توجه ملايين العرب السوريين إلى صناديق الاقتراع في السادس والعشرين من شهر أيار 2021 من اجل اختيار رئيس الجمهورية العربية السورية للسنوات السبع القادمة حيث تقدمت هذه الملايين غير آبهة بالصعوبات والمخاطر والتهديدات التي اطلقتها العصابات الإرهابية.
وتأتي الانتخابات الرئاسية في القطر العربي السوري المتعددة المرشحين، للمرة الثانية منذ عقود، بما يؤكد ترسيخ الديمقراطية الشعبية حيث يقوم الشعب بكل تلاوينه وقواه السياسية الوطنية باختيار المرشح الذي يرى انه يحقق آماله وطموحه بإخراج الوطن من الأزمة التي يعاني منها الشعب منذ أكثر من عشر سنوات ويحقق الاستقرار والأمن والأمان لسورية ويعمل بكل جهد مع مؤسسات الدولة على بناء واعمار الوطن مثلما يعمل على جعل سورية العربية مثلما كانت دائما مرتكزا للأمن القومي العربي ومشعلا ساطعا للقومية العربية.
جاءت هذه الانتخابات لتشكل الرد العملي القوي على أعداء سورية الذين طالما عملوا وبذلوا الجهود السياسية والإعلامية والعسكرية والمادية من اجل إسقاط الدولة السورية بكل مؤسساتها وبناها التحتية وقد صب هؤلاء الأعداء جام غضبهم على الرئيس القائد بشار الأسد الذي واجه المؤامرة والعدوان بشجاعة واقتدار، حيث حمل الم الشعب وأوجاعه وحافظ على صمود سورية مع الشعب والجيش العقائدي الباسل مثلما حافظ على استقلالية القرار وتعامل مع الأحداث بكل أبعادها ومخاطرها بالصبر والأناة والحكمة وظل متمسكا بالثوابت الوطنية والقومية وبالوحدة الوطنية للشعب العربي في سورية التي تم استهدافها من الأعداء الذين شنوا الحرب الكونية الإجرامية الدموية القذرة عليه. وجاء مكان ادلائه بصوته في دوما للتأكيد على هذا الامر.
أقبل الشعب بمعظم مكوناته الوطنية ليؤكد الديمقراطية الحقة في الوطن بمفهومها ومعناها الواسع القائم على الشعب مصدر كل سلطة وفي المقدمة منها سلطة الرئاسة. واثبت الشعب بهذا الإقبال التاريخي الذي يضع الأساس الصلب لمرحلة جديدة عمادها ومرتكزها الانتصار للدولة والوطن وبناء عملية النهوض الديمقراطي لمستقبل امن قائم على التعددية السياسية والعدالة والعدل والمساواة بين كل أبناء الوطن، حيث اختار الشعب بإرادة حرة الرئيس الذي يرون انه قادر على محاربة الإرهاب ومواجهة العدوان الداخلي والخارجي ويحافظ على موقف سورية الثابت من القضية العربية المركزية، قضية فلسطين والعمل على تحرير الأرض من الغزاة الصهاينة مثلما يرون انه قادر على اعمار سورية والنهوض بها نحو الازدهار والتطور ومواكبة العصر وتحقيق أمال وأماني الشعب العربي في سورية وكذلك أمال وتطلعات الشعب العربي في أقطار الوطن العربي في مقاومة أعداء الأمة والعمل على إزالة أهم التحديات التي تواجه الأمة المتمثلة بالتجزئة والفرقة التي يجهد الاعداء على تكريسها وانزال المزيد منها بأقطار الأمة بحيث تنتقل الأمة العربية إلى بناء المستقبل الواعد المستند إلى الوحدة والحرية والعدالة الاجتماعية.
ان من نتائج الانتخابات الرئاسية السورية الهامة، اعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة وحتى في العالم لصالح قوى المقاومة والحرية والديمقراطية، القوى التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية والاستعمار الغربي وتركيا اردوغان الذين يضعون المخططات والمشاريع القائمة على تحقيق مصالحهم على حساب مصالح الآخرين في المنطقة والعالم.
ونستطيع القول بأن النجاح الكبير الذي أنجزه الشعب العربي في سورية عبر ذهابه بكثافة إلى صناديق الاقتراع قد شكل تحديا لأعداء سورية والأمة مثلما شكل انتصاراً على هؤلاء الأعداء واثبت ان الطريق أمام الإرهاب والداعمين له مسدودا والفشل والهزيمة الحتمية لهم جميعا مهما دفعوا من أموال ودفعوا بإرهابيين عبر الحدود وقوات غازية كما نستطيع القول بأن قادة العدوان والمؤامرة وعلى رأسهم، الإدارة الأمريكية والعدو الصهيوني وكل الدائرين في فلكهم لن يستطيعوا تجاوز أو تجاهل إرادة الشعب العربي في سورية الذي اختار الرئيس القائد المؤهل لقيادة المرحلة وإخراج سورية من الأزمة وجاء هذا الاختيار لان الشعب العربي في سورية ومعه أحرار الأمة والعالم قد عرفوا الرئيس القائد عبر مواجهته بصلابة وعنفوان وشجاعة واقتدار أعاصير العدوان وتداعياته.
وعليه فإنه يمثل لهم الأمل مثلما يمثل الأمل أيضا لكل أحرار الأمة العربية وأحرار العالم الذين وقفوا إلى جانب سورية العربية مثلما كانت السد المنيع الذي يحول بين أعداء الأمة وتحقيق أهدافهم العدوانية مثلما ستبقى سورية قاعدة الصمود والتصدي والمواجهة ومؤئل المقاومة ومرتكزا كبيرا للنهوض القومي العربي. ونقول للحاقدين المتآمرين على سورية، موتوا بغيظكم، ها هي سورية تنتصر وتنجز الاستحقاق الدستوري رغم محاولاتكم لتشويه الانتخابات الرئاسية.
لقد خيب الشعب آمالكم المريضة حيث اكدت الملايين منه عبر الاستحقاق الدستوري انها مع قائدها الذي قادها الى الانتصار تلو الاخر وسيقودها الى تحرير كل الوطن من العصابات الإرهابية وقوى الاحتلال الصهيوني الأمريكي والاردوغاني حيث يتحقق النصر النهائي بقدرة الشعب وجيشه والقائد.
الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي في الأردن
فؤاد دبور