قال رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ، في بيان، إن “سوريا لم تواجه كارثة إنسانية مشابهة لكارثة الزلزال منذ أكثر من مئة عام، وهي كارثة تفوق قدرتها وحدها على معالجتها وعلى درء تداعياتها الخطيرة من حيث حجم الدمار والبيوت المهدمة ومشاكل الايواء والطبابة وتوفير الغذاء. وإذا كانت تركيا الدولة الجارة لسوريا على لسان رئيسها الطيب أردوغان تبدو عاجزة وتستغيث، علما بأن الغرب ودول الناتو ودولا أخرى هبّت لمساعدتها فكيف يكون الوضع مع سوريا المحاصرة اقتصاديا حيث اعتمدت الولايات المتحدة مقياسا غير انساني مع كارثة إنسانية فغلبت قانون قيصر على التعامل مع مشكلة إنسانية المتضرر فيها أبرياء وكهول وأطفال وكل المكونات”.
أضاف: “ثمة تعاطف قوي وإنساني مع سوريا، فالأمم المتحدة عبرت عن وصف الوضع بالقول إن الإحتياجات الإنسانية في سوريا حاليا بفعل الزلزال أكثر من أي وقت مضى. لكن هذا التوصيف لم تأخذه الإدارة الاميركية في الإعتبار، وهذا ما يخالف ما تنص عليه شرعة حقوق الإنسان. علما أن دولا عربية كسرت الحصار الأميركي وأرسلت من خارج العوائق السياسية المعدات الطبية والأدوية وفرق الإنقاذ مصحوبة بما يلزم من آلات وأدوات الإنقاذ لمعالجة المشاكل الميدانية”.
وأمل: “في تعاطف الدول الخليجية مع ضحايا الكارثة في سوريا أن يكون مدخلا لعلاقات سياسية عنوانها الإحتضان العربي لسوريا والخروج من الحسابات الأميركية وتسوية العلاقات الايرانية العربية على قاعدة احترام السيادة للطرفين. فدمشق هي قلب العالم على ما قالته الإمبراطورة الروسية كاترين الثانية. ودمشق أفشلت مخطط غونداليزا رايس حول الفوضى البناءة التي روّج لها الأب الروحي للمحافظين الجدد ريتشارد بيرل عندما اعتبر أن الإحتلال الأميركي للعراق يمكن أن يغير الخريطة السياسية لبلاد الشام ويؤدي إلى تقسيم لبنان وسوريا والعراق. فواشنطن تريد زعامتها على العالم عبر استعادة دور الإمبراطورية الرومانية. لكن الإستعصاء أمامها يتمثل بسعي روسيا والصين وايران والمقاومة عموما، إلى كسر الأحادية الأميركية وإلى كون سوريا عصيّة على التطويع وستربح وحدتها ودورها ومكانها المميز في المنطقة”.
وتابع محفوظ: “لا شك أن لبنان الرسمي تجاوز سقف القطيعة وجدار الحصار مع سوريا وهو السقف الذي أراده له الغرب وبعض الداخل اللبناني. فحسنا صنعت الحكومة بإرسال وفد حكومي، وحسنا صنع الصليب الأحمر اللبناني، وحسنا صنعت الوفود للتضامن مع دمشق ومع المنكوبين، فأواصر العلاقة بين الشعبين اللبناني والسوري أقوى من حسابات السياسة الأميركية والسياسيين أيا كانوا. فالشارع اللبناني يريد أفضل العلاقات بين لبنان وسوريا، وإذا كان هناك ضحايا لبنانيون كثر قضوا في كارثة الزلزال ويقيمون في سوريا، فهذا مؤشر على عمق العلاقات والتداخل الديموغرافي ما يفترض إعادة العلاقات اللبنانية السورية إلى ما كانت عليه سابقا مع مراجعة الماضي وتجنب الأخطاء والتنسيق لمواجهة ما نحن فيه في سوريا ولبنان من ضغوط خارجية هائلة. إذ لا بد للبلدين الشقيقين أن يتجاوزا الأزمات المتشابكة ويربحا المعركة في وجوهها المختلفة في حال تطوير التضامن وتعميق الوحدة. واستطرادا فإن ما جمع بين سوريا وتركيا من كارثة واحدة يفترض بدوره معالجة كل المشاكل بين البلدين على قاعدة احترام السيادة والمصالح المشتركة”.