الإعلام، كما نعلم جميعا وفي ظل تحولات وسائله التكنولوجية المتقدمة وبخاصة المرئية منها أصبحت ناقلا مهما للأخبار والحدث وتشكل عنصرا هاما في صناعة الرأي العام سواء كان سلبا أو إيجابا وذلك وفقا لتوجهات أصحاب القرار السياسي الذي يوجهونه ويعتمدونه لايصال وجهات نظرهم ورغباتهم بمعنى ان الإعلام شريكا أساسيا في صناعة الأحداث والتحكم في تطورها عبر ما يوفرونه له ويوظفونه للتأثير على الرأي العام عبر تسويق أهدافهم السياسية والثقافية والاجتماعية.
وقد تجسد دور الإعلام المعادي بشكل فاعل في مجريات الأحداث في سورية تضليلا وتشويها وقلبا للحقائق والإسهام وبشكل بشع في الإعمال الإرهابية الإجرامية الدموية التدميرية التي استهدفت سورية أرضا ومؤسسات وشعبا، وقد استخدم هذا الإعلام المعادي ومن يقف خلفه ويموله ويوجهه كل الوسائل التي يعتقد بأنها توصله إلى تحقيق أهدافه العدائية دون وازع أو رادع.
وللإنصاف لا بد لنا وان نتوقف عند دور الإعلام العربي المقاوم والمضاد للإعلام المعادي هذه المواجهة التي أثبتت قدرتها على المواجهة من حيث كشف التضليل والتشويه وخلق أحداث مصنوعة تستخدم في الحرب النفسية وصراع الإرادات وخلق قناعات معينة عند الآخرين . وأدار الإعلام الصديق للأمة والمدافع عن قضاياها الذي يتصدى للإعلام المعادي معركته بمهنية عالية وبخاصة الإعلام السوري الذي دافع عن الحقيقة واستطاع تسويقها ببراعة وحقق نجاحات كبيرة وهامة ومؤثرة اثارت غضب الأعداء مما جعلهم يستهدفونه بالمتفجرات والاغتيال وليس بالكلمة والمنطق والحقائق لان فاقد الشيء لا يعطيه.
بمعنى ان الإعلام الوطني في سورية والإعلام العربي المساند ارتقى إلى مستوى الحدث والأحداث رغم إمكاناته المتواضعة أمام إمكانات الإعلام المعادي الكبيرة جدا. وقد اشتدت وازدادت وتيرة الهجمة الإعلامية الضالة والمضللة هذه الأيام خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية السورية لعام 26 أيار 2021 مستهدفة بشكل خاص الرئيس بشار الأسد، وقد اخذت الحملة الإعلامية ابعادا ضالة ظالمة هدفها تشويه الحقائق والنيل من شجاعة وصمود الرئيس الذي قاد المواجهة لاكثر من عقد بحكمة وقدرة واقتدار. مثلما اشتد الحصار الظالم المفروض على سورية وشعبها، منع كل ضرورات الحياة الحرة الكريمة للمواطن العربي السوري وقد تمثل هذا الحصار باحتلال امريكي لمصادر النفط والغاز وسرقة انتاجها، والاحتلال التركي وسرقة القمح ومصادر الغذاء الأخرى او حتى حرقها.
لكن أصدقاء سورية، روسيا الاتحادية وجمهورية ايران الإسلامية وغيرهما قاموا بتحدي الحصار عبر تزويدها بالنفط الإيراني بحماية روسية، وكذلك القمح الروسي ومواد أخرى تحتاجها سورية . وها هي الدول الأكثر عداء لسورية وشعبها ورئيسها الولايات المتحدة الامريكية، فرنسا، بريطانيا، وغيرها من الدول الغربية المعادية تشن حملة ظالمة أيضا عنوانها الرئيس الدعوة الى مقاطعة الانتخابات الرئاسية، وبالتأكيد فإن حملتهم هذه فاشلة سلفا.
تواجه سورية العدوان بكل أشكاله العسكرية والاقتصادية والاعلامية بقوة وشجاعة واقتدار وتدير معركتها ببسالة نادرة بجيش عقائدي آمن بوطنه وأمته، وبقيادة شجاعة وعزيمة لا تلين وشعب تزداد مقاومته كلما اشتد الخطب ولا يتوقف مطلقا عند شراسة الحرب العدوانية التي تقودها دولة كبرى في هذا العالم، الولايات المتحدة الأمريكية، ومعها العدو الصهيوني والدول الغربية الاستعمارية وأنظمة عربية وإقليمية حاقدة.
ترفض الخضوع والاستسلام أمام هذا العدوان عسكريا كان أم اقتصاديا سياسيا أم إعلاميا.
تحقق الانتصار تلو الأخر انتصارها انتصار للأمة العربية جمعاء وستبقى سورية طليعة حاضنة ومنارة للقومية العربية والمشروع النهضوي العربي الذي سيتحقق طال الزمان عليه أم قصر.
الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي
فؤاد دبور
الأردن