أكد رئيس “المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا” ان لبنان يفتقد منذ 32 عاماً المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد ونهجه ومواقفه الشجاعة وقال شاتيلا في بيان:
في الذكرى الثانية والثلاثين لاستشهاد سماحة المفتي الشيخ حسن خالد، نستذكر مواقفه الشجاعة في كل الظروف وبخاصة في هذه الأيام المفعمة بالتحديات على الوطن والامة والدين، من فساد سياسي محلي، وعدوانية صهيونية مجرمة في القدس وعموم فلسطين العربية، وشذاذ التكفير والتفرقة المذهبية.
ولقد حرصنا منذ استشهاده رحمه الله، على احياء هذه الذكرى الأليمة وفاء لذكراه العطرة، وتمسكاً بالنهج الذي جسده سماحة المفتي الشهيد وطنياً وعربياً واسلامياً، حيث كان صوت الحق في وجه كل ظالم، فلم يخضع لسلطة او سلطان، بل كان مؤمناً توحيدياً، وعروبياً جامعاً، كافح الفتن الطائفية والمذهبية، وتقدم المسلمين في صلاة العيد بالملعب البلدي عام 1983 داعيا للوحدة في مواجهة الاستبداد الداخلي والاحتلال الصهيوني، متمسكاً بالوجود الاسلامي والعيش الوطني الواحد، وكان في طليعة من تصدى لاتفاق 17 أيار المشؤوم واسقطه مع الوطنيين والعروبيين التوحيديين.
لقد انشأ سماحته المؤسسات في دار الفتوى لقضاء حاجات المسلمين ورعايتهم الاجتماعية، وشكل اللجان الساهرة على حل المشاكل، وكان لنا الشرف بالمشاركة فيها والتنسيق الدائم معه رحمه الله في معظم القضايا الوطنية والقومية والاجتماعية.
نتذكر هذه المواقف في هذه المناسبة، ونحن نشاهد حالة التراجع والخمول التي تعانيها دار الفتوي في كل مجال، بعد ان انزوت في عباءة السلاطين واهملت حاجات الدنيا والدين للعباد المحتاجين، فتراجعت دور الدار والأوقاف كثيرا، وبتنا في واقع صعب لن نركن حتى تخرج منه الدار، وتعود ساحة جامعة لكل المسلمين واللبنانيين، ناطقة بالحق ومدافعة عن الفقراء والمظلومين.
في ذكراك أيها المفتي الشهيد، نسأل الله أن يسكنك فسيح جنانه، وأن يلهمنا وعائلتك وكل من عرفك الصبر، وأن يساق القتلة المجرمون إلى العدالة لينالوا عقاب ما اقترفت أياديهم المجرمة، وسنبقى على العهد والوعد والمنهج..
وانا لله وانا اليه راجعون.