما أعلن لوكالة الصحافة الفرنسية مسؤول في هذه الوزارة النافذة، من دون أن يوضح دوافع هذه الخطوة.
وقال المسؤول إنّ استقالة وولف “ستدخل حيّز التنفيذ هذه الليلة في الساعة 11:59”. ويشغل وولف هذا المنصب منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 وقد انتقد الأسبوع الماضي الاجتياح “المأساوي” للكابيتول.
بايدن يؤيد عزل ترمب
وقال بايدن للصحافيين في نيوأرك بولاية ديلاوير “لست خائفاً من أداء القسم في الخارج”، في إشارة إلى الأجواء التقليدية لحفل أداء اليمين على أرض مبنى الكابيتول. لكنه أضاف إنه من الضروري للغاية محاسبة “الذين انخرطوا في الفتنة وهددوا حياة الناس وأتلفوا الممتلكات العامة وألحقوا أضراراً جسيمة”.
وشدد الرئيس الأميركي المنتخب على أن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب “يجب ألا يظل في المنصب”.
وقال في كلمة مختصرة بعد تلقيه الجرعة الثانية من لقاح كورونا: “تحدثت اليوم مع بعض أعضاء مجلس الشيوخ بشأن عزل الرئيس، وما إذا سيكون هناك تعاط مع مسعى العزل في يوم واحد ويوم آخر لتمريره في مجلس الشيوخ… وهذا ما أتمناه”.
تظاهرتان أمام “تويتر”
ولبّت مجموعة من أنصار الرئيس ترمب، الإثنين، دعوة إلى التظاهر أمام مقرّ “تويتر” في سان فرانسيسكو، للاحتجاج على قرار شبكة التواصل إغلاق حساب الملياردير الجمهوري بعد أعمال العنف التي ارتكبها أنصار له في الكونغرس والمتّهم بأنّه حرّضهم عليها.
وخلال نهاية الأسبوع تناقل مؤيّدون لترمب دعوات على منتدى إلكتروني يرتاده اليمين المتطرف (ذي دونالد دوت وين) تنادوا فيها إلى التجمّع أمام مقر شركة تويتر للتظاهر على إغلاقها حساب الرئيس ومنعه من التعبير عن آرائه على منصّته المفضّلة للتواصل مع جمهوره.
ووفاقاً لصحيفة “سان فرانسيسكو كرونيكل”، فإنّ بعض الداعين إلى التظاهرة طلبوا من الراغبين بالمشاركة فيها أن يجلبوا معهم أصفاداً بلاستيكية لتنفيذ عمليات اعتقال وهمية.
وعلى الرّغم من أنّ القسم الأكبر من موظفي تويتر يعملون عن بُعد منذ بداية جائحة كوفيد-19 ومكاتبهم شبه مهجورة، إلا أنّ شرطة سان فرانسيسكو أخذت هذه التهديدات على محمل الجدّ ونشرت العشرات من عناصرها أمام مقرّ الشركة صباح الإثنين.
لكنّ الدعوات إلى هذه التظاهرة لم يلبّها في نهاية المطاف سوى مجموعة من المتظاهرين المؤيدين لترمب الذين تظاهر ضدّهم في المكان عينه عدد مماثل تقريباً من معارضي الرئيس المنتهية ولايته، بحسب وسائل إعلام محلية.
ونقلت قناة “كي تي في يو” التلفزيونية عن أحد المتظاهرين من أنصار ترمب قوله “لا أحب أن أخضع للرقابة. لديّ شعور بأنّ أصوات المحافظين تخضع لها”.
في المقابل، رفع أحد المعارضين للرئيس المنتهية ولايته ويدعى كينيث لوندغرين (71 عاماً) لافتة تدعو إلى “التصدّي لمحاولة ترمب الانقلابية”.
وكان “تويتر” أعلن، الإثنين المنصرم، أنّه “جمّد بصورة نهائية” أكثر من 70 ألف حساب مرتبطة بـ”كيو آنون”، الحركة اليمينية المتطرفة التي تؤمن بنظرية المؤامرة وتؤيّد ترمب، مشيراً إلى أنّه أزالها لمنع أصحابها من استخدام المنصّة للترويج للعنف.
والجمعة علّق تويتر “بشكل دائم” حساب ترمب، مشيراً إلى مخاطر حصول “تحريض جديد على العنف” من جانب الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، بعد يومين على أعمال الشغب التي قام بها عدد من أنصاره الذين اجتاحوا مبنى الكابيتول ساعات عدّة.
نتنياهو يزيل صورته مع ترمب
أزال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صورة تجمعه بترمب كان يضعها في صدر حسابه على “تويتر” اليوم الثلاثاء، في انفصال في ما يبدو عن حليف سياسي يواجه مساءلة محتملة.
وظلت الصورة لنتنياهو وهو يجلس إلى جانب ترمب خلال اجتماع في البيت الأبيض تحتل هذا الموقع الرفيع على حساب نتنياهو الرسمي كعلامة على العلاقات الوطيدة بين الزعيم الإسرائيلي المحافظ والرئيس الجمهوري الذي يتمتع بشعبية في إسرائيل.
وتصدرت صورة أخرى لنتنياهو وهو يحصل على لقاح فيروس كورونا صفحته على تويتر مع شعار “يا مواطني إسرائيل، سنعود إلى الحياة”. واحتفظ بصورته مع ترمب حتى بعد هزيمة الأخير في الانتخابات الأميركية.
ولم يُنشر أي تفسير على الموقع الخاص بنتنياهو لإزالة صورة ترمب، قبل يوم من تحرك مجلس النواب الأميركي المتوقع لبدء بحث مساءلة الرئيس للمرة الثانية بعد حادث اقتحام الكونغرس الأسبوع الماضي.
“دويتشه بنك” يوقف التعامل مع ترمب
وفي تطور جديد أوردت صحيفة “نيويورك تايمز” أن “دويتشه بنك” قرر عدم إجراء أنشطة في المستقبل مع الرئيس دونالد ترمب أو شركاته.
و”دويتشه بنك” هو أكبر مقرض لترمب، إذ تفيد إفصاحات ترمب لمكتب الأخلاقيات الحكومي الأميركي ومصادر بنكية بأن قيمة القروض المستحقة للبنك على منظمة ترمب، وهي مظلة لمجموعة الشركات التي يمتلكها الرئيس الأمريكي المنتخية ولايته ويشرف عليها حاليا نجلاه، تبلغ حوالي 340 مليون دولار.
الخطوة التي كشفت عنها صحيفة “نيويورك تايمز” نقلا عن مصدر مطلع على نهج التفكير في البنك تأتي في وقت دعا فيه بنك “سيجنتشر” ترمب إلى الاستقالة.
وقال بنك “سيجنتشر” على موقعه الإلكتروني “استقالة الرئيس… هي الأصلح لأمتنا والشعب الأميركي”.
وامتنع متحدث باسم دويتشه بنك عن التعقيب اليوم الثلاثاء على تقرير “نيويورك تايمز”.
ولم ترد منظمة ترمب حتى الآن على رسالة بالبريد إلكتروني تطلب التعليق خارج ساعات العمل المعتادة، كما لم يرد المكتب الصحفي للبيت الأبيض على اتصالات هاتفية.
“إندبندنت” – “رويترز” ووكالات