من علياء المجد غنّت.. وملأ الصوت جنة النغم وأعطى للحن روح حياة.
سوسن بدر من ابداع إلى إبداع في عُرَبٍ ما عرفها إلا الصوت الرخيم.. شدت كأيّما يكون الشدو وأحيت في الذاكرة السيدة سعاد محمد.. “إن كنت ناسي أفكرك” والناس رقصوا حتى الفجر وغنّوا الحياة.
حنّت على النغم وقادته طرباً وأصالة وأضفت على المسامع حضوراً وصمتاً خاشعاً من شدة النغم وقوة الأداء الذي يأخذك إلى عالم لا تحلم به تجده واقعا..
ماذا يمكن أن يكتب كاتب أو ترقص الأنامل على دقات “أورغ” غربي عشق نوطة الشرق فأبدع طوني ضو وراح يعزف أجمل الألحان لصوت سوسن حتى تغنّي وترسل الإحساس من صوت يؤدي الشجن ويصيب أعماق القلب وينفجر نبع العين دمعاً ينحني له كل صوت عالي النبرة فيها فيختفي تحت آهٍ نابعة من عمق لا ينتهي مداه.
في صوت سوسن بدر ثورة من الحنان الذي يحيي الروح غناء وأماناً في أمل مرتجى..
لِمَ لا، فهي وردة البدر الذي تخشع له كل نجمة تميل على القمر في العلا مخاطبة اياه: أسمع ما لا تراه صوتاً يندى له كل قلب.
شمس عرمون هي.. وصوت من السماء لا يحاكيه إلا طوني ضو بأنامله الساحرة وحضوره الأخّاذ.
منصور شعبان
