علّق رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع على الخطاب الذي القاه الرئيس السابق ميشال عون من القصر الجمهوري في بعبدا، لدى خروجه منه، بقوله: “لم استغرب ما ورد في خطابه للحظة، الرجل هو هو، منذ تعرفت اليه عن كثب عام 1986 لم يجرِ اعادة قراءة لمساره السياسي، والانكى انه يتجه انحداريا. المأساة مستمرة معه، فكلما اقفل مشهدا تراجيديا يفتح البلاد على آخر اكثر مأساوية، على غرار خطوة توقيع مرسوم استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي المستقيلة حكما، وفي ذلك انتقاص من صلاحيات رئيس الجمهورية التي لا ينفك يشكو منها عون وباسيل، وهما اكثر من ينتقصان منها ويهشمانها. فعوض ان يختم عهده بخطوة ايجابية قدم سلة من السلبيات لا علاقة لها لا بحقوق المسيحيين ولا باللبنانيين عموما، وانما ليكمل مبارزته الشخصية مع الرئيس نجيب ميقاتي”.
ورداً على سؤال لوكالة الأنباء “المركزية” حول شعار “ما خلونا” أجاب: “لو سلمنا جدلا انه واقع وحقيقة فالمنطق يفترض مقاربة بسيطة تقول بأن حزبا، كالتيار الوطني الحر، اوصل رئيسه الى رئاسة الجمهورية وكانت له اكبر كتلة نيابية في المجلس من 29 نائبا ويمتلك مع حلفائه الاكثرية النيابية ولديه وحده الثلث المعطّل في الحكومات على مدى ست سنوات واكثر، اذا لم يستطع ان يحقق ما يصبو اليه، بكل عناصر القوة السياسية هذه من نفوذ وموقع وسلطة وقرار ، فلماذا يكمل مساره في العمل السياسي، وعلى ماذا يراهن بعد؟ وتبعا لذلك، وان من يتهمهم بالوقوف خلف مقولة الـ “ما خلونا”، “ما خلو عون” هل “لح يخلو باسيل مثلا”؟ ويضيف: ما عايناه امس مجرد مآساة ملهاة، لقد كانوا يرقصون على جثة الوطن”.
أما عن حقبة ما بعد عون في الرئاسة اعتبر جعجع: “ان الاسوأ حصل في عهده، فماذا ابعد من خراب لبنان، الا ان المفارقة الوحيدة انه في الرابية لا يملك سلطة القلم، ما يعني التأثير بدرجة اقل على مجريات الحياة السياسية”.
وسأل جعجع باسيل الذي يفكر بالترشح للرئاسة: “لماذا تترشح ما دمت لم تعد تملك كتلة الـ 29 نائبا ولا الغالبية النيابية وكل النفوذ الذي امتلكه عون للوصول الى الرئاسة و”ما خلوه… فكيف لح يخلوك؟””.
وبالنسبة لتموضع “حزب الله” بين باسيل والرئيس نبيه بري أكد انه: “سيبقى في موقع ضبابي. هو لا يتخلى عن باسيل الذي يمدّه بالغطاء المسيحي والقوة السياسية ويؤمن سبب وجوده واستمراره وقد رهن لاجله لبنان، لكن الاولوية للرئيس بري حكما”.
في غياب اي مبادرة او حركة دولية فاعلة على الخط الرئاسي، هل تعتقدون ان قائد الجيش العماد جوزف عون بات رجل “الرئاسة” الوحيد القادر على جمع اللبنانيين بتقاطع القوى السياسية على شخصه؟ يوضح جعجع: “العماد عون من خلال ممارسته في قيادة الجيش كشف عن شخصية وطنية بامتياز وعن كفاءة وجدارة لا مثيل لهما وقلبه على لبنان، بيد ان الرئاسة شيء آخر. فالحياة السياسية يجب ان تستقيم ويرأس البلاد شخص سياسي مدني، هذا ما نفضله. الا ان القوى السياسية، ان اتفقت على العماد عون، فلن نعارضه قطعا”.
ووصف جعجع الحشد الشعبي الذي واكب خروج عون من بعبدا بأن “الحشد الشعبي ليس مقياساً للعمل السياسي الناجح، هو في معظم الاحيان يعبّر عن تعلّق عاطفي مَرَضّي لمجموعات بشرية بشخص معين، وتاليا ظاهرة لا يمكن التوقف عنده”.