باختصار: إنها “قمة الأسد”
إنتهت القمة العربية التي استضافتها المملكة العربية السعودية في مدينة جدة بما خلصت اليه من مقررات كان اهمها الترحيب الجامع بعودة سورية لتحتل مقعدها، في جامعة الدول العربية، بعد غياب دام اثنتي عشرة سنة، على أثر اندلاع الأزمة فيها.
القراءات كثيرة في الحدث الاستثنائي، مشاركة الرئيس السوري بشار حافظ الأسد، شخصياً، والذي حظي حضوره باهتمام عالمي زاده رفعة العناق المعبّر عن عميق معناه، بكل جلال الاحترام، بينه وبين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
مشهد كان، لسنوات خلت، صعباً توقعه لدى أصحاب المواقف المتضادة، من اهل السياسة والرأي، منهم توقع التغيير ومنهم من رأى خلافه، لكن، غاب عن بالهم، أن الأزمنة تحفظ للتاريخ شواهده.
كان الرئيس حافظ الأسد (رحمه الله) بحضوره آخر الواصلين، دوماً، للمشاركة بالقمم، حاسماً، في نظراته المتفرسة، مؤثراً، بقوة، باتخاذ ما يجب من قرارت ثابتة حفظت للعرب بعضاً من عزة، تجسدت بحرب تشرين \ نوفمبر 1973، حين تآلفت قوة القرار مع استخدام سلاح النفط بمنعه عن الغرب الأميركي المؤيد لإسرائيل.
قوة قرار الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود والرئيس المصري أنور السادات والرئيس السوري حافظ الأسد (طيّب الله ثراهم جميعاً) أعادت للأمة مجداً تجدّد بصورة يحسن الأميركي والإسرائيلي والبريطاني والفرنسي والروسي قراءتها بكل أبعادها؛
هناك حضر الرئيس الأوكراني فلودومير زيلنسكي، المتحارب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في قمة منطقة تشهد نقلة كبيرة جداً نحو الصين التي تقود وساطة، هي بمراميها، ضد الأميركي، لإنهاء الحرب، وإلا لِمَ شارك؟
في الخلاصة، القمة العربية، هذه المرة، بيانها متعدّد اللغات.
منصور شعبان