يتأثر لبنان بكل ما حوله من احداث ليس بمنأى عنها كونها تترك تداعيات واضحة في مساره نحو واقع مختلف عمّا كان قبلا.
إنفجار الوضع في قطاع غزة يرسم خارطة سياسية قد تكون غير مريحة للدول العربية إذ هناك، والكلام هنا دقيق، تسويات واتفاقات لن ترضي أناساً كُثُرَ اعتادوا الواقع، كما هو. الصورة، بما تحوي وتظهر، سبقتها إشارات لم يقرأها جيداً من يجب.. الوقائع سريعة بشكل لا يستطيع إلّا المتابع عن كثب فهم فصول السيناربو على المرسح.
قادة العالم عندما يقررون احداث تغييرٍ ما للانتقال إلى نظام عالمي جديد، ضمن حدود يعيدون رسمها، لا يأخذون بالاعتبار مصالح الشعوب، الأمر ليس مرتبطاً بالعادات والتقاليد الاجتماعية لتكون الحلول مثالية.
لو تم وضع بعض المجريات على الساحة الدولية يمكن رؤية حركة “17 تشرين اول/ أوكتوبر 2019” التي قلبت الموازين في لبنان، وأول من اطاحت به كان “تيار المستقبل” بإعلان رئيسه سعد الحريري تعليق عمله السياسي وخروجه من البرلمان. لعله كان يدرك مآل لبنان، وها هو، الآن، يعود تدريجاً الى مكانه وهذا مؤشر مهم لما قد تتجهُهُ البوصلة محليا.
غزة هي العنوان، في الوقت الحاضر، سواء انتهت عملية “طوفان الأقصى” إلى مفاوضات لإنشاء دولة فلسطينية ام بتحقيق ما يخشاه الضالعون في قراءة التاريخ من آخره.
كل العالم يبدي اهتماماً بتفصيلات المجريات اليومية التي تزرع مداميكها الصواريخ والغارات وصافرات الإنذار والهبّة الدولية نحو تل أبيب وزيارات الموفدين الأوروبيين للبنان والاتصالات الهاتفية الرفيعة المستوى مع مسؤوليه الرسميين.
بصراحة.. الوقت ليس للتحليل
منصور شعبان