خرج الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري من لقائه مع رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون وأعلن، من امام مدخل مكتب “فخامته”، ما دار بينهما.
كان الناس ينتظرون، فعلاً، هذه اللحظة، سواء اتفقا أم لا، لكنهما مالا كل المَيْل إلى إظهار عدم الاتفاق فاحمرّت عيون الذين تفاءلوا خيراً وأصاب “دولته”، بما رواه، الليرة بصداع الدولار فالتهبت الأسعار.
ويبدو، من خلال عدم توصل المساعي إلى حل لمعضلة التشكيلة الوزارية، أن القرار بشأنها لم يصدر بعد وإلا فما معنى أن تتباين، دوماً، المواقف من دون ان تلتقي ولو عند حرف سياسي واحد.
راهن “المعتزلة” من كبار السياسيين في لبنان على باريس فإذا بها تنجح بوضع “خارطة طريق” لحل الأزمة الليبية وها هي أعلنت عن اعادة فتح سفارتها لدى طرابلس الغرب ودعت لانسحاب القوات الأجنبية من هذا البلد الغني بالنفط و”النهر العظيم” بينما لم تستطع، حتى الآن، معالجة المشكلة الصلبة في لبنان.
“بيروت الممتازة”، كما أطلق عليها، زمان، العثمانيين، بمساحتها الصغير، هناك اختلافات حضارية شديدة في شوارعها المتباينة الطول والعرض والمفترقات؛ لكل طرف انتماء ولا أي مشاعر وطنية. ذنب المواطن انه لبناني يبحث عن ذاته فلا يجده. إنها “الفوضى الخلّاقة” التي يعرفها الجميع.
في البلدان التي تتمتع بنظم ديمقراطية هناك أحزاب “وطنية” تتنافس على السلطة ضمن هيكل الدولة وتعمل لتحكم بهدف تطوير المجتمع ومعالجة الثغرات في علاقاتها مع الدول بعكس لبنان، تماماً، حيث لأحزابه انتماءات خارجية يفتخرون بها ما يجعل اللقاء، وطنياً، مستحيلاً إلا بمقدار وهي بالتالي تسيطر بقوة على مفاصل الدولة.
من هنا يبرز السؤال عمّاهية حكومة اختصاصيين غير حزبيين برئيس حزبي في جمهورية “أحزابية” من رأسها إلى أخمصها.
منصور شعبان
