خصصت الصحافة الإيطالية، هذا العام 2022، بخلاف السنوات الماضية، مساحات كبيرة لنشاط البابا فرنسيس ومواقفه.
ويشدد السفير اللبناني لدى الكرسي الرسولي فريد الياس الخازن على أن الفاتيكان دولة صغيرة إلا أنها مؤثرة جدا في العالم، وقد تكون الدولة الوحيدة التي لا تقايض مواقفها بأي صفقة مع الدول الأخرى، فهي تقدم ولا تطلب شيئا في المقابل.
ويؤكد المسؤولون لدى الكرسي الرسولي باستمرار، أن أبوابهم مفتوحة لأي جهة ترغب في الحوار، ما أكده أمين سر دولة الفاتيكان للعلاقة مع الدول بول ريتشارد غالاغر لدى عودته من لبنان: “إذا طلب منا الأطراف اللبنانيون إجراء حوار في الفاتيكان فأبوابنا مفتوحة”.
من جهة أخرى، استقبل البابا فرنسيس، أمس، المشاركين في الجمعية العامة لمجمع الكنائس الشرقية في قاعة كليمينتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان.
بداية رحب الحبر الأعظم بضيوفه، وقال لهم: “عن استمرار الصرعات في العالم: “كنا نأمل ألا تكون هناك حاجة لتكرار كلمات مماثلة في الألفية الثالثة، ومع ذلك لا تزال البشرية تبدو وكأنها تتلمس طريقها في الظلام. شهدنا مذابح الصراعات في الشرق الأوسط وسوريا والعراق، وتلك التي تدور في منطقة تيغراي الإثيوبية، فيما لا تزال رياح مهددة تهب على أوروبا الشرقية وتشعل فتيل ونيران السلاح وتترك قلوب الفقراء والأبرياء باردة. كذلك تستمر مأساة لبنان التي تترك العديد من الأشخاص بلا خبز، وفقد الشباب والبالغون الرجاء وغادروا تلك الأراضي التي هي البلد الأم للكنائس الشرقية الكاثوليكية، هناك تطورت وحافظت على تقاليد ألفية، والعديد منكم، أعضاء هذه الدائرة الفاتيكانية، هم أولادها وورثتها.
لهذا السبب، تناولت أعمالكم البشارة التي تشكل هوية الكنيسة في جميع أجزائها، لا بل دعوة كل معمد. وللرسالة علينا أن نضع أنفسنا”.
وكان اختتم مجمع الكنائس الشرقية، أعمال جمعيته العامة الجمعة الماضي، والتي كانت بدأت في الفاتيكان في التاسع عشر من الجاري وتركزت على أوضاع الشرق الكاثوليكي في ضوء تعاليم المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني في الذكرى السنوية الخمسين لانعقاده.
وسلط المجمع الضوء، في البيان الختامي، على التناغم الذي طغى على الأعمال، لافتاً إلى أن الكنائس الشرقية الكاثوليكية تعاني صعوبات ناجمة بنوع خاص عن أجواء الحرب والقيود المفروضة على الحريات الدينية وحرية العبادة والاضطهاد ونزيف الهجرة. وشدد على تواصل الحوار بين أساقفة الكنيسة الجامعة من جهة والأساقفة والحبر الأعظم من جهة ثانية، مع العلم بأن البابا كرس قسطا من وقته صباح الخميس الماضي للقاء بطاركة ورؤساء أساقفة الكنائس الكاثوليكية الشرقية. وتناول قيمة التنوع في الوحدة التي تميز الكنيسة الكاثوليكية، إذ وجود الكنائس الشرقية المرتبطة بعلاقة شركة مع أسقف روما، يشكل غنى ينبغي أن يثمنه أبناء الكنيسة الجامعة ورعاتها.
وتوقف عند ظاهرة الهجرة التي حملت العديد من أبناء الكنائس الكاثوليكية الشرقية على الاستقرار في أوروبا والعالم بسبب الحرب في العراق والوضع في سوريا، بالإضافة إلى الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني والجهود لولادة دولة تعددية جديدة في مصر.
وشدد البيان الختامي على التزام الشرق الكاثوليكي في جعل الحوار بين الأديان معاشا في دول الشرق الأوسط، من خلال الشهادة للمحبة في مجال الرعاية والتربية بشكل يعود بالخير على جميع الأمم التي يشكل المسيحيون جزءا أساسيا من مكوناتها، وحيث يتواجدون منذ بداية البشارة بالإنجيل، أي قبل ظهور باقي الشعوب والمذاهب الدينية.
من جهته، شارك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد وصوله روما، في اجتماع لبطاركة الشرق الكاثوليك، بمقر المعهد الماروني في روما، في حضور الكاردينال الامين العام لسينودس الاساقفة في الفاتيكان ماريو غريتش والامين العام لمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك الاب خليل علوان، وكان بحث في إعداد المرحلة الثانية لسينودس الاساقفة للعام 2023 بعنوان “الكنيسة السينودسية: شركة، مشاركة، رسالة”. والمرحلة الثانية هي على مستوى القارات، باعتبار ان الكنائس الشرقية تشكل تجمعا له خصوصياته على المستوى الكنسي.
ولمناسبة الذكرى السنوية الثمانين لإقامة علاقات ديبلوماسية بين الكرسي الرسولي واليابان، سينظم الطرفان ندوة بعنوان “تمكين النساء في مناطق النزاعات” من أجل تسليط الضوء على مبادرة مشتركة ترمي إلى مساعدة النساء في جنوب السودان، بالتعاون مع الأمم المتحدة والرهبنة الساليزيانية.
وسيشكل اللقاء المرتقب عقده في الرابع من آذار المقبل، فرصة للنظر في ما تم إنجازه على هذا الصعيد، فضلا عن الأهداف الواجب بلوغها من خلال التعاون مع المنظمات الدولية والبعثات الديبلوماسية والجمعيات الرهبانية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان ومساعدة الأشخاص المحتاجين.