عندما تم افتتاح “ملتقى أولادنا الدولى لذوي القدرات الخاصة” كانت المفاجأة غياب لبنان عنه إلى جانب مشاركة 12 دولة عربية: مصر، ليبيا، الجزائر، الإمارات، المغرب، اليمن، الأردن، فلسطين، تونس، الكويت، السودان وجنوب السودان.
الملتقى سجل نجاحاً ملفتاً رعاه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ومن لبنان الغائب حضرت السيدة سونيا بوماد على رأس جمعيتها “شرق غرب لدمج الحضارات” النسوية وشاركت بتقديم العرض المسرحي “نيلوس” فنالت ما استحقت، إعجاباً وتكريماً، وهي سافرت، بعد ذلك، المملكة العربية السعودية حيث شاركت في “معرض الرياض للكتاب”.
بوماد أسفت لغياب لبنان عن ملتقى “أولادنا” واعتبرته “خسارة”، قائلة انها كانت تتمنى العودة الى لبنان لتعمل مع أطفاله لكي تقدم “عرضاً يليق بالوطن في مصر لكن ظروفاً خارجة عن ارادتي إضافة لضيق الوقت حالت دونها”.
وأوضحت أن مشاركة جمعيتها “شرق غرب لدمج الحضارات” هي الأولى لها في أرض الكنانة.
فعاليات الدورة السادسة من ملتقى “أولادنا الدولى لذوى القدرات الخاصة” برئاسة سهير عبدالقادر، إختتمت بتاريخ 21 أيلول/ سبتمبر 2022.
وحمل ملتقى هذا العام شعار “كلنا إنسان»”، وتم تنظيمه برعاية الرئيس السيسى، وبتنسيق من وزارات الثقافة، والتضامن الاجتماعى، والسياحة والآثار، والتخطيط، والشباب والرياضة، والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، والهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحى.
وتضمنت الدورة مشاركة 34 دولة، من بينها: ليبيا، والجزائر، والإمارات، والمغرب، واليمن، والأردن، وفلسطين، وتونس، والكويت، والسودان، وجنوب السودان.
وشهد حفل الافتتاح تكريم عدد من الشخصيات المؤثرة من ذوى القدرات الخاصة، تقدمهم المنتج محسن علم الدين، وتسلمتها عنه ابنته ياسمين، الموسيقار سيد مكاوى تسلمتها عنه السفيرة إيناس مكاوى، أميرة مكاوى وشيخة القاسمى.
وشهد حفل الافتتاح 4 فقرات غنائية قدمها الفنان هانى رمزى، الأولى كانت ياسمين علي، التي قدمت أغنية “سهر الليالى” للكبيرة فيروز مع عدد من الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، ثم قدم الفنان السورى مجد القاسم والفنانة نيفين رجب دويتو غنائيا بعنوان “حبوا بعض”، وقدمت الفنانة التونسية لطيفة أغنية خاصة للحفل بعنوان “فاتحة الحياة بابها” من كلمات الشاعر أمير طعيمة، وألحان عمرو مصطفى، وتوزيع تميم.. واختتم بإعادة تقديم أوبريت “الليلة الكبيرة” أداها عدد كبير من الأطفال المشاركين.
وفي الودائع التي شهدتها الفعاليات ورشة عمل للرسومات المتحركة بالتعاون مع “وازى استوديو” من جنوب إفريقيا، أقيمت في سينما الهناجر، ومثلها ورشة لتعليم الرسم وفن الكاريكاتير في قاعة صلاح طاهر بدار الأوبرا، قدمها الفنان التشكيلى محمد صبرى، أكد خلالها أن الكاريكاتير بدأ منذ الحضارة المصرية القديمة، وكان التعبير يتم بالرسم في كل الأحداث التي تقع، حيث سجل المصرى القديم كل الوقائع التي مرت على مصر، كما قام بإعطاء أولادنا نبذة عن مبادئ الرسم والكاريكاتير.
وأقيمت ندوة بعنوان “ما هي أهمية العلاج البصري؟”، قدمها الدكتور محمد وجدى، وأكد خلالها أن المشاكل الموجودة في قوة إبصار الطفل أمر يؤثر على قدرته على القراءة، كما يؤثر على شكل التخطيط الحركى، لأن العينين تتداخلان في زوايا الرؤية، أيضا تؤثر على درجة الانتباه البصرى، لأنه يرهق الطفل وخطورته أنه يمكن تشخيصه بأى حالة مرضية أخرى، فضلا عن انتهاج الطفل سلوكيات غير مبررة إذا تمت مقارنته بزملائه الأصحاء بصريًا.
وتصدرت صورة الرئيس عبد الفتاح السيسى العرض الفنى الذي تم تقديمه بالمسرح المكشوف في دار الأوبرا المصرية، حيث فاجأ فريق نادى سبورتنج للفنون الشعبية بالإسكندرية الحضور في نهاية العرض الذي قدموه برفع صورة الرئيس، في لافتة إنسانية باعتباره الراعى الأول لهم، وشهد في عهده الآلاف من ذوى القدرات الخاصة اهتماما كبيرا، وأقر الدستور حقوقهم، ووضعتهم الدولة على أجندتها، كما حمل الفريق صورة سهير عبد القادر رئيس الملتقى، باعتبارها السيدة التي قامت برعاية ذوى القدرات الخاصة بتأسيس “أولادنا”، وجاء شعار الدورة السادسة من الملتقى يحمل “كلنا إنسان”، باعتبار أننا نعيش في وطن وعلى أرض واحدة وحلمنا واحد.
وأقيمت ضمن فعاليات الدورة السادسة للملتقى ندوة “دور الجمعيات في الاكتشاف المبكر وتهيئة الأسر والإعداد للدمج والنجاح فيه”، بحضور وزير التضامن الاجتماعي السيدة نيفين القباج، وسهير عبد القادر مؤسس ورئيس الملتقى، وعدد من المتخصصين ورؤساء جمعيات المجتمع المدنى.
وأشادت القباج، خلال الندوة، بدور مؤسسة “أولادنا” في رعاية ذوى القدرات الخاصة ودعم قضاياهم، وكذلك دور الجمعيات الأهلية العاملة في المجال، مشددة على أهمية دور الإعلام في طرح قضايا الإعاقة، خاصة أهمية الاكتشاف المبكر والتدخل.
ولفتت “القباج” إلى أهمية دور حضانات ذوى القدرات الخاصة، خاصة أن الوزارة تدعم الأهالى ليستطيعوا إدخال أولادهم مثل هذه الحضانات، لأن خدماتها مكلفة، والقائمون على خدماتها مكلفون بوجود أطباء ومتخصصين بهذه الحضانات، ولهم دور كبير في الاكتشاف المبكر للإعاقة والتعامل الصحيح معها.
وقالت القباج: “فى مجتمعات المدينة التي تنتشر فيها الجمعيات العاملة، نشهد اكتشافا مبكرا لعدد من حالات الإعاقة، وكلما قل عدد الجمعيات في المجتمعات الريفية، زادت نسبة الإعاقة.. لأن نسبة الأمية تؤثر بالسلب على التعامل مع إعاقة الأطفال خوفا من التنمر على الطفل حال تركيب قوقعة أو غيرها مما يلزم الطفل”.
وأضافت: “نقوم بعمل موقع إلكترونى يضم أماكن جميع الخدمات التي تحتاجها الأسرة وجميع المعلومات، وكافة أنواع المعرفة التي يحتاجها الشخص في جميع المحافظات، تيسيرا على الأسر، ونظرا لصعوبة الوصول إلى هذه المعلومات دون هذا الموقع”.
وعلى هامش فعاليات الدورة السادسة، افتتحت القباج “معرض فنون أولادنا” للفنون التشكيلية، بحضور عبد القادر وأشرف رضا أستاذ الفنون الجميلة ونائب رئيس مؤسسة أولادنا، والفنان التشكيلى سامح إسماعيل، قومسير عام الملتقى.
وقالت نيفين القباج خلال افتتحها المعرض: “الفن وسيلة من وسائل التعبير عن النفس، ولإبراز المهارة والثقافة.. لذا فهو إحدى الطرق الناجحة لاكتشاف ذوى القدرات الخاصة”.
وتابعت: “سعيدة بإبداعات ذوى القدرات الخاصة التي شاهدتها، فقد جاءت متنوعة ما بين رسم ونحت على الخشب وغيرهما من الإبداعات التي أبرزت قدرات أولادنا على ممارسة الفنون”.
من جانبه، قال الفنان أشرف رضا خلال افتتاح المعرض: “شرفنا بافتتاح معرض فنون (أولادنا) لتقديم أعمال أولادنا في الرسم والتصوير والخزف وأعمال النحاس وغيرها من الحرف اليدوية، وكذلك مجموعة من الورش الفنية لفن الأورجامى والتصوير والرسم والجداريات والتشكيل بالنحاس والرسوم المتحركة”.
وأضاف رضا: “يضم برنامج الفنون التشكيلية هذا العام العديد من ورش العمل الفنية لذوى القدرات الخاصة، بالإضافة إلى معارض للفن التشكيلى والحرف اليدوية والتصوير الفوتوغرافى.. وغيرها من الأنشطة الفنية، وسوف تكون المشاركة متاحة للجميع من جمهور الفن التشكيلى في كل الفعاليات المقامة بالملتقى داخل قاعة المعرض بدار الأوبرا”.
وتابع: “يصب الاهتمام بذوى القدرات الخاصة في الاتجاه الذي تدعمه الدولة باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من المجتمع، خاصة أننى لمست مدى موهبة الكثير منهم خلال الأعوام الماضية، مما يعد الاهتمام بهم نوعا من التنمية المستدامة لأولادنا، خاصة أن الفنون التشكيلية أحد المجالات التي تنمى وعى وثقافة الأجيال الجديدة من ذوى القدرات الخاصة”.
وتضمنت فعاليات الدورة السادسة إقامة ورشة فن الأورجام “طي الورق”، قدمتها الفنانة هبة عاطف، وكذلك ورشة عمل رسوم متحركة بالتعاون مع وازى استديو جنوب إفريقيا، وأيضا ندوة عن مهارات العمل العام، قدمها يوسف الوردانى، وذلك بالتزامن مع إقامة ورشة التشكيل بالنحاس، وورشة عمل «رسم جدارى الفنانة إليزابيث كاسل جنوب إفريقيا”.
وشهدت الدورة السادسة من الملتقى فعاليات خارجية بالقاهرة الجديدة، حيث لفت سيارة “أولادنا” المكشوفة في عدد من الأماكن بالقاهرة، وتم تقديم عروض خارجية لأولادنا وعدد من فرق الدول المشاركة، منها: (فريق أصحاب الهمم لمتلازمة داون ليبيا، فرقة حواس فلسطين، فريق نابا كومبانى الكونغو، فريق كولن مويو وزولانى ملانجينى زيمبابوى).
كما أقيمت عدة فعاليات أخرى، منها ورشة فنون تشكيلية للفنانة مروة توفيق، وعرض مسرحى “لا يوجد أحد” يقدمه فريق داريو دامبروسى إيطاليا على المسرح المكشوف بالأوبرا.
وتم تقديم عرض فنى اشتركت فيه مدرسة الخلفاء الراشدين وجمعية أبناء المعادى ومؤسسة أرض الحب وفرقة ماريا بولى قبرص، وكرياكوس فريليجوس اليونان، وفريق مركز الفن للجميع الإمارات، وفرقة مصراتة للمألوف الشعبى ليبيا، وفرقة ميركل أون ويلز الهند.
وشهدت فعاليات الدورة السادسة ورشة تصوير بالموبايل في قاعة صلاح طاهر بدار الأوبرا، كما قدمت ورشة عمل رسم جدارى إليزابيث كاسل من جنوب إفريقيا، وأيضًا ورشة عمل رسوم متحركة بالتعاون مع “وازى استوديو” جنوب إفريقيا، وورشة “التشكيل بالصلصال”.
وأقيمت ندوة تحت عنوان “طرق الحماية من التحرش والتنمر”، برئاسة الدكتورة سحر داود بسينما الهناجر، كما أقيمت ندوة «كيفية العلاج بالفن وأهميته في الإرشاد النفسى لأولادنا” برئاسة الدكتورة عزة فخرى، وأقيمت ندوة “أهمية التغذية العلاجية في حياة ذوى الهمم وتأثيرها” برئاسة الدكتورة دينا ريحان.
وقدمت الدورة السادسة من الملتقى عروضا خارجية لـ”أولادنا” وفرق الدول المشاركة، منها فرقة “نجمة الشمال” المغرب، فريق “دانسينج ديفا” الهند وأمريكا، فريق “مارلى بولى قبرص، فرقة»مصراتة للمألوف الشعبى”ليبيا.. وأقيمت فعالية” أسرار خاصة”مالاوى، و”ليلة دينوسية” اليونان، وعرض مسرحي مسجل “المأزق”.
منصور شعبان