ألقى، عصر اليوم الجمعة 07/05/2021، أمين العام “حزب الله” السيد حسن نصر الله كلمة، عبر شاشة قناة “المنار”، وذلك لمناسبة “يوم القدس العالمي”، نفى في بدايتها أن “يكون مصابا بوباء كورونا”، موضحا أنها “حالة من السعال والتهاب في القصبة الهوائية” وأكد أن “لا داعي للقلق”.
وأشاد بصمود “الشعب الفلسطيني في أرضه وبحقه ونضاله، وهو ما يعطي المشروعية لكل محور المقاومة وينقض أكذوبة الذين سارعوا إلى التطبيع، والشعب الفلسطيني لم يتخل لا عن القدس ولا اللاجئين وحق العودة، ولا عن تحرير ارضهم”، لافتا إلى “ما نشاهده من مواجهتم بالأيدي العزلاء في القدس وحي الشيخ جراح، ودخول غزة على خط المواجهة الى جانب القدس وهذا لا يحتاج إلى استدلال، وعلينا أن نتابع التعليقات الاسرائيلية التي ترى فيه تطور خطير ولمصلحة الشعب الفلسطيني، لأن العدو كان يعمل دائما على فصل غزة عن أي تطور في القدس”.
ودعا “الشعب الفلسطي الى مواصلة هذا المنهج لأنه سيغير جزء من المعادلة، وفي حماية المقدسيين”. ونوه بمقدرة “الشعب الفلسطيني في الحفاظ على حقوقه”، مؤكدا “ثبات محور المقاومة، وأقواها هو جمهورية ايران الاسلامية التي ومنذ أربعين عاما لم تحد عن موقفها هذا”.
وأشار إلى “سقوط رهانات الادارة الاميركية بسقوط ترامب الذي كان يهدد بالحرب ولأن بايدن له نهج مختلف، وكذلك سقطت رهانات نتنياهو”.
وتابع: “العقوبات على ايران إذا لم ترفع فستبقى ايران تواجه”، ملمحا الى انتهاء بعض دول الاقليم من احتمال شن حرب على ايران.
ورأى أن “التطور النووي السلمي الهائل في ايران هو مصدر رعب لاسرائيل”.
ولفت إلى ان “الحوار السعودي – الايراني في بغداد، وإلى تصريحات ولي العهد السعودي التي تصب في مصلحة الموقف الايراني”
وطمأن البعض من أن “ايران لن تغير مواقفها تجاه حلفائها، ولم ولن تبيع حلفائها ولن تساوم عليهم ولن تفاوض نيابة عنهم”
واعلن أنه مع “كل حوار عربي واقليمي ودولي يؤدي الى تقوية محورنا، غامزا “ممن سيقلقون من هذه الحوارات لأنها ستودي بعمل المرتزقين”.
ثم انتقل الى الحديث عن سوريا فتوقف عند ما قيل عن حوار سوري – سعودي، وقال انه “غير مخول بتأكيد أو نفي ذلك”، ولكنه رأى فيه “أمرا منطقيا قياسا لما يحصل في الاقليم” وقال: “لا يمكن للسعودية أن تذهب الى الحوار مع ايران في بغداد وأن تضع في نفس الوقت شروطا على سوريا”.
ونوه بصمود اليمن وما شكله من اضافة الى محور المقاومة خاصة في ظل قيادة شابة وصادقة وحكيمة. وطمأن الى أن “بيئة المقاومة خرجت أقوى في بيئة المنطقة”.
ثم توقف عند التغيرات الدولية ومنها ذهاب ترامب واختلاف اولوية بادين عن ترامب في الساحة الدولية، سواء في افغانستان أو العراق او في شرق سوريا.
كما توقف في كلمته “أما ما وصفه بانهيار المحور المعادي للمقاومة”، لافتا الى “تفككها أو أنها اصبحت في موقع الدفاع لا الهجوم”.
ثم انتقل الى الحديث عن الوضع الاسرائيلي فقال: “لندع عنتريات قيادته جانبا، ولنرى التصدعات السياسية عنده، وتكرار الانتخابات لعدة مرات”، موضحا ان “الكيان الاسرائيلي تحول الى خدمة شخص هو نتنياهو”، شارحا أن “غياب الشخصيات القيادية عادة ما يكون مؤشرا عن الضعف”.
وأشار الى القلق الجدي في كيان العدو، متوقفا عند الصاروخ الجوي السوري الذي سقط قرب معمل ديمونا ولم تفلح القبة الحديدية باسقاطه، وتساءل: “هل ستكون للدفاعات الجوية الاسرائيلية القدرة على صد آلاف الصواريخ في حال بدأت تتساقط على اسرائيل ومن جبهات عدة؟”.
كما لفت إلى حادث التدافع الذي أوقع قتلى وجرحى مؤخرا في اسرائيل، والذي يدل على “قلقهم وخوفهم، اضافة الى قلقهم من فشل استراتيجيتهم تجاه ايران”.
أضاف: “هناك أيضا واقع الجيش الاسرائيلي وضعف الحوافز لدى الجنود في المعنويات والتدابير”، رابطا ما بين تكرار المناورات العسكرية الاسرائيلية شبه الشهرية والتصدعات الواضحة في بنية كيان العدو”.
وأكد ان “مؤشرات أفول الكيان الاسرائيلي بدأ بالظهور على عكس ازدياد قوة وثقة ويقين وحماسة شباب محور المقاومة”، وجدد التأكيد على “الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته المحقة”.
ثم انتقل الى موضوع ترسيم الحدود البحرية، فلفت الى ما يثار حول موقف “حزب الله”، مؤكدا “وضوح موقف الحزب في القضايا الاستراتيجية”، مذكرا بما قاله في خطاب ألقاه العام 2000 واكد فيه أن “الحزب لن يتدخل في موضوع ترسيم الحدود”، مشيرا الى “مواقف الرئيس الدكتور سليم الحص والرئيس أميل لحود في هذه المسألة وتأكيدهم على لبنانية مزارع شبعا، في حين لم نكن يومها كحزب جزءا من الحكومة”. وشدد على أن “هذا الترسيم هو من واجب الدولة واللبنانيين”، وقال: “يجب ان تكون المصلحة الوطنية هي الأقوى”.
وعن المناورات العسكرية الاسرائيلية التي ستبدأ الأحد المقبل وستكون ضخمة من حيث المشاركة، دعا إلى “الحذر” وقال: “نحن سنكون حذرين ابتداء من الأحد”، كاشفا عن أن الحزب سيقوم بكل الخطوات بهدوء، وسيتابع سير المناورات”، محذرا العدو من “أي تفكير خاطئ تجاه لبنان، ومن أي محاولة للمس بقواعد الاشتباك”، وقال: “نحن لن نتسامح مع أي خطأ أو تجاوز أو خطوة من قبل الكيان الاسرائيلي، وهذه رسالتي الواضحة له”.
وختم كلمته بالتأكيد على أهمية يوم القدس العالمي، وعلى اهمية صمود الشعب الفلسطيني، مشددا على أن “هذا المسار هو المسار الصحيح ونحن نسير فيه بكل استعداد للتضحية من دون ضجر او يأس، ولا نحتاج إلا ألى المزيد من الصبر وترابط الساحات وعدم الخضوع والاستسلام، والله هو الذي وعد الصابرين والمجاهدين بالغلبة والمنعة”.