أكد رئيس “المؤتمر الشعبي اللبناني” كمال شاتيلا ان ثورة 23 يوليو بقيادة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ليست تجربة ماضوية عبر عليها الزمن، لكنها ثورة متكاملة بين الوطنية المصرية والقومية العربية، وبين العدالة الاجتماعية والنضال التحريري، لتصبح ثورة العرب الأولى في التاريخ الحديث لتحرير الأرض والإنسان، ولتستمر كفكرة صالحة للحاضر والمستقبل.
ودعا شاتيلا لاوسع تضامن عربي رسمي وشعبي مع مصر والسودان في معركة المياه، قائلا إن كل نقطة ماء تسحب من مياه النيل تصيب بالعطش كل عربي حر وشريف.
كلام الأخ كمال شاتيلا جاء في الاحتفالية التي نظمها “الحزب العربي الديمقراطي الناصري” في القاهرة لمناسبة الذكرى 69 لانطلاقة ثورة 23 يوليو ودفاعا عن الأمن المائي القومي العربي، وشارك فيها قنصل سوريا محمد عرنوس، وأحمد الحبوبي الوزير العراقي السابق، وعبد الملك المخلافي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق في اليمن، ورؤساء وممثلو أحزاب وقوى وتيارات قومية من مصر ولبنان واليمن والسودان والعراق، واختتمت بصدور إعلان قومي شعبي يؤكد التضامن مع مصر والسودان في مواجهة الحصار المائي الأثيوبي.
واستهل شاتيلا كلمته بتوجيه التحية إلى روح المستشار سيد عبد الغني رئيس الحزب العربي الديمقراطي الناصري الراحل، والى أعضاء الحزب العاملين على تجديد بنيته الهيكلية وتعزيز مسيرته النضالية، وقال: هناك من يتهم ثورة 23 يوليو بأنها تجربة من الماضي، وهناك من يركز على خطأ في التجربة لينال من الثوابت الأساسية لثورة يوليو..
وأضاف بأن ثورات عديدة نشأت في التاريخ العربي الحديث لكنها كانت محلية وطنية بما فيها ثورة الشريف حسين عام 1916 التي كانت في مواجهة السلطنة العثمانية، ولم تكن ثورة عربية بالمفهوم الشامل، لكن ثورة يوليو كانت متكاملة بين الوطنية المصرية والقومية العربية وبين تحقيق العدالة الاجتماعية والنضال التحرري.
وتابع: لا يمكن الاستغناء عن مبادئ ثورة يوليو ، لا عن الإيمان الديني في مواجهة العصبية والتطرف، ولا عن حرية الوطن والمواطن ضد الاستبداد والاستعمار، ولا عن العدالة الاجتماعية في مواجهة الظلم والاستغلال الطبقي، ولا عن التكامل الوحدوي القومي ضد التجزئة وأمام التحديات الكبرى الداهمة على امتنا، فالمبادئ ثابتة والأساليب تتغير حسبما قال جمال عبد الناصر بمراجعة الأساليب دون التخلي عن الغايات، أما التجربة ففيها متغيرات وأخطاء وتصحيح، ومن يحاول ضرب المبادئ بالحديث عن نكسة 67 نقول ان الصراع ليس بين مصر وإسرائيل ولا بين فلسطين والعدو الصهيوني بل هو صراع عربي إسرائيلي، واطماع الصهاينة تستهدف كل العرب، لذلك فإن المواجهة ينبغي أن تكون دائما على قاعدة قومية المعركة، وحينما لم تنفذ الأنظمة الرسمية معاهدة الدفاع العربي المشترك وتخلت عن واجبها في قومية المعركة وقعت نكسة 67.
وقال شاتيلا ان كل البدائل عن ثورة يوليو فشلت من الأممية الماركسية ونموذجها في عدن جنوب اليمن، إلى الأممية الطائفية على يد إخوان الأطلسي في مصر وغيرها من الدول العربية، وها نحن نشاهد احدث تجارب فشلها وسقوطها في تونس بقرار الرئيس الوطني العروبي قيس سعيد وبتضامن والتفاف معظم الشعب التونسي حوله، وكذلك بصمود سوريا في مواجهة مؤامرة التقسيم وحماية قرارها المستقل.
وتابع شاتيلا ان ظاهرة رفع صور جمال عبد الناصر في مختلف ميادين النضال العربي هي درس للجميع بأن الناصرية صالحة للحاضر والمستقبل، وأشار إلى أن أبرز دليل على ذلك يتمثل في الهبّة الأخيرة لابناء فلسطين ضد العدوان الصهيوني تحت راية وشعارات القومية العربية.
وحول معركة الدفاع عن الأمن المائي القومي العربي، أكد شاتيلا على ضرورة قيام أوسع تضامن عربي رسمي وشعبي مع مصر والسودان وحقهما في مياه النيل، وقال إن مصر تواجه هذه المعركة بوحدة وطنية متينة وبجيش عظيم وبقيادة وطنية صلبة، وهي قادرة على سحق اي عدوان، فكل نقطة ماء تسحب من مياه النيل تصيب بالعطش كل عربي حر وشريف، داعيا إلى مواجهة قومية لاحتلال إثيوبيا لإقليم صومالي، والى مناصرة كل نداءات الحرية والعدالة ضد الدكتاتورية الإثيوبية المتسلطة على شعبها.
وشدد شاتيلا على أهمية إحياء مقررات قمة شرم الشيخ عام 2015 وخاصة إنشاء القوة العسكرية العربية المشتركة والتكامل الاقتصادي العربي.
ووجه التحية إلى مصر على مساعدتها للشعب اللبناني، ودعا إلى مبادرة من مصر والجامعة العربية للضغط من أجل تطبيق اتفاق الطائف والدستور الوطني المنبثق عنه في لبنان وخاصة لجهة تعديل قانون الانتخابات ليتواكب مع النص الدستوري وتجرى على أساسه انتخابات برلمانية غير طائفية ومجلس شيوخ يعبر عن الطوائف وإصلاح القضاء وتحويله إلى سلطة مستقلة.
ونوه شاتيلا باستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لقائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون باعتبار أن المؤسسة العسكرية هي الضمانة الأساسية الباقية لحماية وحدة لبنان أرضا وشعبا ومؤسسات.
قدمت للاحتفالية المحامية مها ابو أبكر مسؤولة الاتصال السياسي في “الحزب الناصري” والقيت خلالها كلمات لكل من المهندس محمد النمر باسم الحزب العربي الديمقراطي الناصري، ونائب رئيس وزراء اليمن ووزير خارجيتها السابق عبد الملك المخلافي، والدكتور عبد الناصر الفكي باسم الحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري في السودان، والدكتور علي الكليدار القيادي الناصري العراقي، وعضو اللجنة المركزية في الحزب الناصري الوحدوي اليمني علي الضالعي، وممثل حزب الكرامة كمال أبو عيطة، والبرلماني السابق وعضو الجبهة الشعبية للحفاظ على مياه النيل محمد عبد الغني، وتليت كلمات لكل من المؤتمر العام للأحزاب العربية حسن موسى، وللمنسق العام للمؤتمر القومي العربي معن بشور.