قال رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” هاشم صفي الدين إن “الشهداء استهدفهم رصاص الغدر، والموت والقتل لا يخيفاننا والشهادة كرامتنا، ولا يمكن لأي قطرة دم لشهدائنا أن تضعفنا بل ستزيدنا إصراراً على أننا مع الحق”.
وأضاف صفي الدين، خلال مراسم تشييع عدد من ضحايا أحداث الطيونة: “دماء الشهداء ستبقى تضج وتصرخ في وجه صنّاع الفتن وأهل القتل والمجرمين، ولا يمكن أن نسكت عن سقوط هذه الدماء بأي حال من الأحوال ونعرف كيف نحمل البراءة والحق”.
وتابع: “سنصل إلى حقنا في الدماء التي سُفكت في مجزرة الأمس، فالدماء التي تسقط نعرف كيف نحافظ على قضيتها وحقها والأيام المقبلة ستشهد على ذلك”.
واستطرد: “تظاهرتنا أمس كانت سلمية ضد تسييس القضاء وظلمه وهذا حقنا الطبيعي، وكان من بين المشاركين في التظاهرة أمس محامون وشخصيات من النخب للتعبير عن موقف محق”.
ومضى صفي الدين: “كان يمكن للتجمع أن يبقى عادياً لولا المخطط المدروس لاستهدافه، وأن القوى الأمنية أبلغتنا بأن كل شيء على ما يرام وأن الأمن مضبوط لذا أكملنا التحرك”.
وأشار إلى أن “ما لم يكن متوقعاً هو أن جهة أو حزباً اتخذ قراراً بالقتل من خلال التموضعات العسكرية، كما أن تصويب القناصين الرصاص على الرؤوس والصدور لم يكن صدفة وكان قراراً متخذاً ومخططاً”.
ولفت: “نحن أمام مجزرة مقصودة موصوفة ومن ارتكبها عن سابق إصرار وتصميم وعزم وإرادة وهو مجرم وقاتل، فالرصاص الذي أصاب الرؤوس هو قتل متعمد ومن قام به هو حزب القوات اللبنانية، وكنا أمام كمين محكم لم يستهدف مقاتلين بل مدنيين ويدل على حقد دفين، وأن من يستهدف المدنيين ليس بطلاً بل جبان وخسيس”.
وشدد على أنه “لو كانوا يعلمون أننا سنخوض حرباً معهم ما كانوا تجرأوا على اعتدائهم، فالمعتدون أحقر وأصغر من رجالنا الذين تحدوا الاحتلال وانتصروا عليه، وأن بعض الإعلام يتحمل المسؤولية وكان يُراد من الكمين إشعال البلد والفتن”.
وهاجم صفي الدين “القوات اللبنانية”: “حزب القوات اللبنانية كان يسعى إلى إحداث حرب أهلية داخلية من جديد في لبنان، وكنا نحذر في الماضي من دون التسمية رغم التحريض والاستفزاز وحزب القوات كشف عن وجهه”.
وعن أميركا قال: “يبدو أن الأميركيين استعجلوا هذا الحزب لإحداث حرب أهلية”.
وأكمل: “أحيل إلى كل اللبنانيين أن حزب القوات اللبنانية كان يخطط لحرب أهلية في البلد منذ زمن، وبأن القوات أرادت إرجاع لبنان إلى الحرب الأهلية البشعة وهو صاحب مجازر ينمو عليها وبأنه يلبي مطلب الأميركيين من أجل حفنة مال”.
وأكد: “ما شهدناه أمس هو حلقة من حلقات تديرها السفارة الأميركية في لبنان وتمولها جهات عربية، حاضرون لتحمل المسؤوليات من أجل الحفاظ على بلدنا وعدم الانجرار إلى الحرب والفتنة، وبأن الشهداء الذين ضُرجوا بدمهم أمس فدوا كل لبنان وجنبوا البلد حرباً أهلية أرادتها فئة فاسدة ضالة”.
وتابع، “نحن لا نؤمن بأن أجيالنا يجب أن تعيش أجواء الحرب الأهلية، ولن ننجر إلى فتنة مذهبية ولا إلى حرب أهلية ولكن لا يمكن أن نترك دماء شهدائنا تذهب هدراً”.
وأشار إلى انه “على الراعي الدولي والإقليمي لهذه الهجمات أن يدرك أنه سيفشل في جر البلد إلى الحرب والفتنة”.
وتوجّه صفي الدين إلى اللبنانيين وخصوصاً المسيحيين: “إنتبهوا إلى من يريد رفع شعارات مذهبية واهية لمنافع شخصية”.
وتابع: “يجب أن تتحملوا المسؤولية حيال هذا الحزب من الآن حتى لا تندموا بعد ذلك”، مُضيفاً “يجب جلب القتلة إلى السجون وأي تلكؤ سنعتبره
شراكة في الجريمة”.