وجه رئيس “المؤتمر الشعبي اللبناني” كمال شاتيلا رسالة إلى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان مخاطباً: إنك تدافع باستماتة عن نادي رؤساء الحكومات، ووضعت خطوطاً حمراء لعدم اخضاع أي منهم الى التحقيق القضائي، وتساندهم على كل تجاوزاتهم وخطاياهم، في مخالفة صريحة للدين ولمصالح المسلمين، وتحمّل نفسك شهادة زور للأسف الشديد لمصلحة سياسيين فاسدين.
ان دار الفتوى رسميا ترعى المؤسسات الاجتماعية والصحية الإسلامية. اليوم تستغيث دار الايتام الإسلامية وتقول ان الأطفال معرضون الى الجوع والموت ولا من مجيب.
قبلها اغلقت مستشفى المقاصد اقساماً كبيرة فيها وهي مهددة بالتوقف عن استقبال المرضى. دار العجزة ومؤسسات محمد خالد وغيرهما تعاني كثيرا، أين دورك في مواجهة كل هذه الكوارث، وماذا تفعل لإنقاذ هذه المؤسسات الإسلامية؟ إن الساكن في بيت الوسط وغيره ينعم بالرفاهية، والناس تموت وتئن من الجوع.
أضاف: في عهد الشهيد البطل المفتي حسن خالد رحمه الله، تعاونا معاً ومع شخصيات وجمعيات في انشاء مجلس اجتماعي انقذ منكوبين في خلال الحرب ووزع مواد تموينية ومحروقات وغازا وطحينا. لقد كان هذا المجلس برعاية صاحب السماحة المفتي خالد مرجعية عملية للبنان تقدم الخدمات بلا تمييز، وبقي مدة طويلة يسعف المواطنين.
لقد قلنا لك مراراً ومنذ مدة طويلة ان المرحلة الخطيرة التي تمر بها البلاد تستدعي إعادة انشاء هذا المجلس ليتولى شؤون الناس. فلم تفعل ولم تقم بأي مبادرة عملية على الإطلاق. فان كنت عاجزاً قدم استقالتك اشرف لك واجلس في بيتك منعّما باحتضان رؤساء الحكومات، وليتولى الدار شيخ مخلص وأمين يلتزم نهج الشهيد حسن خالد. إنك تمثل الان الفراغ القاتل متخلياً عن المسؤولية ومجرد شخصية تابعة لنادي رؤساء الحكومات وسائر الطبقة السياسية. هل تتجرأ وتطالب هذا النادي بانقاذ دار الايتام الإسلامية وغيرها من المؤسسات الاجتماعية والصحية؟ إن هذا النادي ومنذ وقت طويل فقد ثقة الناس، فلا انت ولا النادي تمثلون أي شريحة مهمة من المسلمين السنة. لقد سقط الاعتراف الشعبي بكم. المسلمون السنة يمثلهم احرار السنة لا المتأمركين ولا الطغاة ولا طبقة سياسية فاسدة.
وتابع: ليس لدينا حكم طوائف، الطائفة لها دين، والدين يميز بين الحلال والحرام، وبين النزاهة والفساد، أما الرداء الطائفي الذي يستخدمه سياسيون، فلا علاقة له بطائفة او دين.
أقول لك يا شيخ دريان إن الإسلام لا يسمح لك بتغطية الحرام والفساد والخطايا والعجز، فكيف تسمح لنفسك أن تتحدث عن الإسلام وانت من المراجع الدينية التي تضع الغطاء الديني على الفاسدين. أترك المنصب للفراغ، فهذا أفضل من تمثيلك للفراغ المريع.