سماحة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأمن القومي في لبنان والمنطقة بات تحت دائرة الاستهداف والغزو من البنتاغون وعائلته، بناءً على سؤال وجهه الأمين العام لحزب “سبعة” جاد داغر، في بيان، إلى وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال جوني القرم: “لماذا يتم حجب خدمة الانترنت عبر الاقمار الاصطناعية “ستارلينك”؟”.
وقال: “خدمة الانترنت “ستارلينك” احدى شركات “إيلون ماسك” بتغطي لبنان بالكامل. وبتشكل شبكة امان بالحد الادنى لتأمين خدمة انترنت بلبنان عبر الاقمار الاصطناعية. ممكن نفهم من وزير الاتصالات ورئيس الوزراء ليش الدولة اللبنانية ما بتسمح فيها؟ وهي شغالة بأكثرية دول العالم؟”.
تعقيباً، ومواكبة لتصريحات بشأن هذه القضية، ونتيجة لمتابعتي لها بأدق التفاصيل والفواصل والنقاط والحيثيات، هناك أصوات بدأت ترتفع وآلة اعلامية تنسق بهذا الخصوص؛
لذا، فإن رسالتي مستعجلة الى سماحة السيد حسن نصر الله والى المعنيين والجهات في اجهزة الامن القومي العام في لبنان والمنطقة في الصفوف الامامية، أرجو منكم التنبه لما يحاك من تلك الاشارات ومضامين هكذا تصريحات، وأن يؤخذ الموضوع على محمل الجد والاهتمام وعلى وجه السرعة لمواجهة ما يهيّأ من خطر حقيقي داهم.
وفي هذا المجال، وبصراحة مطلقة، الفت الى ان اسباب هذه الفوضى والتفلت في لبنان ناجمة عما يدور حول هذه القضية، والمناخ الحاصل إلهائي، وهذا لا يعني ان بعض الساسة والزعماء والاحزاب المتحكمة في مفاصل الدولة ومؤسساتها براء، وغالبيتهم لهم مصالح وأعمال وأموال وحوافز محلية وخارجية، والأخطر أنهم على أتم الاستعداد للتضحية بلبنان ومن فيه وبكل شيء ومن دون اية اعتبارات وأية مبادئ انطلاقاً من مبدأ “نفّذ ولا تعترض” كما يطلب منهم وعقيدتهم شيطانية وولائهم وانتمائهم للبنتاغون وعائلته: إيلون ماسك ومارك زوكيربيرغ وبيل غيتس وغيرهم؛ فهم عالقون على حدّيّ سيف شبيه بفخ ومن يغيّر مساره يُهدَّدُ او يتعرض للابتزاز او يُنفى من الحياة السياسية، كما حصل مع رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، وبعض الاغتيالات والتصفيات كانت لتلك الاسباب وجاءت على هذا النحو، وهذا خير دليل على ذلك، ناهيك عن ان هذه هي حال معظم الدول الغارقة بالازمات المفتعلة وعن قصد لتمرير وتنفيذ مخططات وتصاميم هندسات مرسومة لتطبيقها ولغاية، الآن. أولائك العوائل ينجحون بامتياز.
وأذكّر القراء، إن مرور أقمار “ستارلينك”، صيف 2022، في الاجواء اللبنانية والمنطقة، كان اختباراً تقنياً وتحضيراً لوجيستياً، وتحدثت عن ذلك، مسبقاً، وباتت، الآن، أقمار “ستارلينك” تستهدف لبنان، وأصبحت على جهوزية تامة لتمارس عملها كما هو مطلوب منها، بحسب الأوامر والمستجدات من البنتاغون، وستفرض هذه التقنيات من الفضاء ومن دون ان تستأذن اي مسؤول، وستضرب بعرض الحائط.
لذا، من الآن وصاعداً، علينا ان نتضامن ونحضّر أنفسنا لحرب جديدة مختلفة تماماً عما سبق ومفروضة وغير تقليدية، تشمل الجنس البشري، شئنا أم أبينا، استراتيجية اسلحتها صامتة وخفية ومرئية مباشرة، أقصد بكلمة مباشرة أن الأقمار محملة ومجهزة بالصواريخ وتطلق من الفضاء وجميعنا مستهدفون، كباراً وصغاراً، ومن كل حدب وصوب، وبوسائل متعددة كما أسلفت..
وفي كل الحالات هذا الامر يتطلب منا توفير حماية ومعادلات رادعة من اسلحة مضادة واجهزة متطورة حاجبة ودفاعية وهجومية واذا تعنتت وتنمرت الافضل تعطيلها اذا اقتضت الحاجة وعلى كل المستويات… وهذه القضية تستدعي تكوين وتأسيس جبهة مؤسساتية تنموية او قطب جديد علمي توسعي وعالمي متين للمواجهة في شتى المجالات.
صاحب السماحة
ألفتكم إلى انني كنت ارسلت اليكم، سابقاً، ملفاً يتعلق بهذا الشأن للتعاون وما زلت انتظر جواباً مباشراً من شخصكم الكريم. استطرد ولكي لا نفاجأ في المستقبل القريب بما هو آتٍ بأنيابه، ولأننا سنكون امام معارك ابادة جماعية للجنس البشري اسمها حرب البقاء.
وتفضلوا بقبول فائق المحبة والتقدير والاحترام في هذا الشهر المعظم شهر رمضان المبارك.
✍ جهاد ياسين
رجل أعمال لبناني
مراجعة/ منصور شعبان