ذكرت، اليوم الجمعة 11/06/2021، “منظمة بلان انترناشيونال” أن “لبنان يعاني حاليا أزمة اقتصادية غير مسبوقة في تاريخه، مع التضخم المالي المتزايد وارتفاع معدل البطالة التي دفعت ما يقارب نصف عدد السكان إلى ما دون خط الفقر”.
وقالت في بيان: “أدى الانهيار الاقتصادي المتسارع في لبنان، الذي تبعه انهيار العملة، إلى جعل المواد الغذائية الأساسية بعيدة عن متناول الكثيرين، ودفع بالكثير من العائلات المتضررة إلى أن تستخدم أطفالها كمصدر دخل بغية الحفاظ على سبل عيشها.
وعلى الرغم من أن ظاهرة عمالة الأطفال منتشرة في لبنان منذ زمن بعيد، لم تصل يوما للحد الذي تشهده البلاد عقب تفشي فيروس كوفيد-19. فبات من المرجح أن يعمل المزيد من الأطفال في ظل ظروف أقصى، ولساعات أطول وبدوامات عمل إضافية لتلبية احتياجات عائلاتهم”.
وقال مدير الشرق الأوسط في المنظمة كولين لي، قبيل اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال في 12 من هذا الشهر: “الأزمة الاقتصادية القاسية التي يشهدها لبنان أدت إلى تفاقم عمالة الأطفال في المجالات الزراعية، ما يعرض الفتيان والفتيات لأسوء أشكال العمل ويهدد نموهم وتعليمهم وتطلعاتهم المستقبلية ورفاههم بشكل عام. كما نخشى أن تسوء هذه الظاهرة ونحث المجتمع الدولي والمحلي على عدم صرف النظر عنها”.
وأعلنت المنظمة في تقييمها الأخيرة أنها لاحظت أن “الأطفال يشكلون 30 في المئة من إجمالي القوى العاملة، وذلك في عينة من مزارع في سهل البقاع شملتها دراسة استقصائية”.
كما أظهرت النتائج أن “معظم الفتيات تعملن في قطاع الزراعة، الخاضع لهيمنة العنصر الذكري بشكل أساسي، وتواجهن مضايقات فيه. أما إذا رفضن العمل في هذا القطاع، فتتعرضن لخطر الزواج المبكر”.
وتابعت المنظمة: “في سهل البقاع، يعمل الأطفال لأكثر من خمس ساعات في اليوم فينجزون المهام التالية (بحسب ترتيب الانتشار تنازليا): الحصاد والتعشيب والتقشير/فرز وإعادة غرس الشجر وتجهيز الأرض. وتشكل الفتيات نسبة 56 في المئة في المزارع الصغيرة ونسبة 64 في المئة في المزارع المتوسطة والكبيرة من بين الأطفال الذين يعملون بشكل دائم في الزراعة في البقاع”.
وقالت مدير برنامج حماية الطفل في منظمة بلان إنترناشيونال رِوى مكتبي: “نحن قلقون للغاية بشأن التقارير التي نتلقاها من شركائنا وزملائنا في جميع أنحاء لبنان، ان عمالة الأطفال تتزايد في جميع أنحاء لبنان وفي مختلف القطاعات، وليس فقط في الأراضي الزراعية”.
وأشارت المنظمة الى أن “عمل الأطفال يشكل انتهاكا كبيرا لحقوق الإنسان التي تشمل الحق في التعليم والحق في البقاء والنمو والحق في الحماية من استغلال الطفل.
وللأسف، غالباً ما يفوّت الأولاد المعرضين لعمالة الأطفال فرصة التعليم الابتدائي واكتساب المهارات وتزيد إمكانية بقائهم في دوامة مفرغة من الفقر.
وتدعو منظمة بلان انترناشيونال الحكومة اللبنانية لاتخاذ تدابير لحماية اجتماعية شاملة توفر حماية أفضل للأطفال المعرضين للخطر”.