بإسم المحبة والسلام من قلب سورية الموجوع بالألم والآه نناديكم أصحاب المعالي المحترمين..
بإسم الإنسانية الراسخة في قلوبكم الحية.. بإسم ضميركم الحي نهتف إليكم ونناشدكم وأصوات بكاء أطفالنا ما زالت مسموعة تحت أنقاض المنازل والبيوت وآهات الأمهات والعجائز تتلو الصلوات للنجاة، بعد الزلزال الذي أصابنا وابتلينا به منذ أيام.
سورية مهد الحضارة والمحبة والسلام.. بلد العيش والألفة تخاطبكم أنتم أصحاب القرار والكلمة.. أحفاد من نشروا العدل والقانون الإنساني الذي نتعلمه في جامعاتنا ومدارسنا.. أنتم رمز الحرية والحياة والعلم والفكر..
تاريخ علاقاتنا الدبلوماسية يشهد بطيبها واحترامها المتبادل. فكم من أبنائنا مدوا جسوراً من وصال ومحبة وعلم بين فرنسا وسورية.. نهلوا العلم في جامعاتكم وبمختلف الاختصاصات وبرعوا عبر العالم وهم فخورون بتلقيهم علومهم في فرنسا.
وكم من عائلات مميزة تكوّنت بين بلدينا؛ شعب سورية يحترمكم لأنه مسالم، عريق، يفتح ابواب التسامح والكرم لكل من يقصده. كانت سورية ملجأ لكل من دخلها من شعوب الأرض والتاريخ يشهد..
سورية عاشت حرباً قاسية وبعدها كان الحصار الإقتصادي الظالم عليها الذي آلمنا وأوجعنا وحرمنا من أدنى سبل الحياة – العقوبات الاميركية والاوروبية اللاقانونية دمرت البنى التحتية ودمرت الاقتصاد وأفقرت وجوعت الشعب السوري.. فكم من المرضى ماتوا بسبب عدم توافر الدواء، خاصة أصحاب الامراض المستعصية، وكم من مواد فقدت ونحن بأمس الحاجة إليها كحليب الأطفال وأمصال الحياة. نحن بحاحة للحياة لأننا أبناء أوفياء للحياة..
نطالبكم بتوفير المواد اللوجستية لنواجه هذه الكارثة الفظيعة التي دمرت باقي أحلامنا وأحلام أطفالنا.. السياسة تبعدنا عن بعضنا لكن الانسانية تقربنا ..نحن نعرف أن قلوبكم عامرة بالانسانية ولاترضون الظلم ياأهل العدل والمساواة.
سورية ممتنة لكل من يساعدها ويساهم بفك الحصار عنها.. وكلنا أمل أنكم على قدر المسؤولية والانسانية.
أنتم يا أصحاب المعالي والمسؤولية نطالبكم بمقدار محبتكم لأطفالكم ووطنكم أن تكونوا شركاءنا في الحفاظ على سورية النابضة بالحياة.
المستشارة الإعلامية
الدكتورة سلوى شعبان
اللاذقية/ سورية