يعتبر الأمن القومي لأي دولة ركنا أساسيا وهاما في بقائها وهو يشمل الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، بما يعني امتلاك الدولة القدرات والإمكانيات العسكرية وقرارها السياسي السيادي المستقل وامتلاكها القدرة الاقتصادية والمالية الكافية وبما يمكنها من الدفاع عن أمنها الوطني والقومي وعن مصالحها وحقوقها وأرضها وسيادتها.
يشكل القطر العربي السوري المرتكز والقاعدة الصلبة للأمن القومي العربي أولا، ولأمن المنطقة ثانيا، ولأمن العالم ثالثا، وذلك استنادا لما هو قائم من خلال الموقع والمواقف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلاقات العربية مع دول المنطقة والعالم، وامتلاك سورية لعوامل الأمن يعني بالضرورة امتلاك الأمة القدرة على دفع العدو الذي يستهدف فرض إرادته على الأمة ومقدراتها والإبقاء عليها مجزئة وفقدانها القدرة على تهيئة الظروف للنهوض والتقدم وتحقيق طموحات أبناء الأمة في الحرية والتحرر والوحدة والسيادة والاستقلال والعيش الكريم.
وعندما نؤكد على امن الدولة السورية ذلك لأن الصراع القائم في سورية وعليها صراعا عالميا بين العديد من الدول الإقليمية والعالمية بعامة، وبين القطبين الروسي والأميركي بخاصة.
يتم هذا الصراع في ظل العدوان والتهديد الدائم لاستقلال العديد من أقطار الوطن العربي وسلامة أراضيها وهذا ماثل في المشهد العربي اليوم من فلسطين إلى لبنان إلى الدولة السورية والعديد من أقطار عربية أخرى التي واجهت وتواجه العصابات الإرهابية التي أصابت العراق، ولبنان، والأردن ومصر وغيرها من أقطار الوطن العربي سواء أكان من العدو الصهيوني والشركاء في الولايات المتحدة الأميركية أم الدول الاستعمارية الغربية، أم أدوات تابعة.
وحتى تحافظ الأمة العربية على أمنها فلا بد من أن تدرك أقطارها التهديدات والتحديات كافة ويجب تحديد مصادر هذه التهديدات كخطوة أساسية نحو صياغة إستراتيجية أمنية وطنية وقومية لكن من المؤسف والمؤلم أن نقول بأن احد العناصر الأساسية في استهداف امن الأمة ما جرى ويجري هذه الأيام من العدوان الصهيوني – الأميركي- التركي ممثلاً بالعصابات الإرهابية أدوات هذه دول العدوان الثلاث.
ويأتي استهداف سورية والعدوان المتكرر عليها كونها دولة عربية مقاومة ومواجهة للمشاريع العدوانية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية وتحقيق امن الكيان الصهيوني الغاصب وعلى حساب حقوق الشعب العربي الفلسطيني وحقوق العرب في أرضهم وثرواتهم وسيادتها على هذه الأرض. وعليه فإن القوى المعادية للأمة تعمل جاهدة وبكل الوسائل وفي المقدمة منها العدوان لإزاحة العقبة التي تحول دون تحقيق أهدافهم المعادية الممثلة بالدولة السورية.
ولكن سورية العربية الشعب والجيش والقيادة تتصدى وتصمد وتدافع وتدفع الثمن الباهظ بشريا، ماديا، اقتصاديا، سياسيا، وما يلحق بها من دمار وخراب. بأدوات إرهابية مدعومة من أعداء الأمة العربية والكيان الصهيوني، الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، بريطانيا، وهي – الدولة السورية – تدفع هذه الاثمان دفاعا عن امنها الوطني وامن الأمة العربية وحتى امن دول في المنطقة والعالم.
وأصبحت، فعلياً، مرتكزاً للامن القومي العربي، لا ننحاز ولا نتجاوز الحقيقة عندما نؤكد على أن العدوان الذي يستهدف سورية إنما يعني تحقيق أهداف مشاريع ومخططات أعداء الأمة صهاينة وأمريكان ودول غربية معادية، التي تستهدف الأمة والهيمنة على مساحاتها الجغرافية وثرواتها وبخاصة الغازية والنفطية، وكذلك إسقاط المشروع المقاوم الذي يواجه العدوان الصهيوني المدعوم أمريكيا واستعماريا.
ونؤكد على أن مواجهة الإرهاب والعدوان على سورية والقضاء على العصابات الإرهابية المجرمة يخدم امن أمتنا العربية مثلما يخدم دول المنطقة حتى التي تدعم فصائل من هذه العصابات الإرهابية التي تسفك الدماء وتلحق الخراب والدمار، ليس في القطر العربي السوري لوحده بل تستهدف العديد من دول المنطقة والعالم ولنا شواهد كثيرة عربياً، إقليمياً ودوليا.
ونؤكد مرات ومرات أن امن سورية امن الأمة والمنطقة والعالم.
فؤاد دبور