عندما تخلق وفي دمك موهبة الكتابة،، تأتي رسالة العالمين بإقرأ.. عندها ننتمي للكلمة،، فتكبر بداخلنا ونتشرّبها عشقاً فنكبر بها ومعها إلى أن يصبح الكاتب صانع الكلمة وهنا يكمن فخر الانتماء،،
يكفينا فخراً أننا نكتب عن الحب والسلام، عن الحياة والبطولة و آلام الوطن،، عن المرأة والأرض،، عن الأمومة والأبوّة،، عن الطفولة والفقر..
يكفينا فخراً أنّ الكلمة سلاحنا للرأي الحرّ الصادق الموضوعي بدون تحيّز ودون افتراء..
يكفينا فخراً أننا نترجم مشاعر الناس وأفكارهم فنكتب لهم ومن أجلهم أرقى الكلمات ليس بالكلام والثرثرة عن الناس وأعراضهم وأرزاقهم فلا نأكل لحومهم بقلوبٍ باردة،، ولا ننهش العرض والأرض مهما أخطأوا، بل ندفع بالحسنة السيئة لنمحُها..
يكفينا فخراً أننا نكتب ليعمّ الحب والخير والهداية بين الناس وليس لنفرّق بينهم أو لنتصيّد أخطاءهم وننشرها فتعمّ الكراهية والحسدُ والأحقاد.
يكفينا فخراً عن كل ألمٍ أو أذى كتمناه ولم نتكلم به،، فحمّلناه للقلم وأجهضناه على الورقة وبحبر العين وتلوناه للمنتقم الجبّار..
يكفينا فخراً أننا دعاة حبٍ وسلام.. ولسنا دعاة حرب ونزاعات.. وثوابنا بكل ذلك عند “الله فقط”.. وليس عند الخَلْق، ففي ميزان حسناتنا سيسجل لنا الغفور العليم مغفراتٍ كثيرة بذنوب لم نفضحها وأعراضٍ لم ننهشها وفتنٍ لم نشعلها.. وخطايا لم ننشرها،، وسلاحنا طلقاته كلمات على الورق،، وليس طول اللسان.
سيكون في ميزان حسناتنا أننا أمّة “إقرأ” فقط..
الكاتبة
الدكتورة وفاء محي الدين قصيباتي