لا يزال العدو الصهيوني ومعه الشريك الامريكي يبذلان جهوداً لجعل العلاقات العربية مع الكيان الصهيوني طبيعية، كما بحث العدو ولا يزال يبحث عن الاعتراف بشرعية وجوده في فلسطين العربية والأرض العربية المحتلة الأخرى الجولان العربي السوري واراض من جنوب لبنان وهذا هدف حققه اسحق رابين من اتفاقية أوسلو مع قيادة منظمة التحرير، حيث رفض التوقيع على الاتفاقية الا بعد توقيع رئيس المنظمة آنذاك ياسر عرفات على وثيقة اعتراف بشرعية وجوده في فلسطين العربية المحتلة حتى يستطيع من خلال ذلك تنفيذ خططه وتحقيق أهدافه في تثبيت الحق المزعوم في احتلال الأرض العربية الفلسطينية وما يحتله من ارض عربية أخرى في الجولان العربي السوري وجنوب لبنان واهداف المشروع الصهيوني العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية لضمان هذا التثبيت. إضافة الى استقرار كيانه الغاصب ومساعدته على التوسع في المنطقة العربية المستهدفة من النيل الى الفرات والاسهام في الشراكة في ثروات الامة وبخاصة النفطية منها.
نعم تم عقد معاهدات واتفاقيات مع العدو الصهيوني، من كامب ديفيد مع مصر (17/ ايلول/1978) الى اوسلو مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية (13/ ايلول/ 1993) الى وادي عربة مع الاردن (26) تشرين الاول 1994)، ثم تلتها اتفاقيات اطلق عليها (ابراهام) مع الامارات العربية المتحدة، 15/ اب 2020، ومع البحرين 11 ايلول 2020، ومع المغرب 10 تشرين الثاني 2020.
طبعا ادارات امريكية اوجدت كل هذه المعاهدات والاتفاقيات ولا تزال ترعاها، بل تعمل على ايجاد المزيد. ولنا ان نسأل ونتساءل الى اين والى متى هذه الاتفاقيات مع هذا العدو الغاصب المجرم القاتل بعد ارتكابه المجزرة تلو الاخرى بحق الشعب العربي الفلسطيني، والشعب العربي في لبنان وسورية ومصر والاردن وغيرها من اقطار العربية؟ الا يكفي ما يجري الان في قطاع غزة والضفة الغربية من قتل وهدم وحصار وتجويع، ومنع الماء والكهرباء والدواء وتدمير المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس؟ عدو يرتكب مجازر دموية بشعة غير مسبوقة، عدو يرتكب المجازر في الضفة الغربية، في الجنوب اللبناني، في سورية حيث يشن العدوان تلو الاخر ضد الجيش العربي السوري وضد المؤسسات المدنية بعامة ومطاري دمشق وحلب بخاصة، نعود لنسأل بعد هذه الجرائم الوحشية، التطبيع مع هذا العدو الارهابي الى متى! نؤكد على ان الغاء المعاهدات مع العدو المجرم يعتبر واجبا وطنيا وقوميا. ولذلك من الضرورة العمل على مواجهة ومقاومة التطبيع مع كيان غير مشروع غاصب، محتل قام على الإرهاب والقتل والتشريد للشعب العربي الفلسطيني صاحب الأرض وكذلك لمواطنين عرب سوريين ولبنانيين وكل قطر من اقطار الوطن.
ان الواجب الوطني والقومي يحتم على الشعب العربي في كل قطر من اقطار الامة وعلى جميع اقطار الامة مواجهة هذا العدو بكل اشكال المقاومة وصولا لتحرير الأرض وانهاء وجوده غير الشرعي في الأرض العربية فلسطينيا وسوريا ولبنانيا.
كما من واجب كل عربي مواجهة ومقاومة المنطلقات والسياسيات التطبيعية مع العدو الصهيوني في أي قطر عربي من اقطار الوطن وبخاصة تلك التي اقامت معه العلاقات الكاملة بالأمس القريب وكذلك التصدي للأقلام والاعلام والسياسات الداعية للتطبيع مع العدو الصهيوني الغاصب لما يمثل هذا التطبيع من مخاطر واخطار على الامة العربية.
نعود لنؤكد على اقدام العدو الصهيوني بشن العدوان تلو الأخر على الشعب العربي في فلسطين ولبنان وسورية مثلما يمارس القتل والإجرام بكل أنواعه البشعة ضد أبناء الشعب العربي في هذه الأقطار العربية، مثلما يقوم بالتدمير والخراب واستنزاف طاقات الأمة البشرية والمادية والعسكرية ويقوم بدعم الإرهاب الذي يستهدف المقاومة في سورية ولبنان والعراق ومصر، ويزداد حقد العدو الصهيوني على الشعب العربي في الأقطار العربية حيث توجد منظمات مجابهة التطبيع أو بدونها. التي إنما تعمل جاهدة من اجل توعية المواطن العربي وتفعيل دوره في المقاطعة خاصة وان المقاطعة هي عمل سلمي وسهل ولا يحتاج إلى استخدام العنف أو المواجهة مع الذين يطبعون مع العدو الصهيوني بل بذل الجهد من اجل تراجعهم عن هذا التطبيع.
نؤكد على أن مجابهة التطبيع مع العدو ومقاطعته تمثل حركة مناهضة لمخططات ومشاريع الحركة الصهيونية التي وضعها مؤسس الحركة في مؤتمر “بال” السويسرية عام 1897م والتي تهدف إلى إقامة “إسرائيل الكبرى” من الفرات إلى النيل مثلما تشكل خطوة على طريق إضعاف العدو وتحرير الأرض المغتصبة في فلسطين والجولان العربي السوري والجنوب اللبناني. وبالتالي وضع حد لمشروع الحركة الصهيونية وإنهاء وجودها. فالمقاطعة سلاح فعال وقليل التكلفة إذا ما أحسن استعماله.
ان العدو الصهيوني عدو للأمة العربية بأكملها وليس الشعب العربي الفلسطيني الذي هو شعب عربي ويشكل جزءا أساسيا من هذه الامة يدافع عنها بالدم في مواجهة هذا العدو المجرم.
ونؤكد بدون دعم واسناد امريكي لا كيان صهيوني.
فؤاد دبور
عمان/ الأردن